Site icon صحيفة الصيحة

التحرُّكات الدبلوماسية.. البحث عن المصالح الدولية المُشتركة 

البرهان

 

الخرطوم: مريم أبشر  14 ابريل 2022م 

في لقائه ببعض السفراء مؤخراً، وفي إطار تحرك الحكومة الحالية لبناء واقع يخدم السودان في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد، حيث بات على مقربة من العودة  للعزلة الدولية جراء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها قيادة الدولة، الأمر الذي انعكس على كافة مناحي الحياة.

وفي هذا الصدد شدد رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، على ضرورة تبني الدبلوماسية السودانية لمصالح السودان القومية العليا والمصالح الدولية المشتركة لإحلال السلام والاستقرار، جاء ذلك في اللقاء الذي جمعه مع مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة الجديد، السفير الحارث إدريس الحارث، وسفير السودان لدى زامبيا وملاوي ومندوب السودان لدى الكوميسا عبادي نور الدين عبد الرحمن، وأكد البرهان على دعم السودان لميثاق الأمم المتحدة، مشيراً إلى ضرورة إعادة دعم جهود بناء عملية السلام والاستقرار، وأعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عن أمله في أن يتمكّن السفراء من أداء مهامهم في محطاتهم بما يحقق الأمن والسلام والاستقرار العالمي.

ويأتي الاهتمام بالمنظمة الأممية لما تقوم به من دور في حل الازمة السياسية في السودان، ولقد ظل فولكر بيرتس رئيس البعثة الأممية المعنية بدعم المسار الانتقالي في السودان (يونيتامس) يجري تحركات بين الخرطوم والعواصم المعنية ومقر البعثة منذ تشكيل الحكومة الانتقالية وتضاعفت تحركاته بعد قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 لعل يجد حلا ترتضيه الأطراف المتصارعة.

 

دعم المواثيق

السفير الحارث إدريس الحارث مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، أكد أن السودان ملتزمٌ بمواثيق ومعاهدات المؤسسة الأممية. وقال إن البرهان أكد على الالتزام ودعم المواثيق والاتفاقيات الدولية بما يضمن وحدة الصف وتحقيق الأهداف المنشودة، وقال يأتي الالتزام لجهة أنّ السودان عضوٌ أصيلٌ في الأمم المتحدة ومن حقه الاستفادة من التسهيلات التي تقدمها المؤسسة الأممية لدولها الأعضاء، وكذلك يسعى السودان للاستفادة من كل المنظمات الإقليمية والدولية خاصة الأفريقية.

 

سودان ما بعد الثورة

سياسة السودان الخارجية بعد ثورة ديسمبر المجيدة كما يقول مراقبون هي تعبير عن روح الثورة، وأضافوا أن السودان طرح نفسه ما بعد الثورة كدولة مبادرة لتحقيق السلام والتوافق الوطني والسعي نحو الاستقرار والأمن مع جيرانه والإقليم والعالم أجمع، وقالوا إن التحركات الخارجية للسودان ينبغي أن تكون ترجمة عملية لهذه السياسة.

مُفترق طرق

بعد رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وعودته للمجتمع الدولي بعد العزلة، سعت الحكومة الانتقالية لخلق علاقات مع الاتحاد الأوروبي تقوم على احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وعلى علاقات ثنائية تخدم المصالح، أما العلاقة مع الولايات المتحدة مثلت إحدى أولويات السياسة الخارجية للسودان ومَضَت العلاقات خطوات بعيدة خاصة بعد مُساندة واشنطن للثورة وعملها على إزالة المعوقات التي أقعدت بالسودان عقوداً، غير أن الأوضاع الراهنة بعد التطورات الأخيرة أعادت السودان إلى شبه العزلة الدولية وفق خبراء دبلوماسيين، الذين أشاروا الى أن عودة ما فقده السودان مؤخراً بسبب إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 لن يتحقّق عبر الأمم المتحدة وحدها، لجهة أنها منظمة وليس دولة.

 

 كامل العُضوية

ويرى السفير الطريفي كرمنو ان السودان له كامل العضوية في المنظمة الأممية ويدفع كل المستحقات المطلوبة عليه. ويشير في حديثه لـ(الصيحة) الى أن المندوب للمؤسسة الأممية يتم تعيينه مباشرة من قبل رئاسة الدولة وليس للأمين العام للأمم المتحدة الاعتراض على خيارات الدول في من ينوب عنها، وذلك بخلاف التمثيل الدبلوماسي الثنائي الذي يتم وفق رغبة وموافقة الدولة المُستضيفة، وطالب كرمنو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن تراعي وتقدر الأوضاع التي يمر بها السودان في الظرف الراهن، وقال إن السودان بلدٌ كبيرٌ ومتعدد الطوائف والقبائل والميول، وإنه ليس بالإمكان إرضاء الجميع، وفي ظل هذه المعطيات يجب أن يتم التحرك وصولاً لتوافق يُخرج البلاد إلى بر الأمان، وعبّر كرمنو عن تضامُنه مع المندوب الجديد للسودان في الأمم المتحدة، حيث يتسلم مهامه في ظل ظروف بالغة التعقيد، فضلاً عن أنه ظلّ لعقود طويلة خارج منظومة العمل الدبلوماسي عقب إقالته في فترة الحكم البائد، لافتاً إلى أنّ الدبلوماسية متعددة الأطراف تحتاج لخبرة وممارسة  يعتقد أن العمل الدبلوماسي لاستعادة وضعية السودان وفتح المنافذ التي أُغلقت، يحتاج لجهود كبيرة وتحركات تُعيد ثقة المجتمع الدولي التي اهتزت، خاصّةً وأن الوضع الراهن في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية يستوجب تحركاً نوعياً يضع السودان في المسار الصحيح في التعاون والتفاعل مع مُحيطه الإقليمي والدولي.

Exit mobile version