عبد الله مسار يكتب : هل هنالك انقلاب وشيك (2)

27مارس 2022م

قلنا في مقالنا هل هنالك انقلابٌ وشيكٌ (1)، إن هنالك أعمالاً أو خطوات تدل على أنّ هنالك تخطيطاً لانقلاب وشيك في السودان، وهذا الانقلاب قد يكون مخططاً له ومدعوماً من دول خارجية وأحزاب سياسية تُحرِّكها دوائر المخابرات الخارجية وتنظيمات شبه حكومية تعمل مع بعض الدول، وقد تكون هنالك سفارات دول غربية أو دول جوار تدعم هذا الحراك، بل قد توجد منظمات ومؤسسات إقليمية ودولية.

وقلنا إنّ تتريس الشوارع في مدن الخرطوم يومي الثلاثاء والأربعاء عبارة عن اختبار لمدى تجاوب المُواطنين ومدى استعداد القوات الأمنية وجاهزيتها.

وقلنا إنّ ضيق المعاش وارتفاع الأسعار وغلاء السلع والارتفاع الجُنُوبي للدولار كلها مدعاة لتذمُّر المواطنين.

وقلنا إن حراك بعض قوات حركات غير الموقعة على السلام من خارج وداخل الخرطوم وتحريك بعض الخلايا النائمة، ثم أعمال البغض والكراهية التي تتم ضد الشرطة والدعم السريع والأمن وحتى على الجيش كلها تتم لصالح ذلك.

بل حركة بعض عناصر السفارات ولقائهم مع ناشطين كاجتماعات بعض الغربيين مع ناشطين في كافيهات بالرياض وبعض أحياء الخرطوم، بل حتى الخَنق الاقتصادي والضيق في المعاش وخلق فوضى وانفراط أمني عبر عمل إجرامي منظم، وارتفاع الدولار سياسياً وليس اقتصادياً، بل السعي لإظهار فشل المؤسسة العسكرية والدولة الفاشلة، بل هُنالك شُعُورٌ لدى المُواطن بأنّ هنالك تراخياً وتفريطاً من قِبل قيادة البلد في قضايا البلد.

إنّ مُخطط الانقلاب واضحٌ جداً سواء بتدخُّل مباشر من حركات مسلحة غير مُوقّعة على السلام أو ناشطين ينتمون لأحزاب تقوم بالعمل استعداداً للقيام بالدور الداخلي وإكمال العملية عبر التظاهر والتتريس، وقد يُوجد سلاحٌ بحجة حماية المظاهرات، بل حتى اعتبار المظاهرات ثورة شعبية محمية، وحتى الاستعانة بقرارات خارجية كالقرار الأمريكي بمُقاطعة وحظر الاحتياطي المركزي.

إذن أيِّ مُتابع للساحة دُون أن تتوفّر له معلومات ومن خلال الظواهر التي يراها يقتنع أن هناك انقلاباً أوشك من أشكال الاستيلاء على السُّلطة يجهز له تحت أشكال مختلفة من السيناريوهات، حتى الوفاق الوطني يدخل في ذلك أو تحركات فولكر الذي يعمل الآن خارج تفويضه، ولذلك اليساري ود لبات، وخاصة تطويل الإجراءات والمماطلة والتسويف، حتى تأخير تعيين رئيس وزراء وتشكيل حكومة والكلام عن وثيقة دستورية كلها تدل على ذلك.

كل ما ذكرت تنم على أن هنالك مخططاً للاستيلاء على السلطة واردٌ، ولكن وعي المواطن السياسي والأجهزة الرسمية الأمنية تفشل مثل هذا المخطط، خاصةً أن التغيير الذي حدث بعد الإنقاذ كان الأسوأ في المعيشة والأمن.

أيضاً الخرطوم ملئٌ بالسلاح والجيوش والقوات، خاصّةً الحركات المسلحة المُوقّعة على السلام وهي تدرك خطورة أي تغيير ليس هي جزء منه.

إنّ المعلومات التي ترشح من هنا وهناك، والتي تأتي من خارج السودان تؤكد ما ذهبنا إليه.

ولكن رغم حال السودان المائل اليوم، فإنّ قيام انقلاب أبيض أو مسلح أو بثورة شعبية محمية أو بحركة غزو من خارج الخرطوم لن يجد تأييداً من الشعب السوداني.

ولكن مطلوبٌ من المجلس السيادي التحرُّك السريع لاحتواء حالة السيولة الأمنية والاقتصادية والتنفيذية والإدارية التي تضرب البلاد الآن.

أعتقد أنّ أهم ما تُواجه به هذه الحالة الآتي:

1/ قيام وفاق وطني حقيقي وعاجل من غير تأخير أو تماطل.

2/ إقامة مؤسسات كالمجلس التشريعي والمحكمة الدستورية والسلطة  القضائية وغير ذلك.

تشكيل الحكومة لتضع برنامجاً لإدارة البلاد في الفترة الانتقالية، خاصةً وأنّ البلاد محكومة بالطوارئ.

نحن من هنا نرصد وننبِّه لخُطورة الأمر، ولكن القرار تقوم به الجهات ذات الاختصاص، كما أرجو استعجال تعيين رئيس الوزراء.

احسموا حكاية القرار الوطني، وأوقفوا العبث الخارجي، واجتهدوا في الوفاق الوطني، ولكن لا يكون تسويفا على حساب الوطن وضياع السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى