تحالف جوبا.. أكثر من دلالة
تقرير- صلاح مختار
رَدّت الجبهة الثورية برسالة إلى دعوة التحالف الحاكم لقوى الثورة لانعقاد مؤتمرها التأسيسي للحضور إلى العاصمة جوبا للتفاكُر حول أجندة المؤتمر بما في ذلك الذين جمّدوا عضويتهم في التحالف أو الأجسام التي شهدت بعض الانقسامات، وأن تكون الآلية التي سيُعاد بها تنظيم التحالف واتخاذ القرارات محاور بحثٍ، في المؤتمر الذي يجب أن تشارك فيه قوى الثورة والتغيير خارج منظومة الحرية والتغيير، وأن تخاطب أزمات البلاد الحالية، وأقرت الثورية بأن البلاد تشهد هشاشة سياسية واجتماعية، بجانب ضعف لا تخطئة العين في مؤسسات الدولة، وأوضحت أن البلاد أمامها طريقان، طريق التجديد وبناء وطن معافى، أو القبول بانهيارها.
قضية مُلحة
ولأن الدعوة لمؤتمر تأسيسي لإعادة هيكلة تحالف قوى الحرية والتغيير تحمل أكثر من دلالة لأنها أصبحت من القضايا المُلحة لكل الأطراف المُوقّعة على ميثاق قوى التغيير، بالتالي يطرح الدعوة التي دعا لها تحالف التغيير الى تساؤل حول امكانية القبول والرفض، والى شمول تلك الدعوة للقوة التي جمّدت نشاطها بالإضافة الى إمكانية وضع حُلُولٍ للخلافات التي بدأت في تلك الحاضنة.
ويرى مصدرٌ مطلعٌ أن الدعوة تعتبر تجاوز حزب الأمة الذي دعا فيها الى إعادة هيكلة قوى الحرية والتغيير، فيما اعتبر خلال حديثه لـ(الصيحة) أن الدعوة تجاوز دعوة المهدي وقطع الطريق أمام تمرير أجندة العقد الاجتماعي الذي يسعى له المهدي خلال المؤتمر.
عدة اتجاهات
ربما الدعوة الى إجراء اصلاحات داخلية في قوى الحرية والتغيير طُرحت في أوقات متفاوتة من عدة اتجاهات داخل القوى الثورية، بل كانت تمثل اشواق القيادات المؤسسة لتلك المكونات، فيما جزم عضو المجلس المركزي لتجمع المهنيين د. الوليد علي احمد بأن أول دعوة طُرحت لعقد مؤتمر تأسيسي لهيكلة قوى التغيير جاءت من تجمُّع المهنيين، بعدها جاءت الدعوة من قوى التغيير، بيد أنه صحّح بأن دعوة الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي كان بشأن عقد اجتماع تتوافق فيه قوى التغيير وهو اجتماع جديد، وقال لـ(الصيحة) إنهم في تجمع المهنيين يريدون مؤتمراً لقوى الحرية والتغيير حول الاصلاح، لجهة ان من بين مكونات تحالف قوى الحرية والتغيير تحالفا شعبيا، وانما مجموعة التقت حول إعلان سياسي، وأكد ان التحالف يعترف بوجود ميثاق او برامج عمل مركزي. وقال إن تشكيل المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير استبعد الكثيرين من الناس، وطالما لا يوجد ميثاق بالتالي ليس هنالك جدوى في تمثيل المجلس.
انتفاء المبرّرات
ويبدو أن دعوة الجبهة الثورية لتحالف قوى الثورة حول انعقاد لقاء تشاوري في جوبا يسبق انعقاد المؤتمر التأسيسي، يثير حفيظة كَثيرٍ من القوى المُكوِّنة لتحالف الثورة لانتفاء المُبرّرات التي تجعل من عاصمة دولة الجنوب مقراً له، ولكن د. الوليد كان يتمنى أن يكون انعقاد المؤتمر في الخرطوم بدلاً منن جوبا، باعتبار أن الدعوة جاء مؤخراً في إطار الإصلاح، بيد انه قال حتى الآن الدعوة لم تتم دراسته، وانهم كجسم ابتداءً لا يرون ان هنالك حاجة أو مُقترحاً، وليست هنالك صعوبات اذا قام المؤتمر بالسودان او خارج السودان، ولكن قال ان العمل بالخرطوم أفضل.
الأمر الواقع
وأدت الخلافات بشأن هيكلة قوى الحرية والتغيير إلى تجميد حزب الأمة عُضويته، واكد مصدر لـ(الصيحة) ان قوى نداء السودان شكّل لجنة للتوصل إلى تفاهُمات ومُعالجة الأزمة، وتوصّلت إلى قرار إعادة الهيكلة وقررت إعادة هيكلة وتكوين المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، إلى جانب دخول الجبهة الثورية واستيعاب قوى الثورة والتغيير في البلاد. وكانت قوى نداء السودان انتهت من وضع الرؤية النهائية لعملية الإصلاح التنظيمي والسياسي داخل قوى إعلان الحرية والتغيير، وأضاف المصدر أنّ الهيكلة من شأنها أن تضع حداً أمام سياسة فرض الأمر الواقع الذي ظلّت تنتهجه قوى إعلان الحرية والتغيير، وأشار إلى أن “الإصلاح المؤسسي وإعادة الهيكلة يُعطيان الآخرين فرصة للمشاركة في صناعة القرار ومؤسسات تعبر عن الثورة”.
ويأتي قرار نداء السودان بتشكيل لجنتي التطوير على خلفية تجميد حزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدي، الأربعاء، عضويته (الحرية والتغيير) لخلافات بالمجلس المركزي للقوى بشأن تعيين الولاة المدنيين وتشكيل المجلس التشريعي.