صلاح الدين عووضة يكتب : يعنـــي!!

27مارس 2022م

أتعبهم جداً..

كلما اختاروا له فتاة – من فتيات البلدة – أبدى فيها رأياً سالباً..

فهو مغترب… ويريد واحدة تليق بمغترب..

هكذا يقول لهم؛ وأخواته لا يخترن له إلا من يبدين فيها رأياً إيجابياً..

ولكن ما يعجبهن لا يعجبه..

ما يعجبهن من صفات… ومواصفات… ومقاسات..

وأخيراً زحفن نحو البلدة الكبيرة المجاورة… وهناك زحفن نحو بيت كبيرها..

وشكوكٌ تساورنهن إزاء احتمال القبول..

سواء القبول بشقيقهن من تلقاء ابنته الوحيدة… أو من تلقاء والدها نفسه..

فهي ذات جمال… دلال… وتطلُّع..

تطلع إلى أن تقترن بما يناسب واحدة هي وحيدة أبيها ذي الجاه… والحسب..

وأبوها هذا ذاته ما كان يريد إلا نسباً رفيعاً..

لا نسباً وضيعاً حتى وإن كان الابن مغترباً… وذا مال..

وقيل لهن: أعطونا مهلة أسبوع للتشاور… وليحضر معكهن الشقيق المغترب..

وجاء الموعد… وجاء المغترب وشقيقاته..

ورأى الشاب الفتاة… ورأته الفتاة… ورأى الوالد ما خلف الفتى مما يهمه..

فهو لا يهمه الشكل… ولا المظهر… ولا المال..

وهي كان يهمها الشكل – والمظهر – جداً… ثم من بعد المال..

فكان ردها لأبيها (يعني)..

بمعنى (مش ولا بُدّ) ولكن لا بأس… وكان رد أبيها (خلاص… على بركة الله)..

ولكن المفاجأة أن الشاب قال (يعني) أيضاً..

ثم مضى أكثر… مطالباً بالبحث أكثر… عن محاسن أكثر… وتناسباً أكثر..

وبعد مضي خمسة أعوام تحسر جداً..

تحسر على كلمة (يعني) تلك..

وذلك حين حضر إلى البلدة – نهائياً هذه المرة – بغرض الزواج… فالبقاء..

فقد ضاع كل شيء..

ضاعت الفتاة… وضاع الاغتراب… وضاعت من سنوات العمر خمسٌ..

وضاع – كذلك –  حماس شقيقاته..

وباتت حتى ابنة حافر الآبار – من أعراب المنطقة – تقول في مواجهته (يعني)..

بعد أن كان بمقدوره الاقتران بصاحبة (يعني) الأولى..

فيتزوج الـ(يعنيان)؛ هو… وهي..

ويعيشان في تباتٍ ونبات… ويخلفان (يعنيين)… (ويعنيات)..

وتذكرت حكاية (يعني) هذه البارحة..

وذلك حين جادلت بعضاً ممن يعتبون علينا ما يسمونه مناصرتنا العسكر..

فسألتهم: أي عسكر؟..

فقالوا: الذين يحكمون – ويتحكمون – فينا اليوم..

وعلى رأسهم البرهان… وحميدتي..

فقلت لهم: أما البرهان فهو الذي ارتضيتم به بعد رفضكم ابن عوف..

بعد أن قلتم: ابن عوف لا… أما البرهان فـ(يعني)..

وأما حميدتي فهو الذي رفعتم لافتات تشيد به على مدخل نفق بري… بجوار القيادة..

وكتبتم عليها (حميدتي الضكران… خوَّف الكيزان)..

بمعنى أنكم قبلتم به (يعني)..

(يعني) لولاكم – وإبراهيم الشيخ – لما سمعنا بشخص اسمه البرهان..

ولو لاكم لما عرفنا أن الكيزان خوَّفهم حميدتي..

وكنتم فرحون بهما… وتضحكون معهما… وتأخذون الصور التذكارية معهما..

وتريدون منا أن نُبدي تجاههما رأياً إيجابياً..

فلما صار رأيكم فيهما سلبياً أردتم منا أن نُبدِّل الإيجاب بالسلب… ونضحى قطيعاً..

نضحى قطيعاً لكم… لا نرى إلا ما ترون..

والآن – وعبر إبراهيم الشيخ هذا نفسه – تطلبون من الجيش ممثلاً آخر له..

شريطة أن يكون وفقاً لمواصفاتكم أنتم..

وحسب مقاساتكم أيضاً؛ مقاسات طموحاتكم… وشهواتكم… ومحاصصاتكم..

ثم (كنكشاتكم) في الحكم… لأطول فترة..

أطول فترة للفترة الانتقالية؛ ولا بأس أن تكون عشر سنواتٍ… أو أكثر..

وإن لم يعجبكم – أيضاً – الممثل الآخر هذا طالبتم بآخر..

ولا بأس من آخر… فآخر… فآخر؛ فأنتم الثوابت… وشريككم العسكري هو المتغير..

وحكيت لهم قصة ذلكم المغترب صاحب (يعني)..

وقلت لهم إنكم قد فقتموه سوء استخدام لمفردة (يعني) هذه..

وتجاوزتموه – كذلك – حشداً لما هو سلبي من آراء فيكم… حد الكره..

وليتني أعثر على ابنة حافر الآبار تلك..

فأوجِّه إليها سؤالاً عن رأيها فيكم – كحاكمين –  للفترة الانتقالية من بعد الثورة..

وأكاد أجزم أنني لن أسمع منها سوى كلمة واحدة:

يعنـــي!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى