سراج الدين مصطفى يكتب : نقر الأصابع.. 

27فبراير2022م 

أحمد المصطفى وأحمد بركات!!

مرت قبل أيام ذكرى رحيل الفنان أحمد المصطفى المعروف بعميد الفن السوداني .. وكما ذكر الراحل محمد سليمان دخيل الله، شكّل أحمد المصطفى علامة بارزة في تاريخ الغناء السوداني وكان بحق وحقيقة هو عميد الغناء السوداني الحديث بعد سرور وكرومة وكان امتداداً للغناء الرصين والطرب الجميل وهو صاحب الاجادة على عزف العود واغنياته زهور متفتحة في حديقة الغناء السوداني ومنها زاهي في خدره للشاعر محمود أبو بكر:

زاهي في خدره ما تكلم إلا يوم كلمو وتألم

حن قلبه ودمعه سال هف بي الشوق قالوا قال

وأذكر أنني كتبت مقالاً   قبل أعوام مضت كان عنوانه (أحمد المصطفى.. تجربة غنائية في طريقها للانحسار) توقفت فيه عند عناد عز الدين أحمد وايقافه لمجمل غناء والده في الأجهزة الإعلامية، وذكرت أن ذلك سوف يساهم في انحسار تجربة فنان عظيم بقامة عميد الفن أحمد المصطفى عن كل الأجيال الجديدة التي سوف تنشأ منقوصة الوجدان.

لم يسلم عز الدين من النقد المتواصل لذلك التصرف مع اعترافنا أن ذلك حقه القانوني باعتباره وريثا شرعيا لغناء أحمد المصطفى .. وحينما كتبنا منتقدين عز الدين لم يكن الهدف هو النقد وإنما دعوناه لضرورة توصله لاتفاق مع أجهزة الإعلام حتى لا يموت والده مرتين بفعل التعنت غير المبرر والذي لا يستند على أي مسوغ منطقي يجعله يتزمت بهذه الشاكلة الغريبة التي لا تشبه عز الدين الذي أعرفه كإنسان وصديق بعيداً عن الفن والغناء.. فهو شخصية مسالمة وعلى درجة كبيرة من الوعي.

رغم الصداقة التي تجمعنا مع عز الدين ولكننا انتقدناه وقسونا عليه مراراً وتكراراً .. ولكني أجد له كامل العذر حينما رفض (للمقلد) أحمد بركات أن يردد غناء أحمد المصطفى و(يتكسب) منه ويعيش عليه حتى أصبح أحمد بركات نسخة مشوهة وقاتلة من أحمد المصطفى.. ولعل المدعو أحمد بركات أراد أن يستبيح غناء أحمد المصطفى ويمارس فيه التشويه كما يشأ.

ما دعاني لقول ذلك هو الإصرار الغريب والمقيت من أحمد بركات على ترديد أغاني أحمد المصطفى والأمر وصل مرحلة (التحدي) وفي نوع من (التآمر) والتحايل على القوانين بدعوى أن الغناء الذي تغنى به أحمد بركات ومجموعة أغاني وأغاني هو من (كلمات وألحان) محمد أحمد الجاغريو.

القضية بتقديري ليس من هو الذي قام (بتلحين) الأغاني وهل هي من ألحان الجاغريو أو أحمد المصطفى ولكن القضية تكمن في هذا المدعو أحمد بركات الذي لا يريد أن ينسج له شخصية فنية مميزة ويصر على أن يكون (مقلداً) يحاكي الببغاء تماماً.

في كثير من الأحيان أجد العذر لعز الدين أحمد المصطفى.. لأن المدعو أحمد بركات يقوم بتشويه الغناء بطريقة مقيتة تدل على أنه بلا وعي فني وأنه عبارة عن مقلد ليس الا .. ورغم وجوده في الساحة الفنية لعشرات السنين ولكنه توقف في محطة التقليد والترديد ولم يفتح الله عليك ولا بأغنية واحدة يمتلكها .. ولكن الأمر المؤسف في القنوات التي تفتح أبوابها للمقلدين أمثال أحمد بركات وتمنحهم فرصا في الظهور لا يستحقونها.

لقد ظللنا في كل سانحة ننتقد عز الدين أحمد المصطفى لأنه أوقف القنوات وأجهزة الإعلام من بث اغنيات والده ولكن اتضح لاحقاً أنه محق في كل ما ذهب إليه حتى لا يفتح الفرصة لكل من هب ودب أن يلوث أغنيات فنان بقامة أحمد المصطفى الذي يستحق أن نحافظ على التراث الموسيقي الذي تركه لنا وأن لا نجعله عرضة لأمثال أحمد بركات.

من يعيد لأحمد بركات صوابه وعقله المفقود؟ ومن يقول له بأنه مغن باهت وقاتل بدم بارد؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى