بستان الحلنقي

 

 

مع محمد وردي:

استمرت علاقتي بمحمد وردي لمدة (40) عاماً تقريباً، لم نفترق، والكل يقول عن وردي إنه مغرور، ولكن الغرور لم يعرف عن الراحل يوماً، ولو اطلعوا على شخصيته الحقيقية لاكتشفوا أن وردي جنة من السماحة ومتواضع جداً.. أما عدد الأغنيات بيننا حوالي (17) أغنية ومعظمها كتبت في السبعينات، وبعدها هاجرت إلى دولة الإمارات وظللت فيها حوالي (25) عاماً، وكنا نلتقي أنا وردي، على محطة الذكريات ولديّ سر مع وردي في أغنية “الحنينة السكرة” والتي كانت بطلب خاص منه لأنه ذات مرة قال لي “عايزين نتخلى عن الدموع و نغني للفرح وعايزين لينا حاجة كدا نسميها الحنينة السكرة قلت لي نديها كم، قال لي 17 سنة”.

عركي والمسؤولية:

كتبت أعمالا نضالية ، وهنالك معلومة لا يعرفها الجميع أنني كتبت أغنية “المسؤولية” لأبو عركي البخيت ، والتي أصبحت شعارا للثورة واعتقد أنها من أعظم الأغنيات الوطنية التي قدمت في مسار الأغنية الوطنية، وأغنية (حمام الوادي) و هي أغنية وطنية ودعوة لكل مغترب أن يرجع لبلاده.. الأغنية الوطنية ليست دبابة ، وأنت عندما تغني لوطنك تغني وكأنك تتغزل في جماله، وهناك من يعتقد أن الأغنية الوطنية لا بد أن تكون فيها القوة، ولكنها هي حالة مناجاة للوطن والذي هو الأب والجد والجلسة الحلوة، وأي شيء جميل ممكن أن نسميه وطنا.

أرض القاش:

مدينة كسلا تعني لي حياة مثلما قالت الأغنية (عايز أعيشها تاني مرة وألف مرة)، وأزورها دائماً في الأعياد وأي عيد في كسلا بالنسبة لي مئات الأعياد .. قدمت لأرض القاش ما يقارب الـ (10) أغنيات كتبتها عن كسلا والأغنيات الظاهرة أكثر هي أغنية (الطير الخداري) التي تغنى بها علي إبراهيم ،”حبيت عشانك كسلا، فايت مروح وين ، اسأل العنبة”، الأغنيات الجديدة عن كسلا لم تجد فرصا للظهور ومعظمها تغنى بها التاج مكي ونسبة لبعد التاج عن الوطن أخّرت ظهور هذه الأغنيات.

رئيس جمهورية الحب:

لقب رئيس جمهورية الحب أطلقه عليّ الناقد الصحفي طلحة الشفيع قبل عشر سنوات ، وأنا لأني رئيس جمهورية غير معرض لأي مشاكل لسبب تطبيق ديمقراطية المحبة وتم انتخابي من العصير والفراشات والجداول، وبعد هذه السنين في الجمهورية أفكر في هذه الأيام عن نائب للجمهورية واقترح أخي الشاعر الكسلاوي عبد الوهاب هلاوي لسبب إخلاصه العظيم لمدينة كسلا.. وبعد برنامجي الرمضاني مع رئيس جمهورية الحب، اتصل بي الكثير من الأصدقاء مؤكدين أنه من أجمل البرنامج التي قدمت في شهر رمضان المعظم.

عشة الجبل:

أي فنان يبدأ صغيرا ثم يكبر، ولا يوجد فنان ولد كبيراً، أما الأصوات الشبابية في الساحة الحالية كلها أصوات جميلة، وأؤكد على هذه الأصوات أن تهتم لمسألة اختيار الكلمة ، لأن الكلمة التي تقدم هذه الأيام متكسرة الأجنحة. ونموذج لذلك الفنانة عشة الجبل طلبت مني أن اكتب لها أغنيات تخرج بها من غابة الهبوط إلى حالة عالية السمو، وقد قمت بتنفيذ طلبها، وأنا مرتاح لذلك، وأنا على ثقة تامة بأنها تمتلك الأجنحة القادرة على التحليق في سماء الأغنية الجميلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى