صلاح الدين عووضة يكتب : خبيث التذاكي!!

26فبراير2022م 

وعاقبته غباء..

وكان يُوصف به الترابي..

ولكني أضن بالوصف هذا عليه… وأجذله لآخر هو نائبه سابقاً..

فالذكاء الخبيث هو الذي يقترن بشر..

وحتى إن حقق غرضه مرحلياً؛ فمصيره أن يرتد على صاحبه..

طال الزمن… أم قصر..

وعقب ثورة ديسمبر مارست فئةٌ ما ذكاءً خبيثاً بهدف الكسب السياسي..

وكسبت فعلاً… ولكن إلى حين..

فقد ارتد الخبث على أفرادها فخسروا – سياسياً – العاجلة… والآجلة..

أما دينياً فهم أدرى بأنفسهم..

ومن قبل أحب جماعة نائب الترابي الخبيث هذا عاجلة الأمر السياسي..

أحبوها مرتين..

مرة إبان مشاركتهم نميري سلطانه بخبيث ذكاء… في سياق ما عرُف بالمصالحة..

فلم يدم خبث ذكائهم هذا طويلاً..

فقد اكتشف نميري أمرهم؛ وكاد يفتك بهم لولا أن أنجتهم الانتفاضة..

بل كان قادتهم قاب قوسين أو أدنى من المشانق..

ومرة عقب ثورة أبريل… رغم أنهم أحرزوا المركز الثالث برلمانياً..

وكان بمقدورهم النجاح أكثر؛ انتخابياً..

ولكن العجلة – والعجلة من الشيطان – دفعتهم إلى المغامرة عسكرياً..

فنجح انقلابهم… وحكموا..

ولكن – وكما ذكرنا قبلاً – فإن التذاكي الخبيث عاقبته غباء… ولو بعد حين..

ولو بلغ الحين هذا ثلاثين عاماً..

فعامٌ واحدٌ في الحبس – مع مرارة فقد كل شيء – يُفقد المغامر لذة أعوام..

فقد المال… والجاه… والسلطة… والحرية..

ومثلهم فعلت الفئة هذه التي تعجلت الحكم إثر سقوط جماعة الخبيث هذا..

فلما دان لهم ما تمنوه… تمنوا ما هو أكثر..

دان لهم بخبيث ذكاء أيضاً… فتمنوا دوام هذا الذي دان لهم على حين غفلة..

غفلة من الثوار… والشعب… والعسكر..

طمعوا فيما هو أكثر؛ كما طمع أبونا آدم في شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى..

وكان من وراء طمعه ذاك خبث ذكاء الشيطان..

وخبث ذكاء شيطاني – كذلك – أدى إلى أن تكيد كل جماعة منها للأخرى..

حتى هذه الفئة نفسها استشرى الكيد بينها..

كل جماعة ذات توجه – فكري – وسياسي خاص تريد أن تستفرد بالأمر..

فكان أن حاق المكر السيء بأهله..

وحين وجدت نفسها خارج جنةٍ نالتها بخبيث ذكاء أصابها مثل غيظ إبليس..

فطفقت الآن توجه خبيث ذكائها هذا نحو هدفٍ جديد..

نحو البرهان؛ ومن ورائه القوات النظامية بمسمياتها كافة..

سيما المؤسسة العسكرية… الجيش..

ونحن ضد المغامرين من جيشنا هذا باسم السياسة..

ضد الذين ينقلبون على الشرعية بليل… ثم ينصبون أنفسهم حكاماً علينا..

ضد من يفرضون علينا ثقافة (صفا انتباه)..

ولكن لا الجيش – لا البرهان – انقلبا على شرعيةٍ الآن..

بل الثوار هم من استغاثوا بالجيش هذا..

ثم ارتضوا بالبرهان هذا بديلاً لسلفه ابن عوف؛ وهتفوا له في ساحة القيادة..

وتريد الفئة هذه منا أن نكرهما الآن..

الجيش – والبرهان – معاً..

لا لشيء إلا لأنهما قطعا الطريق أمام حقبة بشرية جديدة..

حقبة دُبر لها بخبيث ذكاء..

حقبة لا تختلف عن الإنقاذ في أي شيء… أي شيء..

القهر ذاته… الكبت ذاته… التمكين ذاته… الفشل ذاته… شبق السلطة ذاته..

أو ربما الفرق في شيء واحد فقط..

فالإنقاذ حكمت طويلا – وأفسدت كثيرا – باسم الدين..

وهي حكمت باسم العلمانية… وأفسدت؛ في عامين فقط… أو أكثر قليلا..

وكانت تنشد شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى..

فأزلها – وأخرجها مما كانت فيه – شيطانُ غرورٍ..

وخبيث تذاكٍ!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى