معاوية كشة يكتب : أخطاء الأحزاب السياسية ما بعد ثورة ديسمبر 2018

 

31مارس 2022م

لم يعد غريباً سماع عبارات مثل (لن تحكمنا الأحزاب)… أو (الأحزاب نكبة السودان)… أو (أحزاب الخراب).. ومؤخراً انتشرت هذه العبارات لتشمل المجموعات الأكثر حرصاً على عملية التحول الديمقراطي!!! وأكثرها قناعة بأنه لا توجد ديمقراطية من دون أحزاب سياسية!!! مثل لجان المقاومة والكتلة غير المنتمية من السودانيين!

ولو تساءلنا عن مَن هو الذي كرّس لهذه المفاهيم وساهم في تمددها ولمصلحة مَن يتم إحكام المتاريس لمنع السودانيين من الانضمام للأحزاب وتخوينها في بعض الأحيان؟

لوجدنا أن الأحزاب السياسية السودانية ما بعد 6 أبريل 2019 قامت بارتكاب العديد من الأخطاء الفادحة التي ظهرت نتائجها بوضوح في عدم مقدرتها على استقطاب المجتمع الثوري الكبير الذي أنتج ثورة ديسمبر وأسقط الطاغية البشير… هل كانت الأحزاب تعلم أنه بعدم الظهور العلني لها في اعتصام القيادة العامة بأسمائها تُساهم في حفر الهوة بينها وبين الشارع؟… ففي الوقت الذي كانت تتسابق فيه مكونات مثل تجمُّع المهنيين والاتّحادات والنقابات ولجان المقاومة في نصب خيامها بأرض الاعتصام، كانت الأحزاب السياسية تتوارى وتتعلّل بأن الثورة تمّت بمشاركة كل الطيف السياسي والاجتماعي السوداني ويجب الاكتفاء بخيام لا عناوين لها!! هذا السلوك أسهم في خلق حالة من الاستغراب لدى الجماهير ومهّدت الأحزاب بنفسها الطريق للعزلة من منظومة العمل المدني وريادة العمل السياسي… وهل انتبهت الأحزاب أنّ خروج عضويتها في المواكب والمليونيات من دون أعلام أو لافتات وشعارات تبرز هويتهم الحزبية ودون هتافات تُعبِّر عنهم أو ملصقات تحمل أسماءهم، هل انتبهت أنها بهذا التصرُّف تسجل غياباً عن دفتر الحضور الثوري؟.

وهل أدركت الأحزاب مدى إجرامها في حق نفسها عندما سعت للانخراط في لجان المقاومة؟… فبدلاً من أن تستهدف الأحزاب الرصيد الفاعل والنّشط المُتمثل في كُتلة لجان المقاومة، وأن تستقطبهم في قواعدها حدث العكس حين لجأت إلى عملية زرع (الكدايس) في لجان المُقاومة…

أيضاً من الأخطاء القاتلة التي أدّت لتراجع الانضمام والاهتمام بالأحزاب، غياب الخطاب المُناهض لخطاب الكراهية من العقائديين و(رُوّاد الحكم الشمولي) الذين نجحوا أيّما نجاح في النَّيل من الأحزاب عبر تشويهها واغتيال قياداتها.

أيضاً من الأخطاء عدم تطوير الخطاب والرؤية السياسية للأحزاب ليتماشيان مع رؤى الشارع النشط والتواق للتغيير… فبعض الأحزاب لم تعقد مؤتمراتها لكي تتيح الفرصة للدماء الجديدة…

بالإضافة لسيطرة فكرة عدم الخروج من عقلية المُقاومة إلى البناء والثبات في مرحلة المُعارضة، وهذا الأمر جعل الأحزاب في حالة جمود وتصلب.

أخيراً نجد أن عدم كفاءة الشخصيات التي تقود بعض الأحزاب السياسية ساهم في عدم توجهها للاضطلاع بدورها الرئيسي في محو الأمية السياسية وترقية المفهوم الديمقراطي تمهيداً للتحول القادم..

نواصل،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى