في جولة لـ(الصيحة): مستشفى الفاشر التعليمي وضع مُتردٍّ وانعدام المعدات

 تعطّل جميع دورات المياه وتوقّف المراوح

الحشرات تحيط به إحاطة السوار بالمعصم

المدير الطبي يقر بالصعوبات ويشير إلى أنهم يعملون في ظروف صعبة

العاملون يشكون من ضعف الرواتب وحاكم دارفور يوجه بمعالجات سريعة

جولة قامت بها: فاطمة علي

واقع بائس تشكو منه مستشفى الفاشر التعليمي، حيث تحيط به المعاناة إحاطة السوار بالمعصم، والمستشفى يقبع وسط مستنقع آسن رغم الجهود التي تقوم بها إدارة المستشفى.

فالزائر إلى مستشفى الفاشر يرى البؤس والاستياء في وجوه المرضى والمرافقين من شدة ما به من تدهور في كافة النواحي وبخاصة البيئية.

“الصيحة” استغلت زيارة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي للمستشفى ووقفت على أوضاعها  وتلمست ما تعانيه من مشكلات جمة .

جولة  

تجولت داخل أقسام المستشفى  الـ(١٤)، وكانت المفاجأة أن

جميع دورات المياه  معطلة تعطيلاً كاملاً، والعنابر متهالكة تحيط بها الحشرات من كل مكان، جميع المراوح معطلة خاصة عنبر الباطنية، ولاحظت كذلك أن بعض المرضى يفترشون الأرض تحت الأشجار، وترى الغبن في وجوههم واشتكوا من غياب مدير المستشفى طوال الوقت..

استطلاعات

وقال أحمد حسين بإدارة الشؤون الهندسية بالمستشفى إنه  رغم جهود الإدارة التي تبذلها، لكن تحتاج المستشفى  إلى صيانة كاملة  لجهة أن المستشفى  تم إنشاؤها  في عام ١٩١٩م، وذكر معلومات عن أرضها فقال  إنها  قامت على أرض حكومية تابعة لوزارة الصحة تبرع بها السلطان.

شكوى  

فيما شكا العاملون بالمستشفى من تردي الوضع. ذكرت لي سستر (آسيا ) بقسم الأشعة المقطعية بأن الأشعة تتعطل، في غالب الأحيان تعمل  فقط ما بين ١٥ إلى ٢٠حالة في اليوم.

أما السستر بعنبر الباطنية نساء (هدى) فأشارت إلى تعطل  قسم   العناية المكثفة.

عند مروري بعنبر  الباطنية  نساء، رأيت العجب العجاب، كل اللمبات لا تعمل،   ولا توجد تهوية بالعنبر وفيه ما يقارب الـ(8) أسرّة وكل المراوح متوقفة  سوى واحدة  فقط وتعمل ببطء وعلى وشك التوقف، أما  مكتب السسترات فحدث ولا حرج  يحتاج لصيانة كاملة، وذكرت لي السستر هدى بوجود عنبر باطنية آخر مجهز لكنه مغلق، وعند سؤالنا المدير الطبي لمستشفى ومدير المستشفى بالنيابة الدكتور أسامة محمد أحمد  ذكر أن العنبر لاستقبال الحالات الطارئة وحالات الملاريا والإسهال.

وأضاف قائلاً: يوجد بالمستشفى   جهاز رنين مغنطيسي  هدية من تركيا لكن أعطاله متكررة ويحتاج  إلى صيانة،  وقال إن المستشفى يعاني من مصاعب حقيقية  أبرزها مشاكل الصرف الصحي والبيئة متردية وتذبذب في التيار الكهربائي ، وتفتقر إلى بعض الأجهزة  كأجهزة وظائف الكلى والرئة، وأضاف أن بنك الدم يحتاج لتأهيل.

عدم العدالة  

وقال لـ”الصيحة”  الناشط بلجان المقاومة محمد حمدان، إن الوضع المتردي جاء نتيجة لعدم العدالة، مضيفاً: كل البنيات التي تمت كانت من خلال مجهودات فردية، وأضاف: العاملون يعيشون أوضاعا قاسية، مشيراً لقيامهم بعمل كبير ويحتاجون لرفع أجورهم  ومرتباتهم، وشدد على توفير بيئة مناسبة ونظيفة.

والتقت “الصيحة” بعدد من  الكوادر الطبية بالمستشفى،  شكوا من عدم توفر البيئة الصالحة للعمل،  مؤكدين أن الحاكم أول مسئول دستوري يزورهم، مضيفين: حتى الوالي الحالي لم يزر المستشفى.

وأبانوا بعدم وجود  استراحة للأطباء،  وإلى وجود مشكلة في العناية، والأجهزة، ولا توجد أسرة حديثة، وكشفوا عن وجود  كرسي واحد للمعاقين، ذات المستشفى تفتقر للنقالات وأوضحوا أن الأسرّة بلا  ملايات،  وأن جهازي الرنين المغنطيسي والأشعة المقطعية متعطلان، لا يوجد قسم  عناية للأطفال.

وواصل  المدير الطبي أسامة حديثه بقوله إن هناك أجهزة عمرها الافتراضي انتهى، وإشار إلى  قلة معينات العمل وإلى، تردي البيئة.

حديث العاملين بالمستشفى

شكا  العاملون بالمستشفى من الأوضاع السيئة، مؤكدين أنهم منذ ثلاثة أشهر لم يستلموا رواتبهم ، لافتين إلى أن راتب العامل٣ آلاف جنيه.  وطالب مرافقو المرضى حاكم الإقليم بحل مشكلة المستشفى عاجلاً، وتحسين الوضع الصحي معتبرين أن مستشفى الفاشر  التعليمي هو المرجعي للولاية.

توضيح

اعتبر المدير الطبي مدير مستشفى الفاشر بالإنابة أسامة محمد أحمدن أن مستشفى  الفاشر التعليمي هو الأم، واكبر المستشفيات في المنطقة، وأكد أن كل الحالات المرضية تحول إليه حتى الريفية، مؤكدًا أن العمل يسير بصورة جيدة لحد ما، وقال في حديثه لـ (الصيحة): نقدم خدمة معقولة وإن  المستشفى به ١٤ قسماً “الباطنية، جراحة عامة وعظام ومسالك، أنف وأذن وحنجرة، أسنان،  أشعة،  قسم المناظير والأورام أنشئ حديثًا، قسم الأيدز والدرن، قسم الصحة النفسية والعقلية”، وأقر بعدم وجود قسم للرنين المغنطيسي، وأضاف: بالمستشفى ٤٠٠ سرير، ولا نستطيع الإغلاق ونتدارك المشاكل،  مضيفاً:  نتلقى جرحى الحروب آخرها مصابو أحداث محلية طويلة منطقة كولقي، وتشاركنا مستشفى السلاح الطبي العسكري، وقال أسامة: نحتاج لتدخلات عاجلة للصيانة وإعادة تأهيل بعض الأقسام.

وأضاف: لدينا رؤيتنا للمباني بالاستفادة  من المساحات وبنايها طوابق وأن يظل المستشفى  تعليمياً، مشيراً إلى أن طلاب طب جامعة الفاشر يتدربون  في ذات المستشفى،  وأشار إلى أن الاستخدام السيئ لدورات المياه  أدى إلى تدهورها، وقال إن أغلب المستخدمين من الريف لعدم توفر الصرف الصحي، وأضاف: نحتاج لأشعة مقطعية.

وكشف أن ٨٠% من المرضى منضوون تحت مظلة التأمين الصحي بما فيها العمليات والعلاج،  وشكا من قلة إيرادات المستشفى.

 

توجيهات الحاكم

ووجه مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور خلال  زيارته بتأهيل  أقسام ووحدات المستشفى وبصيانة دورات المياه خلال ٢٤ ساعة فقط ومراجعة  المبنى وترميمه.

وتعهد مناوي بتوفير أشياء عاجلة “إسعاف،  وكراسي متحركة للمرضى، وسراير وأثاث مكتبي، وأجهزة كمبيوتر ومعدات طبية”، وحل مشكلة ميز الأطباء، كما   وقف وفده على حال مستشفى الفاشر التعليمي ومستشفى الفاشر الجنوبي لإيجاد معالجات سريعة..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى