ياسر زين العابدين المحامي يكتب : ما بين تركة الإنقاذ والحلول العاجزة

16 ابريل 2022م

 

استقرار إمداد التيار الكهربائي مجرد

فرية ووهمة…

سنُغادر هذه الفانية دون أن يتحقّق…

بلاد يجري فيها نهر النيل ولم تستفد من هذا المورد الطبيعي….

في عام 2018 شهدت البلاد إظلاماً كاملاً ثلاث مرات…

الأزمة مَضَت باتجاه برمجة يُوزّع فيها التيار بصُورة جُزئية طوال السنة وفي مُوسم الصيف…

ما شكّل خرقاً واضحاً وصريحاً للعلاقة التعاقدية ما بين الإدارة والمُستفيد…

عند إجراء الدراسات وبعد توقيع قرض سد مروي بشّرت حكومة العهد البائد بوداع عهد الظلام…

بانتهاء بناء السد ستكتفي البلاد ذاتياً بإنتاج 1250 ميقاواط يتم تصدير الفائض منها…

تكلفة بنائه 3 مليارات دولار عبارة عن قرض ترتّبت عليه فوائد…

تدفع من دم هذا الشعب المغلوب على أمره…

عدد التوربينات 10 إنتاج الواحدة 125 ميقاواط…

إنتاجها السنوي 5,5 مليار كيلو واط ساعة…

لكن اتضح أن الانتاج لا يتعدى 412 ميقاواط…

مثل الوزير أمام البرلمان قال… التوربينات لم تنتج طاقتها التصميمية لمشاكل الأطماء ونوعية المياه… ولأسباب فنيةٍ وتشغيلية هل غابت هذه الحقائق عندما أعدوا الدراسات…

لماذا غاب مبدأ الحساب والعقاب…

الحقيقة الصادمة التوربينات المائية في نهر النيل أنتجت 33% من طاقتها التصميمة…

لجأنا لشراء الكهرباء من إثيوبيا عبر مد خط ربط كهربائي بطول 321 كيلومتراً بتكلفة كلية 35 مليون دولار بتمويل بنكي…

إثيوبيا ومصر تخطى قطاع الطاقة الكهربائية فيهما 3666 ميقاواط..

انتقل العجز للفائض وجرى استثمار 2,2 مليار دولار لرفع كفاءة الطاقة…

أبرمت الحكومة المصرية عقود إمداد للطاقة الكهربائية…

مع السعودية واليونان وقبرص…

ومع السودان ليكون نقطة انطلاق  نحو أفريقيا…

مشروع الربط بين السودان ومصر كلّف 56 مليون دولار لمدِّه بـ3 آلاف ميقاواط…

مصر خطّطت لتكون منطقة محورية للربط بين ثلاث قارات – إثيوبيا فعلت ذات الشيء…

السودان مُجرّد مُشترٍ ومعبر لنقل الطاقة لأفريقيا…

مُعادلة فشلت الإنقاذ بفك شفراتها…

برغم إضافة محطة أم دباكر للتوليد الحراري بسعة 500 ميقاواط الحال ظل على ما هو عليه…

دفع المواطن ثمن السياسات الخاطئة لعدم ترتيب الأولويات…

عندما أنتجنا البترول وحصلنا على عملات صعبة بالمليارات هل كنا في غيبوبة…

لم نُرتِّب الأولويات بحسب الحاجة… مليارات البترول لم تُخصّص لإنتاج كهرباء تكفي…

إنتاج سد مروي كان وهمة كُبرى…

وعدوا بابتدار خُطة طموحة بمجال الإمداد الكهربائي تكتمل بحلول العام 2031 لتغطية الطلب المُتزايد على الطاقة…

تشمل بناء سدود ومحطات حرارية بالوقود والبترول والطاقة المتجددة بجانب النشاط النووي السلمي…

دعونا من التسميات العلمية الفخيمة في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية…

فهم يكذبون كما يتنفّسون…

حلمنا كهرباء بإمداد مستقر بلا برمجة فهل نعيش بهذه الدنيا ليتحقق…

إنه محض خيال مُفضٍ للجنون…

ها هي ذي الحكومة مقيدة الأيدي…

لا تملك حلاً للأزمة في وطن درجة حرارته جهنم…

أحاطت بهذا الشعب كل الخيبات…

أين حُلولكم التي وعدتمونا بها…؟

الكهرباء تحتاج لحُسن الإدارة والوقود والصيانة…

دعونا من سواقتكم للآخرين بالخلا…!

أين هي الجنة التي بشّرتم بها بعد ذهاب الإنقاذ…؟

حقاً السياسة تقديم وعود رائعة وعند التنفيذ يعتذرون بأعذار أكثر روعة…!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى