Site icon صحيفة الصيحة

شاكر رابح يكتب :الوقت هو المال

شاكر رابح

12فبراير2022م 

يزعم الباحثون أن مفهوم أنواع الشخصية تنقسم إلى أربع مجموعات متميزة وهي الشخصية الأنانية والعادية والمُتحفظة والقدوة، وفي دراسة حديثة عبر الإنترنت توصّلوا الى أن سمات الشخصية الأساسية في علم النفس هي العصابية والانفتاح والقبول والانبساط والضمير، هناك قول مأثور لدى الشعب السويسري وهو (الوقت هو المال).

طالعت قصة عجيبة في رسالة شائعة على الشبكة العنكبوتية تحكي أن (طالباً يدرس في سويسرا ويسكن في منزل عند امرأة عمرها 67 سنة تلك المرأة كانت معلمة قبل تقاعدها والآن تستلم راتب تقاعد مجزٍ، لكنها تذهب للعمل مرتين في الأسبوع عملها كان لرعاية مسن عمره 87 سنة، أبدى الشاب امتنانه مما تفعل وسألها إن كانت تعمل لكسب المال؟

فقالت له إنها لا تعمل لأجل المال بل لتكسب الوقت..! وإنها تودع لنفسها وقتاً في بنك توفير الوقت أو بنك الزمن. وهي بعملها ذلك تودع الزمن لكي تستطيع الصرف منه عندما تحتاج له بعد تقدم السن أو عندما تصاب بحادث وتحتاج مَن يُساعدها.

يقول الطالب إنها المرة الأولى التي أسمع فيها عن بنك الوقت فسألها عن معلومات أكثر عن ذلك البنك فقالت له:

إن الحكومة السويسرية أنشأت ذلك البنك كضمان اجتماعي للناس، حيث يفتح كل راغب للاشتراك فيه حساب زمن بحيث يحسب له الزمن الذي يقضيه في الخدمة الاجتماعية خصوصاً خدمة المسنين والمرضى الذين لا يوجد من يرعاهم أو يُساعدهم من عوائلهم، يشترط على المشترك أن يكون سَليماً صحياً وقادراً على العطاء والتواصُل مع الآخرين والتّحَمُّل، وراغباً في تقديم الخدمات بنفس راضيةٍ وإخلاصٍ، عندما يحتاج الشخص مُساعدة يرسل له البنك شخصاً متطوعاً مِمّن اشتركوا في البنك ليخدمه ويخصم الوقت من حسابه، الخدمات التي يقدمها المُتطوِّع، إما تُقدّم للمحتاج في المستشفى أو في البيت كأن يرافق المُحتاج للتسوق أو للتمشية أو لمساعدته في تنظيف منزله. في أحد الأيام احتاجت تلك المرأة للمساعدة عندما سقطت أثناء تنظيف نافذتها وكسرت كاحل قدمها واضطرت للبقاء في السرير عدة أيّامٍ، أراد الطالب تقديم إجازة اضطرارية لمساعدتها، لكنها قالت له: إنها لا تحتاج مساعدته لأنها قدمت على طلب سحب من رصيدها في البنك، وإنهم سيرسلون لها من يُساعدها، جاء المساعد الذي عيّنه البنك وكان يرعاها ويتحدّث معها ويُرافقها ويقضي لها حاجياتها من السوق. وأرسل لها البنك ممرضة عندما احتاجت لذلك، بعد أن تَعَافَت من الكسر عادت للعمل مرتين في الأسبوع لتعويض ما خَسرته من وقتٍ في البنك وهكذا يعمل بنك الوقت).

قِصّةٌ مُدهشةٌ من شعبٍ مُدهشٍ وسابقٍ لزمانه وأثبت الشعب السويسري أنه شعبٌّ إنساني ومعلم ومثقف ومُنضبط ومتطور، الفكرة تقوم على تقديم خدمات إنسانية واجتماعية وهو عبارة عن مقايضة خدمة بخدمة بدلاً من إيداع وسحب المال، يتم إيداع الساعات في حساب العميل ويسحبها في حالة حوجته لها نظير خدمه تقدم بحساب الزمن، أنا وكثير غيري ما كنا لندرك قيمة الوقت أو أنه مال فعلاً ولا يستخدمه الاستخدام الأمثل إلا القليل في مجتمعنا السوداني، هل يُمكننا الاستفادة من الوقت المهدر في الأعمال الإنسانية كرعاية المسنين أو أصحاب الهمم والأطفال أصحاب الإعاقة أو المرضى في المستشفيات أو بناء المدارس ومراكز الرعاية الصحية في الأرياف..؟

 

أتمنى كما ادعو البنوك السودانية أن تخصص موظفين لتبني هذه الفكرة، كذلك أجهزة الإعلام ومنظمات المجتمع المدني رعايتها وتنزيلها على أرض الواقع وهي لا تكلف شيئاً كثيراً، تطبيق هذه الفكرة يدحض فكرة أننا شعب كسولٌ وأنانيٌّ.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

Exit mobile version