Site icon صحيفة الصيحة

السر إبراهيم حمزة يكتب : المعلم والظلم البائن!!

 

2 ابريل 2022م

أكتب بعيداً عن السياسة ومآلاتها الخرقاء، أكتب وفي الحلقة غُصّة وشلالات من الدموع المنهمرة، وأشعر بألم شديد في الصدر، وأسى وحُزن ينتاباني جرّاء السياسات المالية التي تجعل المعلم في مؤخرة أولويات الدولة، وأن يكون مرتب شرطي مع تقديرنا واحترامنا لرجال الشرطة، بأن يكون مرتبه أعلى من مرتب معلم في الدرجة الأولى، بالله عليكم كيف تحكمون؟!!

إنه ظلمٌ بائنٌ وقع على المُعلمين من مجموعة وضعت ميزانية الدولة وأجازها عدد كبير من المسؤولين، كل هؤلاء مشتركون في ظلم المعلم.

موظفو المالية زادت طبيعة عملهم بنسبة 60% وحافز بنسبة 50% لهم، أما المعلمون نقصت طبيعة عملهم من 50% وصارت 12%، لأنّ مهندسي الميزانية قالوا تصرف علاوة طبيعة العمل بالقديم للمعلمين!

اللهم نشكو إليك بث حُزننا وقِلّة حِيلتنا وضعف قوّتنا ولا تكلنا الى هؤلاء الظلمة طرفة عين، اللهم يا رب المستضعفين وناصر المظلومين نسألك في هذا الشهر الكريم أن تنصرنا نصراً مُؤزراً على مَن ظلمنا وجعلنا في مؤخرة أولويات الدولة، بلدٌ المعلم فيها مظلومٌ ظلماً ما بعده ظلمٌ، هل تتقدّم شبراً واحداً؟ لا والله، لأن التعليم وعبر المعلم مَن يقود الحياة ويرفع الأمم إلى مراتب السُّؤدد والمجد، ولكن في بلدنا بلد العجائب، المعلم يعيش في فقرٍ مُدقعٍ ويظل فقيراً يأكل فتات وفضلات موظفي الدولة، الذين يجمعون المال للدولة باعتبارهم يعملون في وزارات تدر دخلاً للدولة مثل المالية والداخلية، أما التربية التي يعتبرونها عالة على الدولة في نظرهم القاصر وأن يموت منسوبوها بغيظهم، لأنهم يأخذون ولا يعطون، هؤلاء يقيسون العطاء بالمال!!! ولكن لا يعرف هؤلاء بأن أعظم وأجل العطاء هو عطاء المعلم، ولكن نقول لهم عين الله سبحانه وتعالى ناظرة ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء جل جلاله ناصر الحق.

الشيء المُحيِّر والمجنِّن يومياً الخُبز في زيادة، حيث صارت من 5 الى 50 جنيهاً بزيادة 900%، والمواصلات يومياً في زيادة، هل في هذه الدولة رجلٌ رشيدٌ؟!!

أين الرقابة على السلع؟! أتوقع أن تصل العيشة الواحدة خلال ثلاثة أشهر الى 100 جنيه وقتها مرتب معلم في الدرجة الأولى لا يفي العيش فقط، الشيء المضحك المبكي بعد الزيادة وجدت يوميتي رطل  شاي حَب الذي بلغ سعره 2000 جنيه، وانا مرتبي بضع وستين جنيها أعمل 40 سنة معلماً!!!

الله يكون في عونك أيها المعلم المظلوم، وللمظلومين رب يحميهم وينصرهم كما وعد ووعده الحق في الحديث القدسي (وَعِزَّتِي وجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ) حين بعثَ النبي – صلى الله عليه وسلم – معاذ بن جبل ٍ – رضي الله عنه – قاضياً إلى اليمن، أجرى له مقابلة ً شخصية ً مع علمه التام بفقه معاذ ٍ وورعه، حيث ثبت عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه شهد َ لمعاذ ٍ بقوله عليه السلام: (أعلم ُ أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل) رواه أحمد. ومع ذلك فلم يكتف ِ- صلى الله عليه وسلم – بعلمه بفقه معاذ ٍ وتقواه لله، وإنما أجرى له مقابلة ً شخصية ً واختباراً عظيماً ليتحقق من كفاءته في أساس القضاء. حيث ُسأله – صلى الله عليه وسلم: بم َ تقضي يا معاذ؟ فأجاب معاذ: بما في كتاب ِالله. قال – صلى الله عليه وسلم: فإن لم تجد؟ قال معاذ: بما في سنة ِرسول ِالله – صلى الله عليه وسلم- قال عليه السلام: فإن لم تجد؟ قال معاذ: أجتهد رأيي. فقال عليه السلام: الحمد لله الذي وفق رسول َ رسول ِ الله – صلى الله عليه وسلم.

 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى اليَمَنِ، فَقَالَ: “اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَاب” رواه البخاري (2448) ، ومسلم (19).

 

(الظالمون المعلم في خطر).. لو سلمنا جدلاً أن اقتصاد الدولة منهار ما يقع هذا الانهيار إلاّ على المعلم؟

الظلم يهد أركان الدولة ويدفع بها الى نهاية محزنة!

صرخة معلم

وا ظلماه هل يسمع هذه الصرخة من ظلم المعلم مثل ما سمع المعتصم صرخة امرأة وسيّر من أجل نصرتها جيشاً عرمرما؟!

Exit mobile version