النيل الأزرق: غابات تُستباح في غياب القانون

 

 فريد الأمين     

يعتبر اقليم النيل الازرق من اكثر مناطق السودان الغنية بالغطاء النباتي، مما منحه تميزاً وتنوعاً من بين الولايات الاخرى. وساهم في ذلك مناخ السافنا الغنية الذي تمتد فيه فترة الخريف لثمانية أشهر. ادى الى تمدد مساحاته الغابية الشاسعة على امتداد محليات الاقليم. اضافة الى ذلك هناك الغابات النيلية التي تمتد على مجرى النيل الازرق, ولعل تنوع الأشجار المثمرة والنادرة تعتبر ثروة قومية واقتصادية وسياحية للبلاد, هنالك انتشار لأشجار الأندارب, الدوم, الجوقان, بالإضافة لأشجار الكتر, الحراز, الأراك, السدر, الجميز والهبيل, الكاكمود، الترتر, التبلدي, الدليب, الهشاب, الهجليج, الطلح, السنط, المهوقني, النيم, العرديب, البان, الأبنوس والطاريا. ولكن تلك الثروة يهددها الآن الإنسان, بسبب القطع الجائر. هناك انتشار لاستخدام الحطب في تصنيع الطوب وصناعة الخبز، إضافة لصناعة الاثاثات . والناظر لأمر الغابات طيلة السنوات الماضية يعلم حجم الدمار الذي اصاب الغابات. كثير من الناس يرون ان الحرب نقمة وآخرون يرونها نعمة بابعاد الايادي عن مواقع الاشجار.. بالتالي تزايد  الهجوم على الغابات في هذه الفترة بصورة كبيرة , غير آبهين بالقوانين واللوائح والقرارات عرض الحائط في ظل غياب تام لحماية الغابات. مؤلم وموجع ان تجد حماة الارض والقانون هم من يعتدون على هذه الاشجار بوعي أو دون وعي، هؤلاء من القوات النظامية بجانب التجار وسائقي العربات يلتفون على القانون بطرق ملتوية. ولعل ما حدث بمنطقة (فافرندي) في مشاريع التكامل رقم 24 و26 و30 حسب افادة مدير غابات اقليم النيل الازرق المكلف احمد عمر سعد الله، الذي تداول في مقطع فيديو عبر الوسائط يوضح حجم الهجمة الشرسة والمدروسة على غابات الاقليم. وأكد أن أتيام التقصي والتحقيق وصلت الى المنطقة التي بها المشروع، وأوضح مدير غابات الإقليم أنه تم فتح بلاغات وتم القبض على العمال، وأكد أن عملية القطع كان تتم بالبيتر والفأس، مما يؤدي الى فقدان الأشجار النادرة في الاقليم، واكد سعد الله اكتمال كافة التدابير وتمت مخاطبة الجهات المعنية بذلك مراراً وتكرارا, لوقف القطع الجائر واستخدام عربات الجيش في النقل والتهريب، موضحاً ان الجهود مبذولة لوقف القطع الجائر، ولفت الى ان مناطق الكرمك يتم فيه القطع بشكل كبير، وقال لتدارك القطع نحتاج الى وقف التصاديق للمشاريع الزراعية بمناطق العزازة، فهي قابلة للتصحر ولا تصلح للزراعة، وطالب بدعم الوحدة بوسائل الحركة ومعينات العمل لمكافحة القطع الجائر ورفع الوعي للمواطن بأهمية المحافظة على الغابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى