في زيارته الأولى .. خبير حقوق الإنسان بالسودان.. ملفات قيد الانتظار

 

تقرير: نجدة بشارة    20فبراير2022م 

بعد تعليق زيارته شهرا من قبل السلطات السودانية والتي كان مقررا لها من 20 الى 22 من يناير الماضي ، يصل خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في السودان، أداما دينغ، اليوم  الأحد إلى الخرطوم في أول زيارة له للبلاد، بعد تعيينه من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان في نوفمبر الماضي.

وحسب الأمم المتحدة، سيلتقي، دينغ خلال زيارته للسودان، التي تستمر لأربعة أيام، مسؤولين في الحكومة وممثلين لمنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى مدافعين عن حقوق الانسان ورؤساء كيانات الأمم المتحدة ودبلوماسيين.

 

توقيت حرج

وحسب مراقبين، فإن زيارة  الخبير الأممي للبلاد تأتي  في وقت حرج، حيث ارتفع فيه عدد القتلى في التظاهرات بمدن السودان المختلفة إلى 81 قتيلاً بينهم عشرة أطفال، فضلاً عن إصابة حوالي 2700 شخص، واعتقال أكثر من مئة شخص، بينهم ناشطون سياسيون ولجان مقاومة وقيادات في «الحرية والتغيير» في سجن سوبا جنوبي الخرطوم، وسجن التائبات الخاص بالنساء وسط أم درمان، فضلاً عن سجون أخرى في العاصمة والولايات. وأيضاً أكدت مجموعة «محامو الطوارئ» اختفاء خمسة ناشطين سياسيين بينهم امرأة، بعد اعتقال قوات عسكرية لهم من منازلهم ومناطق اخرى، دون الكشف عن مناطق احتجازهم، هذا فضلاً عن تراجع الحريات، والانتهاكات فيما يلي حرية التعبير والحركة. في ذات الوقت عبر مراقبون آخرون عن تفاؤلهم بالزيارة، وتوقعوا ان تسهم في التقليل من حدة الانتهاكات، لا سيما وان السودان استوفى عددا من الملفات الموصى بها في التقرير السابق لحقوق الإنسان في جنيف.

تقدم ولكن!

ولعل السودان كان قد بدأ في إحراز تقدم في ملف حقوق الانسان بعد سقوط نظام البشير البائد لا سيما  بعد التصديق على المعاهدات الدولية، نجد أن بعض الاتفاقيات التي قُدِّمت كتوصية في التقرير الثاني وجدت طريقها الى المصادقة ، ومنها المصادقة على اتفاقية (سيداو) ، حيث  اجاز  مجلس وزراء الحكومة  السابقة  اتفاقية الأمم المتحدة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة،  مع التحفظ على 3 من موادها. كما صادق السودان على قانون روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وهي خطوة قد تفتح الباب أمام مثول الرئيس السوداني السابق عمر البشر أمام هيئة المحكمة للتحقيق في جرائم حرب وإبادة جماعية اُرتكبت في إقليم دارفور خلال ولايته.

لكن في المقابل، اعادت التظاهرات والاعتقالات منذ قرارات البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر، ملف الحقوق للمربع الأول ما قبل سقوط النظام البائد.

 قيد الانتظار

وكان أداما ديانغ، في تغريدة على تويتر، دعا  السلطات السودانية إلى ضمان إجراء “تحقيقات سريعة ومُستقلة ونزيهة في عمليات القتل والإصابات والاحتجاز التّعسفي للمُتظاهرين وأعضاء لجان المقاومة وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة”.

تجدر الإشارة إلى أنه تم تعيين ديانغ خبيراً للأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في السودان من قِبل المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في نوفمبر 2021، وفقاً لقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لمراقبة حالة حقوق الإنسان في السودان منذ قرارات البرهان التصحيحية في  25 أكتوبر 2021.

 ملفات ساخنة

 

قالت الخبيرة  في مجال حقوق الإنسان، منال حليم لـ«الصيحة» إن الخبير ينتظره العديد من الملفات الساخنة بشأن التطور السريع والمتلاحق للاحداث في السودان  ، وقالت ان عددا من  المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، اعدت ورصدت الانتهاكات التي حدثت مؤخراً. وتوقعت ان يستقي الخبير معلوماته من المقابلات المباشرة مع الحكوميين ومع المكونات المدنية والقوى السياسية والمجتمعية المختلفة، مشيرة إلى أن قبول الحكومة بالزيارة جاء تحت الضغط ولمحاولتها التملص من الانتهاكات، وبينت منال أن مهام الخبير لن تكون محصورة في رصد الانتهاكات التي حدثت في التظاهرات فقط، ولكن في دارفور ومناطق عديدة بالبلاد بسبب السيولة الأمنية. موضحة أن السودان يعاني الآن وفقا للمعايير الدولية، من تدهور حاد في أوضاع حقوق الإنسان والذي استدعى تكليف خبير لحقوق الإنسان رغم وجود مكتب لمفوضية حقوق الإنسان في السودان. وتوقعت أن يعقد الخبير مؤتمرا صحفيا في نهاية زيارته يوم 24  فبراير في مقر مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالخرطوم.

تشكيل ضغط

ورجح القانوني والناشط في مجال حقوق الانسان محمد العربي لـ(الصيحة)، ان يلتقي الخبير المستقل بجهات رسمية في مجلس السيادة ووزارة العدل ، اضافة الى منظمات المجتمع المدني واحزاب سياسية خاصة ممثلين للحرية والتغيير ، والأطراف المعنية لحقوق الانسان ، اضف الى ذلك هنالك فريق خاص برصد الانتهاك تتبع للخبير يستقي تقاريره ومرصده منه. واوضح عربي ان هنالك مشروعين قدمت داخل جلسة حقوق الإنسان بـ(جنيف) تتضمن فرص عقوبات او قطع التعامل مع السودان بسبب قطع الطريق امام المسار الديمقراطي، وتم تعيين الخبير المستقل لحقوق الانسان (دينغ).

في السياق، توقع ان تشكل الزيارة ضغطا على الحكومة لا سيما وان زيارة الخبير تم ارجاؤها مرتين من قبل ، وقال اتوقع ان يجد الخبير تضييقا وتماطلا من قبل بعض الجهات والمسؤولين ، لكن في ذات الوقت توقع عدم وجود تفاعل كبير وسط الجماهير الثورية، لجهة الحراك الذي ينتظم البلاد ويسرق الأضواء من زيارة المبعوث، إلا انه عاد واكد ان الزيارة سيكون لها مردود قوي ومهم في مجلس حقوق الانسان في جنيف ومتوقع ان يبني عليه اتخاذ قرار لاحقا, وقال اعتقد ان الزيارة سوف تلقي الضوء حتى على مبادرة فولكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى