محمد توفيق الحاج علي يكتب :فرحة عامرة

26فبراير2022م 

 

[email protected]

 

أحببت أن استهل مشواري هذا وأشارككم حالة الفرحة الغامرة التي اجتاحتني وانا استقبل طلب صداقة في وسائل التواصل الاجتماعي من أحد صديقين ظللت أبحث عنهما ردحاً من الزمن، الأخ عبد الله محمد احمد مدني من مدينة الروصيرص . التقينا بمدينتي العزيزة كسلا في منتصف الثمانينات وهو ضمن طلاب مدرسة الدمازين الثانوية في زيارتهم الصيفية لمدينة كسلا ، واقاموا معرضا تراثيا وفنيا يعكس تراث منطقة النيل الأزرق بثرائها الممتد ، كان ذلك المعرض بمدرسة الصداقة السودانية الهولندية بحي الميرغنية وهي كانت تسمى مدرسة الميرغنية الغربية الابتدائية (ب) جوار مسجد فكي طه، ومثل هذه الزيارات كانت تقليداً متبعاً، وهو أن يقوم الطلاب في العطلة الصيفية بزيارة المدن وعكس تراث منطقتهم و التعرف على تراث المناطق الأخرى ، مما اثرى الوجدان السوداني برغم التنوع ، ونتاج هذا أن ظل السودانيون – ولوقت ليس بالقصير – يحملون في دواخلهم روح الوئام حيثما يلتقون، بعيداً عن الجهوية والقبلية.

وفي تلك الزيارة قمنا بواجبنا  تجاههم  وهذا هو ديدن انسان كسلا، الاحتفاء بأي زائر  فأخذناهم في جولة تعريفية للمدينة ومعالمها جبال التاكا والضريح والسواقي و حفلات الشعر والسمر وو.. و أصبحوا وأمسوا معنا في بيوتنا إلى أن عادوا .. وتقطعت بنا السبل ، ومنذ ذلك الحين افترقنا .. لأفاجأ بطلب صداقة على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي من (عبد الله مدني).. وذلك بداية أيام كورونا ونحن نطبق حظر التجوال والحجر المنزلي والجائحة في ذروتها بمدينة (جدة) .. دققت في الصورة وراجعت طلب الصداقة مرة ومرتين .. ياااخ معقولة، (والصورة الماتغباني) معقولة ده عبد الله مدني .. أنا اعلم انه يكفي أن أضغط على  زر موافق مرة واحدة .. لكني لا إرادياً ضغطت على زر موافق ثلاث مرات متتالية .. وكم كانت فرحتي غامرة.. وتحدثنا واستعدنا ذكريات أنعشت الذاكرة وأعادتني للحي والصحاب وأزقة حي الميرغنية وكسلا وعنفوانها  وكانت هذه أروع  حسنات الحجر المنزلي في زمن كورونا .. برغم قساوته لنا نحن معشر الرجال ( لا تستطيع الخروج إلا لجلب الاحتياجات الضرورية من البقالة وفي وقت محدد جداً)  و أخذنا الوقت الكافي للجلوس مع الأهل بالمنزل .. خصوصاً وان المغترب يقضى وقتاً في العمل أطول من الذي يقضيه مع أسرته.. و بلا شك كانت أيضاً هي  مساحة لإنجاز بعض المواضيع المؤجلة .. وتعلُّم أشياءَ جديدة.

خاتمة:

بعد مرور الوقت يصبح طيفك أقسى منك ، يجتاحني في نسياني.. و يفارقني في احتياجي ،هل صحيح أنك لم تعد تكاتبني؟ أم أن مدوناتك تعلمت الأنانية فشربت الحبر وقضمت من حروفك المعاني (بنت طاليس).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى