محمد عثمان الرضي يكتب : مسودة الاتفاق الإطاري.. الرفض المطلق

أثارت مسودة الاتفاق الإطاري التي دفعت بها الحركة الشعبيه قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو في منضدة المفاوضات الجارية في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا مع وفد الحكومة الانتقالية بقيادة الفريق أول شمس الدين كباشي ردود أفعال غاضبة في أوساط قطاع عريض من المواطنين مما خلق ذلك رأياً عاماً سلبياً تجاه العملية التفاوضية برمتها.

الحلو يتمسك

وبالرغم من حملات الرفض الشامل للمسودة والتي مست أمراً في غاية الخطورة ألا وهو أمر الدين الإسلامي والذي يظهر من خلال بنود المسودة إبعاده تماماً من كل نواحي الحياة وظهر ذلك جلياً من خلال إلغاء فريضة الزكاة والتي تمثل الركن الثالث من أركان الإسلام إلى جانب تغيير عطلة يوم الجمعه واستعادتها بعطلة يوم الأربعاء

الدين خط أحمر

المعروف عن الشعب السوداني شعب مسلم بالفطرة ومشبع بالقيم الروحية الفاضلة ولا يسمح بأي حال من الأحوال المساس بمعتقداته والنيل منها وإن دعت الضرورة أن يضحي من أجلها بأغلى ما يملك

الغلو والتطرف

مثل هذه الدعوات والمطالب الشاذة تفتح الباب واسعاً في تكوين جماعات متطرفة تتبنى أسلوب العنف منهجًا ولربما تتكرر بعض المظاهر العدوانية من قبل الجماعات الإسلامية التي ظهرت بعض بوادرها في ظل الحكومة السابقة من حادثة مسجد الخليفة في امدرمان وخلية الدندر الإرهابية.

الجو مؤاتٍ لذلك

وفي ظل حالة الاحتقان السياسي والأمني الذي تشهده البلاد وتهديدات التيارات الإسلامية بالتصعيد والتصدي للمسودة الإطارية يكون من الصعب بمكان التنبؤ بنحاح العملية التفاوضية برمتها.

تعبئة وشحن

انتظمت حملات مكثفة من داخل منابر المساجد ودور العبادة بتبني منهج دعوي مختلف للتصدي لهذه المسودة وذلك بحشد الخطاب الديني العاطفي من الخطباء لعامة الناس بخطورة الأمر إذا طبق على أرض الواقع .

تغييب كامل

من خلال المتابعة لمجريات العملية التفاوضية يظهر جليًا المرونة اللامتناهية من قبل وفد الحكومة التفاوضي وذلك تحت مبرر الوصول إلى توقيع اتفاق شامل يوقف نزيف الحرب والاقتتال ولربما من خلال حرصهم على هذا الهدف السامي لربما تمر عليهم أجندة خطيرة لا ينتبه لها البعض ولربما تكون كارثية في أثناء التنفيذ الفعلي على تطبيق الاتفاق على أرض الواقع.

اعتماد اللغة

وطرحت من خلال المسودة أن لاتكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية وهذا أيضاً سيسوقنا إلى أن الدين الإسلامي لن يكون يكون الديانة الأولى في البلاد علما بأن الغالبية العظمى من السودانيين يدينون بالإسلام وذكر اللغة الإنجليزية كلغة رسمية في المناطق التي يسيطر عليها عبد العزيز الحلو تعيد إلى الأذهان تجربة دولة جنوب السودان في إنتشار اللغة الانجليزية، وكان ذلك من خلال ممارسة سياسة المناطق المقفولة والتي نتج عنها فيما بعد فصل جنوب السودان، ويبدو فصل دولة جنوب السودان سيتكرر مرة أخرى وسنفقد بذلك إقليم جنوب كردفان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى