النميري عبد الكريم يكتب : الترويكا – فولكر “السواي ما حدّاث”..!؟

 

15 ابريل 2022م 

دول الترويكا هي اجتماع ثلاث دول على رأي سياسي واحد تجاه قضية مُعيّنة، أشهر دول الترويكا الأوروبية سابقاً (بريطانيا، فرنسا وألمانيا) حيث كانت قضيتها الملف النووي الإيراني. إما الآن دول الترويكا تجاه السودان هي (أمريكا، بريطانيا والنرويج) وملفهم فرض الديمقراطية على السودان.

عندما يبلغ الصلف مداه وعندما تزعم بعض الدول الأوروبية و أمريكا الدفاع عن حقوق الإنسان، وتزعم بفرضها عقوبات على منظومة تتبع للدول ذات سيادة  هي بوادر لدعم وانتشار الفوضى الخلاقة والسير فيها حسب اعتقادها التي بعدها لا تصبح هناك دولة ولا شعب محترم . قدم مبعوث البعثة السياسية التابعة للأمم المتحدة بالسودان فولكر تقريرا إلى مجلس الأمن عن الأوضاع بالسودان خلال الأشهر الثلاثة الماضية. كانت إحاطة فولكر لمجلس الأمن تحمل الكثير من المخالطات الذي وعد بمراجعتها وهي أشياء ليست من مهام تكليفه، حيث تطرق للوضع السياسي ، الأمني ، الاجتماعي والاقتصادي، ووقوف صندوق النقد والبنك الدوليين لتقديم الدعم مع التزام السودان برفع الدعم عن معظم السلع و الخدمات الأساسية هي ليست مرتبطة بالسياسة إذا كانوا هم صادقين، وإن هذه المؤسسات الاقتصادية تؤكد بأنها مؤسسات استعمارية.

حسب اعتقادي و رأيي المتواضع يجب حسم مثل هذه التدخلات التي تمس السيادة الوطنية ومنع هذه الترهات التي تصدر من مجموعة دول نصبت نفسها حامية حقوق الإنسان في العالم، وفي حقيقة الأمر لا يجد الإنسان لديهم حقوقاً إلا أن يكون من بني جلدتهم ، لأن ما حدث و حديث مراسليهم عن اللاجئين غير الأوكرانيين و ما حدث لهم اثناء محاولات خروجهم من أوكرانيا يجعلهم يصمتون إلي الأبد ، أما يحسب العالم ينسوا سوءاتهم  و ليس بحادث قتل الأمريكي من أصول افريقية جورج فلويت بعيدة عن الأذهان  ، حتى تتعلم القتل بدون رحمة.

نحن ندين أي استخدام للقوة ضد المتظاهرين السلميين الذين يتبعون الطرق الصحيحة لتوصيل رسالتهم إلى الجهات المسؤولة وعدم الاعتداء على الممتلكات العامة و الخاصة و تعطيل حركة عامة المواطنين، كما أن هذا الأسلوب لن يقود إلى نظام ديمقراطي ينعم فيه الشعب بالحرية و العدالة و المساواة ، هذا يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي للسودان و لماذا ، الكثير من الدول حول السودان يقتل فيها المدنيون في حروب عبثية و لا تقام فيها ديمقراطية حقيقية ، بل حكم الرجل الواحد الذي ينفذ ما يطلب منه ، بذلك فهو أمنا و الديمقراطيات  تكون بإقصاء أقاليم من حقها المشاركة في العملية الديمقراطية واختيار مُمثليهم، بل تأجيل الانتخابات لأجل مصالح حزب معين مُوالٍ لهم ولا يتحدثون ويقولون هذا نظام ديمقراطي.

الأمر الثاني هو لقاء رئيس المجلس السيادي لسفراء دول الترويكا بعد لقاء  المبعوث الأممي والذين خرجوا من إلقاء ليتحدثوا عن دعمهم لتقرير المبعوث الاممي ووقفهم معه “ليس باطن الأرض أهون على كل وطني غيور”.

ان محاولات دول الترويكا جعلت وتجعل الحكومة السودانية دائماً في وضع دفاع عن نفسها، مما يفقد البلاد استقلالها بالسماح لهؤلاء بالتدخُّل في الشأن الداخلي، ماذا قدمت دول الترويكا حتى ينعم السودان بنظام حكم “ديمقراطي – مدني”، وحتى تكون أبواب رئيس المجلس السيادي مفتوحا لهم في أي وقت، في العُرف الدبلوماسي لا يمكن لأيِّ سفير لقاء رأس الدولة إلا عبر مواعيد وتكون بعد فترة طويلة من الانتظار حتى عندما يحضر اللقاء يكون الأمر الذي يودون التحدث عنه تجاوزه الزمن وهم ليس لديهم ما يُقدِّمونه أصلاً سوى الوعيد والتهديد. من يهن يسهل الهوان…

لم نسمع لدول الترويكا وفولكر دعوتهم لتكوين لجنة الانتخابات ولا المساعدة  لإجراء التعداد السكاني حتى يستطيع الناس المشاركة في العملية الانتخابية أو حث برنامج الغذاء على إغاثة المُحتاجين من أثر الجفاف ولا نتوقّع ذلك منهم.

عاش الشعب السوداني ثلاثين عاماً محاصراً بفعل السياسية الأمريكية، وبعد الثورة كان الناس توقّعت تحسناً في العلاقات وليست الوصاية الأمريكية و التدخل في الشأن الداخلي، لدرجة جعلت الشعب يفضل فترة حكم البشير الذي كان محاصرا سياسيا واقتصاديا ومازال ولم يجد منها الشعب إلا الجوع والفقر والتحريض السياسي ومحاولات فرض أجندات ولا تشبه مبادئه وأخلاقه وليس بقية الترويكا بأفضل من أمريكا، ماذا قدموا لهذا الشعب؟

الدعم الذي يقدمونه يدفع للواجهات والمنظمات التي تسعى لزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد و للمنادين بالحرية و الديمقراطية بدون أخلاق و لا قانون ولا أحزاب ذات برامج ومبادئ.

رسالتنا إلى رئيس المجلس السيادي ضرورة رفع الزجاج (القزاز) على هؤلاء القوم وعدم السماح لهم باستباحة الوطن و القصر كل ما أرادوا ذلك والوقوف بصلابة ضد التدخل في الشأن الوطني “السوّاي ما حدّاث”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى