في قضية مقتل الفتاة (مروة): تطورات مثيرة في استجواب سائق خاص لسفيرة أجنبية بالخرطوم وطالب طب

 

الخرطوم: محمد موسى  5 ابريل 2022م

أنكر سائق خاص سابق لسفيرة أجنبية بالبلاد وطالب بإحدى كليات الطب الشرعي أمس، خلال استجوابهما بالمحكمة قتلهما للفتاة (مروة) وإلقاء جثتها بمنطقة (مايو) جنوب الخرطوم.

يُذكر أن ذات المتهمين يواجهان اتهاماً في القضية التي هزت الرأي العام والتي تتعلّق بقتل الفتاة (نسرين) وتقطيع جثمانها الى أشلاء وإلقائه داخل مكب نفايات بمنطقة بري شرق الخرطوم.

أرقام هواتف وتواصل

وشرعت محكمة جنايات الخرطوم شرق برئاسة القاضي إيهاب عثمان محمد، باستجواب المتهم الأول والذي أفاد بأنه أجنبي الجنسية ويقيم بالسودان منذ ولادته بتاريخ 10 ديسمبر 1996م وحتى تاريخ مثوله أمام المحكمة، مؤكداً بأنه حتى الآن لم ينل الجنسية السودانية، وقال المتهم خلال استجوابه بأنه تعرف على المجني عليها الفتاة مروة في العام 2016م وذلك إثر مزاملتها له داخل مركز شباب السجانة الذي كان تدرس فيه الموسيقى، موضحاً بأنّ سبب لقائه بها بأنه كان يدرس الطلاب الموسيقى داخل المركز وقتها، منبهاً الى أن المجني عليها ظلت تتلقى دروس الموسيقى بالمركز لشهرين متتاليين – الا أنها تركت الدراسة فيه، وأوضح المتهم الأول للمحكمة خلال استجوابه بأنه وفي العام 2017م قابل المجني عليها مروة (صدفة) بشارع المطار، منبهاً للمحكمة بأنه حينها توقف لها واقراها السلام، وأنه استفسر المجني عليها عن أحوالها ووقتها أخبرته بأنها ذاهبة الى منطقة أركويت، فقام بإيصالها لوجهتها وتبادلا أرقام الهواتف وبدأ يتواصل معها عبر تطبيق التراسل الفوري (واتساب) ومحادثات الاتصال المباشرة، واشار المتهم الى أنه وبعد ذلك التقى المجني عليها حوالي (4 – 5) مرات تقريباً بإحدى الميادين بمنطقة العمارات بالشارع العام بالقرب من بائعات الشاي، منبهاً الى أنه وبموجب ذلك نشأت بينه وبين المجني عليها علاقة صداقة.

وكشف المتهم الأول للمحكمة خلال استجوابه بأنه وبتاريخ 17/12/2019م وحوالي الساعة الثامنة مساءً استقبل محادثة هاتفية من المجني عليها وطلبت خلالها مقابلته وقتها – الا أنه أكد لها بأنه برفقة سفيرة الدولة الأجنبية التي يعمل سائقاً لها وهو بمطار الخرطوم ولا يستطيع لقائها – مؤكداً للمحكمة بأن المجني عليها عاودت الاتصال به مرة أخرى بغرض لقائه بعد فترة وجيزة – الا أنه أخبرها بأنه أيضاً لا يزال بالمطار وذلك لسفر السفيرة خارج البلاد يومها، موضحاً بأنه وبعد ذلك عاد الى المنزل عند حوالي الساعة التاسعة والربع مساءً من ذات اليوم، لافتاً للمحكمة الى أنه وبعد ذلك تم القبض عليه بواسطة شرطة المباحث وإيقافه بتاريخ 5/1/2020م اثناء تواجده بشارع المشتل في الخرطوم.

التردد على الكافيه

في ذات السياق، اكد المتهم الأول للمحكمة بأنه قد تعرف على المتهم الثاني اثناء لقائه به في احدى الكافيهات بمنطقة العمارات في العام 2019م، لا سيما وأن المتهم الثاني كان يتردد على الكافية من حين لآخر وذلك لاهتمامه بالموسيقى، مشدداً على أن معرفته بالمتهم الثاني كانت عادية ولم يلتق به مطلقاً خارج الكافيه من قبل، بينما أكد المتهم للمحكمة بأن هنالك اتصالات هاتفية كانت تجرى بينه والمتهم الثاني.

سيناريو غير حقيقي

في ذات الوقت، أكد المتهم الأول الأجنبي بجنسية (أفريقية) بأن كل ما ورد في اعترافه القضائي وأقواله المدونة بيومية التحري التي تلاها عليه القاضي بالمحكمة أمس، عبارة عن مجرد سيناريو غير حقيقي قام بتأليفه من رأسه، موضحاً بأنه قام بالإدلاء به وذلك نتيجة لضغوطات وإكراه تعرّض لها من شرطة المباحث بحد قوله للمحكمة، في وقت أرجع فيه إدخال المتهم الثاني كشريك معه في واقعة مقتل الفتاة مروة، وذلك لعدم (اقتناع) أفراد المباحث حينها بأنه قد ارتكب الجريمة لوحده، اضافة الى وجود اتصالات هاتفية بينه والمتهم الثاني، وأنكر المتهم الأول أيضاً خلال استجوابه أمام المحكمة ضربه أو طعنه أو إحضاره للمجني عليها مروة داخل الشقة الخاصة بالسفيرة لإحدى الدول الأجنبية بالخرطوم، مشيراً للمحكمة بأنه قابل المجني عليها آخر مرة في شهر يونيو 2019م أي قبل فصل الخريف بنحو شهر، موضحاً بأنه وبعد ذلك لم يلتق بها البتّة وإنما كان التواصل بينهما عبر الهاتف.

إنكار بالجملة

من جهتها، استجوبت المحكمة ايضاً المتهم الثاني وهو طالب طب شرعي بإحدى الكليات الشهيرة بالخرطوم، وأفاد بأنه لا يعرف المجني عليها الفتاة مروة، مطلقاً ولم يقابلها طيلة حياته، كما أنكر المتهم الثاني ذهابه أو زيارته للمتهم الأول بالشقة التي يقيم فيها، مؤكداً للمحكمة بأن جميع لقاءاته بالمتهم الأول كانت بإحدى الكافيهات بمنطقة الرياض الذي تعرّف عليه فيه أثناء حضوره للحفلات الموسيقية التي تقام فيه، موضحاً بأن المتهم الأول هو موسيقار وعازف بالكافيه وتعرف عليه في ديسمبر عام 2019م، مشدداً للمحكمة على أن علاقته بالمتهم الأول كانت عادية و(سطحية) بحد تعبيره.

وأنكر المتهم الثاني في استجوابه قتله للمجني عليها مروة، وذلك لعدم مشاهدته لها طيلة حياته أو معرفته بها، كما أنكر المتهم علاقته بالاعتراف القضائي المدون له بيومية التحري لدى تلاوته عليه بواسطة المحكمة، وأفاد بأن الأقوال التي ذكرها فيه جاءت نتيجة تهديده من قبل شرطة المباحث التي طلبت منه ذكر تلك الأقوال.

من جهتها، حددت المحكمة جلسة في النصف الأول من الشهر الجاري للقرار بشأن توجيه التهمة ضد المتهمين من عدمه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى