خسائر التغيير

بقدر كسب قوى الحرية والتغيير لقطاعات شبابية وطلابية وجماهير غير منتظمة في هياكل الأحزاب خلال فترة ما قبل سقوط الإنقاذ.. والأيام الأولى للثورة.. تبدّد رصيد قوى الحرية والتغيير في الأسابيع الماضية لإصرارها على إقصاء أي شريك لها في الساحة بما في ذلك المجلس العسكري، والإساءة لكل من يرفض سلوك الناشطين في قوى الحرية والتغيير.. وانقلب التأييد الشعبي إلى سخط في القطاعات الشعبية وقوى الحرية والتغيير (تُغلق) الطرق بالمتاريس و(تُخرّب) الشوارع بوضع الحجارة على الطرقات، وإعاقة نقل البضائع واحتياجات المواطنين وحرمانهم حتى اللقاءات الاجتماعية وتبادل الابتسامات والدعوات والأمنيات في عيد الفطر المبارك.. واستهدفت قوى الحرية والتغيير الأحياء الطرفية.. والمساكن الشعبية و(سدّت) الدروب أمام حتى بائعي الألبان، وارتفعت أسعار اللحوم والخضروات، وكل احتياجات المواطنين بسبب (عناد) قوى الحرية والتغيير وإصرارها على التكسُّب من معاناة المواطنين، وهي تفرض رؤيتها على الجميع حتى الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة وهو أكبر مُكِّونٍ يملك رصيداً في بنك الجماهير.. انتقد بشدة الإضراب والعصيان المفتوح الذي أعلنته قوى الحرية والتغيير منذ يوم الأحد!!

كيف ينتقد الإمام العصيان في الإعلام ويعجز عن إقناع حلفائه في قوى التغيير بالكف عن المشي على حافة الهاوية؟؟ السؤال هل القرار في داخل تحالف قوى التغيير يتم اتخاذه (بأوزان) الأحزاب الاعتبارية أم يتساوى صوت د. إبراهيم الأمين وصوت إحسان فقيري، وهل يعادل صوت عمر الدقير وهو ثاني حزب جماهيري بعد حزب الأمة، وصوت مدني عباس مدني الذي لا يملك تفويضاً حتى من سكان حي الرياض؟؟

إذا كانت قوى الحرية والتغيير تدّعي أنها من يحمل مشاعل الديمقراطية ومسالك دروب الحرية، فكيف تقهر الناس على العصيان بإغلاق الطرق ووضع المتاريس لإرغام الموظفات على العودة (لبيوتهن) والتباهي بنجاح الإضراب، ولماذا تستخدم قوى الحرية والتغيير الأطفال اليافعين من طلاب المدارس الأولية وتدفع بهم لوضع المتاريس بالإغراءات والتحريض في أبشع انتهاك لحقوق الأطفال واليافعين؟؟ ولماذا لا تجعل قوى الحرية والتغيير (الإضراب) والعصيان شأناً ذاتياً يتخذه المواطنون بقناعاتهم بعيداً عن القهر والإرهاب والوعيد وتخويف أي رافض للإضراب بسلاح فقدان وظيفته في حال تعيين الحكومة المدنية؟؟

لم يتبق لقوى الحرية والتغيير رصيد في بنك الشعب والمواطنين يوم أمس الإثنين، عاد معظمهم لمتاجرهم ومصانعهم ومؤسساتهم و(ارستقراطية) الحرية والتغيير ينعمون بالعيش الرغيد ولا يعانون مثل عامة الناس ويذرفون الدموع على ضحايا فض الاعتصام، ولكنهم لا يتكبدون مشقة مواساة أسر الضحايا.. ومسح دموع الباكيات على فلذات أكبادهن..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى