الباقر عكاشة عثمان يكتب : المخازي الأربعة في عهد انتقال البرهان

 

8 ابريل  2022م

اكد السيد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أمام الدفعات المتخرجة من جامعة كرري والكلية الحربية الأسبوع الماضي بأن لا تفريط في الدولة، ولن تسلم البلاد إلا لحكومة منتخبة يرتضيها الشعب.

التأكيد والتشديد من قبل القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة على المنضوين حديثاً لقوات الشعب المسلحة حديث وضوح وصراحة وموجهات من قائد عرك العمل ويدرك تماماً التربصات الداخلية والخارجية التي تحيط بالبلاد من قبل جهات لا تريد بالبلاد خيراً.

حقيقة لم يكن حديثه عن ادارة الفترة الانتقالية مفاجئاً، كرره في عدة لقاءات مع قادة القوات المسلحة وهيئة الأركان والشعب بعد أن أيقن تماماً بأن تجربة سوار الدهب في الانتقال هي الأنجع وخاصة بعد التجربة المريرة مع أحزاب ليس لها سند جماهيري تغولت على الثورة بالصوت العالي والدعم الخارجي فكانت مشاركتها صادمة للشعب الذي كان يأمل بأن تُدار البلاد بحكومة وطنية مستقلة، على أن تذهب هذه الأحزاب الى دورها وتفعيل نشاطها السياسي والاجتماعي استعداداً للانتخابات القادمة وإعادة سيناريو انتقالية 1985 فالتنازلات التي قدمها القوات المسلحة واستجابتها للأصوات العالية على حساب الاكثرية الصامتة خصمت من قوة وهيبة القوات المسلحة التي اصبحت محل تندر بقادتها من قبل قلة تحاول فرض نفسها لتنطلق من داخل مؤسسات الدولة.

من اكبر الاخطاء التي ارتكبها  قادة الانقلاب على البشير والإنقاذ مشاركة أحزاب بأيديولوجيات مختلفة (سمك – لبن – تمر هندي) ليس لها أي سند جماهيري، فقط استفادت من الموارد التي تأتيها من الخارج لعمل غلغلة، مستغلين الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن، ثاني الأخطاء حل جهاز الامن وهيئة العمليات، كان يجب  تصفية الجهاز من الكوادر المحزبة وعمل اصلاح داخل المؤسسة والاستفادة من الكوادر المؤهلة، ثالث الأخطاء اتفاقية جوبا، فالتمييز الايجابي لمواطني منطقة دون اخرى في طريقة حكم أقاليمها، خلق احتقاناً ومرارات، فالاتفاقية كانت اتفاقية استسلام وليس سلام، دفع فاتورتها المناطق التي اكثر هدوءا لم تدخل مع القوات المسلحة في أي حراب ولم تعكر صفو الامن او ترهق الميزانية العامة، وآخر اخطاء القوات المسلحة ممثلة في قائدها البرهان     التنازلات والتردد بعد خطاب تصحيح المسار ومُحاولة الرجوع والقهقرة والقبول بمبادرات يتعشم قادتها المشاركة في فترة انتقالية تم حسم إدارتها، فعلى دكتور الهادي ان يتنازل من موقعه، فمشكلة البلاد في وجود قادة حركات تم إضعافها في وادي هور وخور دنقو وكل مسارح العمليات، فمسك العصا من المنتصف لن يقوي موقفك في الطرف الثاني، فكثرة المبادرات معوق للتنمية ومحبط للقائمين على قيادة الدولة، واقول للبرهان اربط الحزام فخطاب تصحيح المسار ام المبادرات لم يبرح مكانه، فعليك بفرض هيبة الدولة والعمل الجاد بالاسراع في كشف غموض مقتل الشهداء من الجانبين وتفعيل المراقبة الشعبية ابتداءً من لجان الاحياء باختيار الداعمين لتصحيح المسار لرصد ومراقبة المخربين والمعوقين بعد رفع الحس الأمني لمنسوبيها في كل الاحياء فمن أمن العقاب ساء الأدب، وسيصبح تصرف صفاء ثقافة اذا لم يتم تفعيل قوانين الطوارئ والقوانين الأخرى، فعندما تتحدث بائعة الشاي والفران والكمساري والسواق والأطفال والعطالى، وكل فئات المجتمع عن السياسة معناه نحن في سكة ضياع يا برهان وكفى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى