بستان الحلنقي

 

 

صلاح بن البادية:

تأثر الفنان الراحل صلاح بن البادية بالجو الصوفي والالتزام الأخلاقى الأسري ، لذلك ضجّت أغنياته بالجمال والقدرة على اختيار المفردات ذات البعد الوجداني المؤثر ، بالنظر لقائمة الأغنيات التي تجمعه مع الشاعر الكبير محمد يوسف موسى نجد أنه يتقن اختيار كلماته بقدرات مذهلة ويضع لها الألحان التي تناسبها وتظهرها بمظهرها الحقيقي الذي أراده شاعرها.. ومن مميزات الراحل المقيم ود البادية الأصيلة والتي لا تخفى اهتمامه العظيم بالتنفيذ الموسيقي .. فهو لا يعرف الهرجلة الموسيقية ولا يتغنى ولا من خلفه أوركسترا كبرى يتجاوز عدد عازفيها العشرين عازفاً .. وهذا المنحى جعل صلاح بن البادية من الذين يجيدون إخراج أغنياتهم بطرق علمية سليمة تتضح فيها مهارات التلحين وتوظيف التوزيع الموسيقي بشكل مذهل.

 

غرام أم كلثوم:

أصدرت الفنانة «أم كلثوم» أمراً لكل المسارح التي تغني عليها أن يتم وضع كرسي أمامي في مواجهتها ليجلس عليه غرام روحها الشاعر «أحمد رامي» الذي كتب من وحي عيونها أكثر من «1000» قصيدة.. وقد أكدت الأخبار أن علاقة روحية عالية كانت تجمع بينهما.. ويحكى أنه حين يعود لها بعد غياب كانت تتحول إلى طفلة في عامها الخامس تستقبل عيد ميلادها.. زارها مرة أحد كبار العازفين العاملين بفرقتها فلم تسمح له بالدخول وقبل أن يتحرك من مكانه لاحظ أنها قد خرجت لتستقبل الشاعر «أحمد رامي» بأقدام حافية.. قال لها معاتباً: ترفضين زيارتي وتقبلين زيارة «رامي» بل ترقصين لها؟.. فردت عليه: إن أشعار «أحمد رامي» هي التي صنعت مني كوكباً للشرق.. فصمت لحظة ثم غاب في الزحام.

سيد خليفة:

يعتبر الفنان سيد خليفة من أعمدة الفن السوداني. واشتهر في منطقة القرن الأفريقي خاصة حيث أحب غناءه وردده الصوماليون والإثيوبيون والاريتريون، لكن المستمعين في العالم العربي يذكرون له اغنيتين اشتهرتا لخفة ايقاعهما والتطربية العالية فيهما، وهما «المامبو السوداني» و«ازيكم كيف انكم أنا لي زمان ما شفتكم»، زيادة على (يا وطني) وهي اغنيات اداها في بداياته الفنية أواخر الخمسينات في القاهرة، التي وصل اليها لتلقي العلوم الدينية ليتحول مساره إلى دراسة الموسيقى التي لم يكملها أيضا لانخراطه في عالم الفن والفنانين حيث برز نجمه كمطرب في الحفلات التي كانت تشهدها القاهرة في ذلك الوقت.

عبد الله عربي:

اتجه الموسيقار عبد الله عربي لصقل موهبته الموسيقية بالدراسة عندما اُبتعث لدراسة الكمان في معهد بفيينا في عام 1960م عندما اختار مدير الإذاعة التاج حمد أعضاء البعثة من اوركسترا الإذاعة، فكان من بينهم جمعة جابر وبرعي محمد دفع الله. وأول كمان اقتناها كانت بقيمة «خمسة قروش».. ومد الموسيقار عربي الساحة الغنائية بمجموعة من الالحان من بينها «أمشي واتخطر في أرض أجدادك» للشاعر إسماعيل حسن وغناها الفنان التيجاني مختار، و«كروال» للشاعر الجيلي محمد صالح يتغنى بها الفنان شرحبيل أحمد.. «يا كنفو يا جبار» للشاعر إسماعيل حسن غناء سيد خليفة، و «فيها إيه» كلمات الجيلي محمد صالح ويتغنى بها عثمان مصطفى، وأغنية خاصة بالتصفية «فلسطين» من كلمات عبد العزيز أحمد ويتغنى بها عثمان مصطفى و«هبت الخرطوم» كلمات عبد المجيد حاج الأمين ويتغنى بها الفنان عبد الكريم الكابلي،

جميلة الدواخل:

قالت له: هل تصدق بأني لم أعد أنظر في المرآة بعد أن ظهرت على شعري خيوطٌ من الشيب بيضاء.. وأضافت بصوتٍ فيه الكثير من الشجن: إن في الشيب دلالة تشير إلى أن ربيعي قد زوى والخريف أصبح على بعد خطوة من الأبواب.. قال لها: إن المرأة جميلة الدواخل لا يمكن للخريف أن يقترب منها أما المرأة التي لا تحمل دواخلها جمالاً فإنها معرضة في أي وقت لهجمة شرسة من خريف بارد.. بعد خروجه مباشرةً عادت إلى المرآة تتأمل خيوطاً من شعرها الأبيض فأحست أنها قد تحولت إلى مواكب من النجوم تتمشى على ضفائرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى