(الصيحة) تُورد مُعاناة أسرة تشتكي (الإعاقة والفقر والجوع والمرض)

يعشن كالموتى

معاناة أسرة ترويها (الصيحة) بالدم والدموع

أم كفيفة وثلاث طفلات معاقات يشكين الفقر والجوع والمرض

كتبت: انتصار فضل الله

في منطقة “واوسي” شمال بحري، توجد أسرة تعاني في صمت أشد المعاناة “فقر- جوع- مرض”، تتوسّد الألم وتصحو على واقع مرير.

أم كفيفة وثلاث بنات مصابات بإعاقات حركية منذ الولادة، تجمعهن غرفة واحدة تكاد تضيق عليهن، مفتوحة من كل جانب، بعض جدرانها آيلة للسقوط!

1

تعاني هذه الأسرة التي توفي عائلها منذ سنوات تاركاً خلفه طفلات وأماً عاجزة عن تقديم شيء لا سند لهن، تعاني كل يوم الصعاب، فحياتهن كـ”الموتى” لا يملكن سوى “النفس الطالع”.

الأخوات كادت أياديهن تجف وتتيبس من الزحف على الأرض طوال اليوم، فلا يملكن كراسٍ أو أي آلات تسندهن وتساعدهن في التجوال والتنقل من مكان لآخر، كما ليس لديهن المال الذي يمكنهن من شراء “الكراسي”، كل ما يملكنه الغرفة وفراش مطروح على الأرض يلجأن إليه للنوم.

2

الشقيقات الثلاث في حالة زحف طوال اليوم للوصول إلى العراء خوفاً من أن تنهار الغرفة فوق رؤوسهن، فيهربن من مصير مجهول ليقعن في مصيرٍ حارق، حيث تصيب أشعة الشمس الحارقة أجسادهن وتنضم إليها حجارة الأرض الخشنة وما تحتويه لتوقع على جلدهن الطري علامات أخرى يزداد ألمها كلّما تحرّكن، رغم ذلك تعوّدن على هذه الحياة القاسية دون شكوى.

تفتقر الأسر إلى من يعولها ويُؤمِّن لها الغذاء والدواء والماء، فالبنت الكبيرة (14) عاماً، تتسوّل الجيران زحفاً على الأقدام لتوفير الطعام لأفراد أسرتها، تجد يوماً من يمد لها يد العون ويوماً يتم طردها دون رحمة، وفي كثير من الأيام يغمضن الجفن على وجبة فطور فقط، وأحياناً يكملن اليوم صياماً كاملاً بدون أكل، وأحياناً يعطف عليهن البعض فيمدون لهن وجبة العشاء.

3

تفتقر الأسرة لمن يعولها، فحالياً أصاب البنات الثلاث مرض جعلهن طريحات الأرض، وبحاجة  للدعم، وبسبب الجوع أصبحن غير قادرات حتى على الزحف، وأصابهن اكتئاب ولم يعد هناك رفيقٌ لهن سوى الدموع التي تتماطر على ثيابهن باستمرار، أما الأم فقد ظلت عمرها تحتضن الأسى والألم ولا حول ولا قوة لها.

قالت الأم إنه لم يحدث أن تمّ عرض بناتها على طبيب وهي تناشد فاعلي الخير بمد يد العون لهن وصيانة الغرفة التي تأويهن، وتخوّفت من الخريف وتخشى كثيراً على صغيراتها وتابعت “لو حصلت اي حاجة ما بقدرن يطلعن”!

4

تتابع حالة الأسرة الأمين العام لمنظمة أيادي العون للأعمال الخيرية ترتيل محجوب، فقد أبدت حزناً على حال الأسرة، وقالت لـ(الصيحة)، إن وضع الأسرة “صعب شديد”، وناشدت بتوفير ثلاثة كراسٍ للبنات، بالإضافة إلى توفير مواد تموينية وبعض الفيتامينات.

وأردفت: “عانى أول مولود للأسرة من نفس الإعاقة وبعد عرضه للأطباء اتضح إصابته بلين في العظام، وعجزت الأسرة عن العلاج لضيق اليد، حتى انتقل إلى جوار ربه في عمر ثلاث سنوات، ذات المرض أصاب شقيقاته وأصبح في تطور ولم يتم عرضهن على طبيب بسبب المال”.

5

وتابعت: “تحتاج الطفلات لعلاج ومقابلات شهرية، لكن الأسرة وضعها صعب شديد ولا تستطيع تحمُّل تكلفة العلاج، كما تحتاج الأسرة لوسيلة ترحيل، وحول دور المنظمة لمساعدة الأسرة، قالت إنها ما زالت تناشد الخيِّرين، لكن لا حياة لمن تنادي!”.

بدورها، تدعو (الصيحة)- عبر صفحة بلاغ-، المسؤولين في وزارة التنمية الاجتماعية بالنظر لهذه الأسرة وتسجيل زيارة للوقوف على أوضاعهن، كما تناشد الخيِّرين مساعدتهن والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

للمساعدة ت:0123830901

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى