الخلاف على مكافآت أم كفاءات

ما زال التجاذب محتدماً بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، الكل متمترس في محله لا يريد أن يتحرك قيد أنملة نحو الحل غير مهتم ولا ملتفت لأولئك الشباب الذين قدموا أرواحهم ووقتهم وراحتهم ولا زالوا يعانون من هجير الشمس فعلوا كل ذلك حتى تحقق النصر الذي وجده المتفاوضون لقمة سائغة لذة للآكلين، والمؤسف أن الكل يريد أن يأكلها وحده مما تسبب في هذا التعنت والذي انعكس بدوره على المعتصمين والشارع السوداني إحباطاً وخذلاناً واهتزازاً للثقة، مما قد يضطر الناس إلى البحث عن بديل غير هذه البدائل المتاحة والتي فشلت أن تخرج بالبلاد إلى بر الأمان ومغادرة هذا النفق المظلم، صحيح أن الناس قد تحمسوا لإزالة الوضع وسعدوا بانحياز العسكر للثورة لكن هذا البريق بدأ يخمد وهذه الثمرة بدأت تذبل والتي نخشى عليها من أن يصيبها إعصار الخلاف ونار الأجندة والأطماع فتحترق وحينها يكون قد فات التدارك والذي قد يفوت معه كل هذا الجهد وقد يصير ضحيته السودان بأكمله.

 ونذكر أن هذا العراك والذي أظنه في غير معترك مضر بالمرحلة والعلاقة بين الطرفين.

ونسأل لماذا هذا الذي يحدث وقد ذكر الطرفان أنهما اتفقا على أكثر من ٩٥% من نقاط الخلاف، وهل يعقل أن يرتهن مصير البلد إلى ٥% من نقاط الخلاف ما لكم كيف تحكمون أم لكم أجندة لها تخفون وأهداف لها تعملون، لماذا الخلاف وقد اتفق الطرفان على أهم أمرين هما مجلس الوزراء والمجلس التشريعي لماذا الخلاف إن كان السودان أولاً والوطنية مقدمة على الحزبية وحظوظ النفس والأغراض الخفية وسؤالنا كذلك هل الحديث عن كفاءات تخرج بهذا البلد مما هي فيه أم هي مكافآت للذين تسببوا أو كانوا وقوداً لهذه الثورة.

لا أعتقد أن الخلاف كان يمكنه أن ينشب إذا كان هم الجميع اختيار كفاءات لقيادة المرحلة لكنها المكافآت وعليه يكون المجلس العسكري محق في أن يأخذ نصيبه من هذه المكافآت فلولاه ما كانت الثورة نجحت ولا كانت الدماء حقنت وفي اعتقادنا أن المجلس العسكري أخذ أقل مما يستحق إن كانت هي في الأصل مكافآت.

 نرجوكم أن تحسموا هذا الأمر وتكسبوا الوقت لأن الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك افعلوا ذلك وارحموا هذا الشعب والشباب الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ونذكر أن التصعيد سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان والضغط على الشارع أكثر مما يمثل ضغطاً على المجلس العسكري، وكذلك الإضراب والعصيان المدني ولا ننسى أن الولاء لقوى الحرية والتغيير ولاء ليس عقدياً أو دينياً أو أيدولجياً، لكنه ولاء خلقه الإجماع على إسقاط الوضع فالشباب قادر على أن يتجاوز قوى الحرية والتغيير وأن يسقط المجلس العسكري مرة ثانية لأن همته عالية وسلاحه مركوز وساحات الاعتصام متاحة ونقول للشباب يجب أن يكون لكم دور ملموس فيما يحدث ولا تحصروا دوركم في الهتافات وتلقي الأخبار المعلبة والتصفيق للخطب الرنانة في ساحة الاعتصام فقد انتهت مرحلة الخطب فعلينا أن نخطو خطوة واحدة نحو العمل والألف خطوة تبدأ بخطوة والحذر كل الحذر من الخلاف والشقاق.

 أقول قولي هذا وما أنا إلا بناصح وفي الأثر: “من لم يهمه أمر المسلمين فليس منهم” وكفى بالله شهيدا.

E-mail:[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى