إحياء ذكرى سقوط المخلوع.. (11) أبريل مليونية الصمود

 

الخرطوم: آثار كامل    12 ابريل 2022م 

في 11 أبريل من العام 2019، أعلن الجيش عزل الرئيس عمر حسن أحمد البشير، وتكوين مجلس عسكري بقيادة نائبه السابق عوض ابن عوف، الذي عيّن الفريق كمال عبد المعروف نائباً له، وهم أعضاء اللجنة الأمنية التي شكلها البشير لمواجهة الاحتجاجات وتفكيكها.

 

وفور الإعلان عن المجلس العسكري، ثارت ساحة الاعتصام ورفضت الجماهير تكوين المجلس من اللجنة الأمنية للنظام المعزول، وحمّلوا ابن عوف وعبد المعروف، مسؤولية الانتهاكات وجرائم القتل ضد المتظاهرين السلميين. وتحت ضغط الحشود استقال ابن عوف وحل المجلس العسكري، وأعلن عن تشكيل جديد يرأسه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان المفتش العام للجيش حينها، ورئيس المجلس الانتقالي الحالي، وعيّن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» نائباً لرئيس المجلس، الذي ضم عدداً من قادة الجيش.

 

ويعتبر (11) أبريل، يوماً مهماً في تاريخ الشعب السوداني على اعتبار انه اليوم الذي خلع فيه رأس النظام، حيث تم التحفظ عليه يومها في مكان آمن كما قال نائبه عوض ابن عوف، لقد تم اقتلاع رأس النظام والتحفظ عليه في مكان آمن.

وسيرت تنسيقيات لجان المقاومة أمس الموافق 11 ابريل، مليونية بتلك المناسبة أطلقت عليها اسم مليونية (الصمود)، وتأتي المليونية امتداداً للمليونيات التي ظلت لجان المقاومة وتنسيقياتها تُسيِّرها وتنظمها منذ قرارات الخامس والعشرين 2021 التي أصدرها الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان القائد الأعلى للجيش حل بموجبها حكومة حمدوك، وألغى جزءاً من بنود الوثيقة الدستورية.

ولقد اعتبرت لجان المقاومة التي كان لها دور كبير في الإطاحة بنظام البشير، أن يوم 11 ابريل كان يوماً تاريخياً بحسبان أنه أزاح عن صدور السودانيين حقبة سوداء من فترة حكم الإنقاذ بعد فترة نضال امتدت منذ التاسع عشر من شهر ديسمبر 2018م.

 

ففي 19 ديسمبر 2018، خرج الآلاف احتجاجاً على ارتفاع أسعار الخبز وندرة عدد من السلع، حيث قام المتظاهرون بإحراق مقر حزب المؤتمر الوطني بعطبرة التي شهدت سقوط أول قتيل، وتوالت الأحداث حتى تجمّع الثوار في يوم (6) أبريل أمام القيادة العامة بناءً على دعوة  تجمع المهنيين، وذلك في ذكرى انتفاضة 1985 التي أطاحت بالرئيس الأسبق جعفر النميري. وفي 11 أبريل، أعلن وزير الدفاع عوض ابن عوف إزاحة البشير ووضعه تحت الإقامة الجبرية، كما أعلن عن تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان، غير أن الثوار أعلنوا أن البيان عبارة عن انقلاب عسكري، مِمّا أدى إلى موجة رفض عام، ورفع المعتصمون شعار “تسقط تاني”، وبعد يومين وفي خطوة مُفاجئة، أعلن ابن عوف تخليه عن رئاسة المجلس العسكري الانتقالي وتعيين عسكري آخر هو عبد الفتاح البرهان مكانه.

 

طرق مقاومة جديدة

يقول النقابي أحمد  إبراهيم في حديثه لـ(لصيحة) لقد اتضح للشعب والثوار بلا أدنى شك أنّ ملامح المواجهة والنضال ضد الشراكة مع العسكر هي ملامح حدية، لافتاً الى انه لا يمكن السماح بعودة النظام البائد ويكفي ما حدث منه خلال ثلاثين عاماً، ونوه بأن لجان المقاومة ستظل في الخط الأول بأدواتها السلمية ومقاومة الإجراءات الجديدة حتى تتحقق الدولة المدنية وتكون سدا مانعا لأي محاولة لإجهاض الثورة،  مشيراً الى أنه لا بد من أن تتحد قوى الثورة وتكوين جبهة واحدة للمواصلة في خريطة النضال الثوري، خصوصاً أن الوضع الآن أصبح أكثر تعقيداً ولهذا ينبغي أن تتهيّأ الأجسام المطلبية وقِوى الثورة الحيّة في هذا التوقيت بابتكار طرق مُقاومة جديدة وطُرق مُواجهة حَيّة حتى تحقيق مطالبهم.

عزيمة

يرى الناشط وعضو مقاومة لجان أم درمان الزبير عبد الله بأن ذكرى (11) أبريل تمثل تجديدا لعزيمة قوى الثورة للمواصلة في تحقيق قيام الدولة المدنية واسقاط العسكر، وأضاف في حديثه لـ(الصيحة)، قوى الثورة تواجه مطبات عسيرة لكنها تستطيع أن تتجاوزها بالوحدة التي أصبحت ضرورية لتحقيق الأهداف والشعارات المُنادية بالحرية والسلام والعدالة وتقديم قتلة الشهداء لمحاكمات عادلة، مضيفاً بأن زج العناصر القيادية للجان المقاومة في المعتقلات وحملات الاعتقالات لا تضعفهم، بل تزيدهم قوة حتى يتحقق ما تحقق في (11) أبريل، مشيراً الى أنه لا بد من زيادة المتاريس أمام الحكومة بتحقيق وحدة قوى الثورة والوقوف أمام تمدد ومناهضة الانقلاب والبحث عن تنسيق جديد يكون بوابة عبور لاستعادة الانتقال المدني.

 

قوة الإرادة وإجماع السودانيين

قال القيادي بقوى الحرية والتغيير، عضو اللجنة القانونية عبد المطلب عطية، ان الشعب استطاع ان يصمد في وجه نظام استمر لأكثر من ثلاثة عقود، واعتبر (11) أبريل يوماً تاريخياً للشعب وميلاداً جديداً للسودانيين، وقال إن قوة الإرادة وإجماع السودانيين على هدف واحد ضرورة ملحة، منوهاً بأن (11) ابريل جاءت بفضل التنسيق وصولاً الى تحقيق شعارات ثورة ديسمبر المجيدة، وأضاف في حديثه لـ(الصيحة) لا بد من أن تتوحد قوى الثورة في المرحة المقبلة وإلا سيطول طريق استرداد المسار الديمقراطي، مشيراً إلى أي تشتت للرؤى سيجعل قوى التغيير في حالة وهن وسينفتح الطريق لعودة النظام البائد عبر أي انتخابات قد يتم اللجوء إليها  لأنهم أكثر استعداداً للانتخابات، ولأنها ستقوم بدون اشتراطات تخدم خط الثورة والتغيير, وأضاف: على القوى السياسية والمدنية المواصلة في تطوير الميثاق وفق رؤية الشارع وتحديد مسار الانتقال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى