كانت تقال في الزمن الجميل ..وتردد كثيراً: (كورة شيخ إدريس كباشي تشبه غناء محمد ميرغني)!!

 

كتب: سراج الدين مصطفى       7مارس 2022م 

التجارب العظيمة:

التجارب العظيمة لا تنشأ من فراغ، بل تنشأ من تجارب عظيمة أيضاً .. ولعل تجربة الفنان محمد ميرغني يمكن وصفها بالتجربة العظيمة لأنها استندت على تجربة الراحل الكبير أحمد المصطفى وكان لها تأثيراتها المباشرة في مساره الفني .. يمتاز بالوفاء والاحترام الشديد لزملائه الفنانين الذين سبقوه في المجال الفني, وفي ذلك يقول إذا قارنّا أداءنا بما قدّمه كبار الفنانين فنحن لا نزال نحبو في ظلّهم الوارف ونتنفّس ألحانهم أمثال أبو داؤود وعثمان الشفيع وعثمان حسين, ونحن ما زلنا صفراً على الشمال مُقارنةً بإنتاجهم الكبير وهم رحلوا بأجسادهم ولكنهم خالدون بيننا بإبداعاتهم. ذلك الحديث الطيب يدل على أصـالة وتواضع ووفاء الفنان الإنسان محمد ميرغني .. وهو لا يتورّع أن يحكي عن ذلك ويقول بكل فخر بأنه خريج جامعة العميد أحمد المصطفى.. كما يحكي هو ذات نفسه ويقول:

في حي السيد مكي:

في حي السيد مكي بأم درمان تفتّحت مشاعرنا وأحاسيسنا وحلّقت أرواحنا في سماوات الإبداع الفني والأدبي والاجتماعي, حيث كان الكروان كرومة والأديب الشاعر دكتور كامل الباقر والشاعر إسماعيل عبد الرحيم الذي كتب أغنية فؤادي لأحمد المصطفى وصاحب الإنشاد الشعري الفريد الأستاذ أحمد عمر الشيخ والشاعر الخالد حسن عوض أبو العلا وكانت أماسينا معطرة بأريج المتصوفة الفواح وبالإنشاد والذكر ترتقي الأرواح أعلى درجات السمو.

الشرارة الأولى:

أحببته منذ نعومة دواخلي وصدق إحساسي الطفولي سرى في وجداننا وسحرنا, آسرنا وجرى فنه فينا مجرى الدم .. ما زلت إلى اليوم أذكر أول نغم من صوته وأنا طفل أتسلّق أعمدة شباك منزل المرحوم حسن عوض أبو العلا الكائن بالقرب من منزلنا بحي السيد مكي وكان يردد (أنسى الفؤاد يا قاسي وإذ هواي يا ناسي حياني حب ومآسي قاسيت كتير وبعاني) كانت هذه هي الشرارة الأولى في دوران حركة الإبداع بيني وبين الأستاذ أحمد فكان أن تنسّمته، شربته, حفظته فناً حقيقياً يملأ الجوانح ويسكن الوجدان .. علّمنا الأستاذ فنون أدب الغناء, علّمنا سلوكيات الفنان, علّمنا كيف نغني ونختار الغناء علّمنا وعلّمنا وعلّمنا.. وعلّمني أنا علّمني.. لك الرحمة والمغفرة أستاذي ومعلمي الرائع.

التحاقه بمعهد الموسيقى:

التحق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح في العام 1969م إيمانا منه بضرورة التأهيل العلمي الأكاديمي الذي يصقل ويضيف الكثير للفنان في مسيرته الفنية .. ومن دفعته من زملائه في تلك الفترة بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح الراحل علي ميرغني والملحن الماحي سليمان والفنان عثمان مصطفى والملحن محمد سراج الدين والملحن عمر الشاعر وتخرج في العام 1974م.

الوجه الآخر:

العديد من مُبدعينا تعرّفنا عليهم عبر إبداعهم المطروح ولكن الكثير منهم يحمل عدة أوجه للإبداع .. والوجه الآخر أو المخفي يظل دائماً هو الأجمل .. لأنه يحمل بعض التفاصيل الحقيقيّة.. وبما أننا شعب لا يتحمّل من المُبدع أي شكل إضافي آخر ذلك ساهم في تغييب بعض الجوانب الأخرى المبدعة.. الفنان الجميل محمد ميرغني اشتهر بأنه كان لاعب كرة قدم مهاري  بنادي الأمير البحراوي وتميز بالسرعة وبمهاراته الفنية العالية وكان يشغل خانة الجناح الأيمن وجمـع بين (الكفر والوتر) ومن عاصرهم بنادي الأمير خلال تلك الفترة عمر ابو شمة وعبد الله بركية وإبراهيم عمر وسمير حسن بابكر وعبد القادر أشولي وغيرهم وساهم مع زملائه في صعود الأمير في العام 1961م الى دوري الدرجة الأولى.

مع شيخ إدريس كباشي:

وهو من محبي نادي الهلال العاصمي ومن المداومين على حضور مبارياته من داخل الإستاد.. ولاعبه المفضل الراحل الرهيف الحريف شيخ إدريس كباشي (أفضل مدافع في تاريخ الكرة السودانية) ويربط الكثيرون بينهما ويقولون من باب التشبيه: كورة شيخ إدريس تشبه غناء محمد ميرغني. او بمعنى آخر من لم يشاهد شيخ إدريس كباشي يلعب فليستمع إلى غناء الفنان محمد ميرغني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى