في مهب الريح

هل أصبح العام الدراسي في مهب الريح بسبب اختناق المناخ السياسي، وتوظيف قوى الحرية والتغيير للأطفال واليافعين (أدوات) لكسب معاركها.. وتوظيفهم في وضع المتاريس في الشوارع وتعريض أرواحهم للخطر، وهم يواجهون السلطات التي (تفرض) عليها المسؤولية فتح الطرق وإزاحة المتاريس من الشوارع الرئيسية من أجل حياة الناس..

 حسبما هو مُعلن من قبل وزارة التربية والتعليم سيقرع جرس بداية العام الدراسي يوم الأحد القادم في مرحلتي الأساس والثانوي.. ولكن هل الأوضاع الأمنية الراهنة تسمح بعودة التلاميذ لمدارسهم؟؟ والانتهازية السياسية تتبضع في حماس الطلاب وتدفعهم مرغمين للشوارع للاحتجاج وتوظيفهم في معاركها التي لا تنتهي؟؟

أهدرت القوى السياسية المتصارعة وتحالف قوى الحرية والتغيير عاماً دراسياً كاملاً لطلاب الجامعات السودانية التي أغلقت أبوابها منذ ديسمبر من العام الماضي، ولا تزال الجامعات (مغلقة) خوفاً من السلطات على أرواح الطلاب والزج بهم في الشوارع حتى تتكسب الأحزاب من دمائهم مثلما تتكسب من دماء الأبرياء الذين فاضت أرواحهم في ميدان الاعتصام!!

وقوى الحرية والتغيير في سبيل الوصول إلى كراسي الحكم غير معنية بأرواح أبناء هذا الشعب.. ويمكنها الدفع باليافعين والأطفال وقوداً لمعاركها وأطماعها.. وهي تسعى لإحراق السودان إذا لم تصل لأهدافها السلطوية..

في غياب حكومة لولاية الخرطوم وفي مناخ الصراع الحالي والأوضاع غير المستقرة في الأحياء السكنية وحالة الذعر والخوف التي انتابت الأسر بعد انتشار أخبار عن تنامي ظاهرة (النقرز) وعصابات السرقة والنهب.. وبداية هطول الأمطار المبكرة هذا العام، فإن المجلس العسكري مُطالب بتقدير المصلحة العامة وإعادة النظر في استئناف الدراسة لمرحلتي الأساس والثانوي في التاريخ المعلن الأحد القادم.. والجلوس بتواضع للتربويين ونقابة المعلمين والخبراء بعيداً عن التقارير الأمنية والتقديرات العسكرية، ومن ثم اتخاذ القرار الذي يحفظ أرواح التلاميذ والمعلمين.. حتى لو تم التأجيل إلى اكتوبر القادم وبعد انقضاء الخريف، ذلك أخف ضرراً من فقدان مزيد من الأرواح، إما بسبب توظيف قوى الحرية والتغيير للطلاب في معاركها أو بسبب إغلاق الشوارع وهطول الأمطار في مقبل الأيام..

وبعد التخريب الذي تعرضت له شوارع المدن والأنقاض التي سدت مجاري السيل يتوقع أن تشهد العاصمة الخرطوم (خريفاً) لم تستعد له السلطات، فهل هذه المعطيات تجعل من استئناف الدراسة قراراً صائباً؟؟ أم (مجازفة) بأرواح أبناء هذا الشعب الصابر على كل شيء..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى