Site icon صحيفة الصيحة

اختيار المريخ لملعب “السلام”.. حسابات الربح والخسارة!

رئيس نادي المريخ حازم مصطفى

الخرطوم : الصيحة

قرر مجلس ادارة نادي المريخ، اختيار ملعب السلام بالقاهرة، لاستضافة مباريات الفريق الأفريقية والتي تُلعب لحساب دور المجموعات بدوري الأبطال.

جاء القرار مُفاجئاً للمُتابعين في ظل إجازة “كاف” لملعب الهلال، ولم تكشف الإدارة الحمراء عن مسبباته عبر قنواتها الرسمية، رغماً عن صدوره ومخاطبة الاتحاد العام به طلباً لتأجيل مباريات الدوري.

 

لكن رئيس الادارة، “حازم مصطفى” كان قد صرّح سابقا باختيار ملعب السلام لأسباب أمنية، تتعلق بوضع البلاد الراهن.

موقع “سبورتاق”، ووفقاً لرؤيته، أجرى مقارنة بين المكانين (القاهرة والخرطوم) لبيان أي المسرحين له الأفضلية في استضافة مشوار الفرقة الحمراء الأفريقي.

أولاً: الجانب المادي

اعلن الهلال عن ايجاره لملعبه للفرق الراغبة في تسميته ملعباً لها، وحدد 15 ألف دولار للمباراة الواحدة و2000 دولار عن التدريب، عليه، فإن المريخ سيحتاج الى قرابة الـ57 ألف دولار لاستضافة مبارياته وتدريباته الختامية، وتدريبات الفرق الزائرة، هذا في الخرطوم، مع الأخذ في العلم رجوح مجانية الاستضافة في استاد الهلال بحسب ما رشح من مصادر.

اما في مصر، فإن ايجار ملعب السلام تبلغ 10 آلاف دولار للمباراة الواحدة و5 آلاف للتدريبات، ما يعني حوجة المريخ الى 60 ألف دولار لاستضافة المباريات والتدريبات.

اضافةً الى ذلك، فإن الفرقة الحمراء تحتاج الى الإقامة الفندقية، وبحسابات فندق “موفنبيك” المُستضيف لمعسكر الفريق حالياً، وبافتراض إقامة ثلاثة أيام لكل مباراة ببعثة قوامها 30 فرداً، بحساب 100 دولار للفرد يومياً، فإن تكلفة الإقامة تبلغ حوالي 36 ألف دولار، هذه بتكاليف الذهاب والعودة، وفي حال قرّرت الإدارة الإقامة رسمياً في القاهرة منذ اليوم، والى حين نهاية دور المجموعات، اي حتى الثامن عشر من مارس، آخر مباريات الفريق هناك، فإنّ تكلفة الإقامة سترتفع الى 129 ألف دولار.

علماً بأن نثرية اليوم ستكون حوالي 100 دولار على اقل تقدير، ما يعني ضرورة توفير 36 ألف دولار أخرى في حال الذهاب والعودة، و129 الفاً في حال الإقامة الطويلة.

 

وتبقى فرضية الذهاب والعودة مستحيلة في ظل برمجة مباريات الدوري الممتاز المتقاربة فيما بينها والمقاربة أيضاً لمواعيد المواجهات الأفريقية، أي ان التكلفة التقريبية لاستضافة مباريات المريخ لفاتورتي الاقامة والملاعب تبلغ حوالي 318 ألف دولار.

ثانياً: الطقس

فصل الشتاء يخيم على البلدين، لكن شتاء مصر يبدو مُختلفاً، اذ يصل فيه متوسط درجة الحرارة الصغرى على مستوى العاصمة الى 10 درجات خلال الأيام المقبلة، اما العاصمة الخرطوم فإن متوسطها سيكون 19 درجة، بحسب توقعات الأرصاد الجوي.

 

ثالثاً: الدافع المعنوي

يتأثّر اللاعبون بالمعسكرات طويلة الأمد نفسياً على نحو سلبي، ومع مضي ما يقارب 40 يوماً كمعسر اعدادي في مصر، واضافة 40 أخرى للمباريات، فإن الأمر سيكون عسيراً على اللاعبين، اذ سيصيبهم الملل الشديد، بجانب البُعد الطويل عن ذويهم وهو ما سيؤثر سلباً، أضف إلى ذلك غياب الدعم الجماهيري والإعلامي الذي سيكون حاضراً خلال تدريبات الفريق، ومباريات الدوري الممتاز، عليه فإنّ خصوم المريخ في المَجموعة سيتفوّقون عليه معنوياً، وهم يُحظون بذلك السند المفقود عنده.

رابعاً: الجانب الفني

مُباريات دوري الأبطال، تحتاج إلى إعداد قوي، وفي مصر لن يتهيّأ ذلك للمريخ، في ظل انشغال أنديتها بالمُنافسات المحلية والقارية، ولعل معسكر الأحمر نفسه خير برهان، إذ لم يحظ الفريق بمواجهات قوية، بل لعبت أمامه فرق بصفها الثاني وفرق الشباب، كما أن المباريات الودية لا تحمل جدية المباريات الرسمية وستضيف عبئاً مادياً جديداً للإدارة الحمراء، بجانب فقدان دَعم الأرض والملعب الذي تعوّد عليه المريخ على عكس الضيوف.

أما في الخرطوم، فستكون مواجهات الدوري اعداداً جيداً، حيث سيخوض المريخ خلال فترة المجموعات حوالي 8 مباريات أمام كل من، (هلال الساحل، الخرطوم الوطني، ود نوباوي، توتي، هلال الفاشر، الأهلي الخرطوم، الأهلي شندي، الشرطة والأمل)، وسيخوض الأحمر مُبارياته على ملعب تعود عليه.

خامساً: الدوري الممتاز

تتّجه إدارة المريخ وفي حال الإقامة الدائمة للفريق في مصر إلى الاعتماد على 5 من لاعبي الشباب وإرسال جُزءٍ من اللاعبين إلى الخرطوم لأداء مباريات الدوري الممتاز، وهذه تبدو مَحمدة على إحدى الوجوه، إذ سَيتمكّن عدد كبير من اللاعبين من المُشاركة مع الفريق، لكنها تبدو غير منطقية في ظل غياب الجهاز الفني الرئيسي الذي سيبقى في القاهرة، ومن يتولَى تدريب الفريق المحلي ستكون له رؤيته المُختلفة، وحتى إن تطابقت مع “كلارك” فإنّ عين الأخير ستكون غائبة.

وبالطبع، فإنّ المريخ يخاطر بفقدان لقب الدوري، بوجود 5 لاعبين من الشباب وخليط من اللاعبين الجدد، ومن البدلاء وفي ظل غياب التناغم بينهم، فإنّ مخاطر فقدان النقاط تبدو أقوى مع وجود منافس قوي، وفرق قوية في بطولة الدوري.

 

سادساً: المستفيدون

 

يبدو أن المستفيد من خوض مباريات الفرقة الحمراء مبارياتها في مصر، هو رئيس النادي المُقيم بالإمارات، حيث سيتمكّن من متابعة مباريات الفريق على ارض الكنانة، وهو ما يبدو غير وارد في حال خوض المواجهات بالخرطوم.

 

بجانب، “حازم مصطفى”، فإن الأهلي المصري سيخوض مباراتين على ارضه، وسيكون مستعداً لآخر مبارياته امام الهلال، بتواجده في مصر بعد لقاء المريخ، وهو ما سيكون نقيضاً إن لعب المريخ على استاد الهلال، عندها يكون الأهلي مجبراً على خوض آخر جولتين خارج أرضه في السودان.

إليهم، ينضم “صن داونز” الذي سيلعب بأرض مُحايدة، وعلى أرضية ملعب ممتازة بنوعية النجيل الذي يتناسب وأسلوب لعبه، على عكس ملعب الجوهرة الزرقاء المعروف بنجيله الخشن.

Exit mobile version