Site icon صحيفة الصيحة

كاشا في أول حوار له بعد عودته من القاهرة

اتُّهم خلال سفره الأخير لمصر وأسرته بأنه هرب من المساءلة التي بدت تطال كل قيادات الحزب الحاكم، وقد وُجّهت له ولأسرته اتهامات حملته للعودة لحضن الوطن للرد عليها.

د. عبد الحميد موسى كاشا، القيادي بالمؤتمر الوطني المعروف، عاد لتوه من مصر، والتقته “الصيحة” عبر هذا الحوار الذي أكد من خلاله أنه جاء ليرد على الذين اتهموه بالهروب عملياً، مؤكداً تصعيده للقضية التي تجاوزت أضرارها شخصه لتمس أسرته، التي قال إنها بريئة من كل ما وجّه إليها من اتهامات.

 ووعد كاشا بتصعيدها لأعلى درجات العدالة والقضاء ، مفنداً كل ما أثير عن هروبه لمصر عبر البر.. غير هذا الكثير من جدليات الراهن السياسي وأزمة الحكم عبر نص الحوار التالي:

حوار القسم السياسي- تصوير: محمد نور محكر

وعليكم السلام ورحمة الله، الله يقبل حمدك.

أي شخص عاقل لا يُمكن أن يصدّق مثل هذه الروايات المبتورة، لأن الذي يهرب إنما هو شخص مُجرِم ومُلاحَق من قِبل العدالة أو محظور، وفي نفس الوقت لا يتخذ الإجراءات السليمة، ولا يعطي معلومات عن سفره، هذا هو الهارب.

نعم، فقد قدّمتُ أوراقي الثبوتية، وطلبت إذن سفر لي ولأسرتي عبر الطرق الرسمية.

لمراجعة الأحوال الصحية لي ولأسرتي.

 أولاً، السفر كان لأجل المراجعة الصحية، فضلنا أن نمشي على مهل ليكون فيه  نوع من التغيير، إضافة للتكلفة العالية للسفر عبر الطيران، وأنا لم أكن لوحدي وإنما معي أسرتي مما يكلف تكلفة عالية.

لا أبداً، أنا بالنسبة لي التوقيت مناسب جداً، ولأنه لا علاقة لي بأي إجراءات أو ما يجري، لذلك طبيعي جداً أن أسافر لقضاء حاجياتي، ثانياً أنا جئتُ من رحلة للهند في زحمة الاعتصام، ولو كان هناك ما يمنع حضوري ما كنتُ جئت، ولو أننا قلنا ننتظر إلى حين انجلاء الموقف، فمن المحتمل أن يستمر هذا الوضع عاماً كاملاً، هذا الكلام غير منطقي، ولا يعطي مُبرِّراً لمهاجمتي ووصفي وأسرتي بأننا هاربون ونُعِتنا بأسوأ العبارات والألفاظ .

 الحديث عن حظر سفر أي عضو في المؤتمر الوطني نوع من الظلم.

يحاسبون على أي أساس مثلاً؟ إذا كان هناك اتجاه للمحاكمة فليحاكموا من 1956م، وليس من الآن، وهذا كلام فضفاض، إذ لا يمكن أن تُحاكِم كل الناس وإنما تحاكم المُجرم، إذا كانت هناك بيّنات.

الجُرم هو أنك أسأت للناس ووصفتهم بأشياء مغيظة جداً ومؤذية لهم، وهذه الأشياء لها ردود فعل عكسية والبعض قد لا يحتملها، فأن توصف أسرتك واتهامات بأنهم أبناء حرام وهكذا، أشياء لا يمكن السكوت عنها.

نعم، تمّ وصفنا بها، وهي موجودة الآن في وسائط التواصل، وتم نسخها ولدينا ترتيبات قانونية معيّنة وفق القانون، أن كل ما تم منسوخ، وسوف أقاضيهم بنفس القانون الذي يريدون أن يُحاكِموا به الناس في التجنّي على الآخرين ويسيئون إليهم في شرفهم وسُمعتهم.

*ألهذا قُمتَ بقطع الزيارة وعُدتَ للسودان؟

نعم، هذا أحد الأسباب الرئيسة التي دفعتني للعودة للبلاد بعد أن قطعت الزيارة، وتركتُ أسرتي تواصل علاجها لوحدها.

والله يا أخي خليني أجيك من الآخر هذا الكلام تبنّته إحدى الصحف.

هذا الأمر متروك لهم، لكن الاستهداف لشخصي واضح، والجريدة هي التي ظلت متابعة لهذا الحديث، وهي المصدر الذي أخذ عنه “كوش نيوز” الذي قال إنه نقل عنها هروب كاشا والعباس.

الأمر الآخر، هناك مُخلّص في معبر أرقين هو من قام بتصوير الجواز خِلسة وصورته الآن مُتداوَلة، وهو أيضاً سوف نلاحقه عبر القضاء.

ولا بنوع الغلط، وجاء وفق الإجراءات، وأنا أشيد جداً بها ولا يوجد شخص تدخّل في العدالة، ولا أريد من أحد أن يعينني، ولا أطلب الإعانة إلا من ربنا سبحانه وتعالى، ولا أسمح لأحد أن يتجنّى عليَّ أو على أسرتي.

جواز عادي مثلي كأي مواطن، وكنتُ قد سافرت به قبل أيام للعاصمة، والآن عندي تأشيرة للسفر، وبعد أيام سوف أسافر، إلا إذا تم حظري ووقتها أيضاً سوف أتقدّم للمحاكمة، ولن أهرب ولا يوجد أحد في المجلس العسكري تدخّل وسمح لي بالسفر مثل ما قيل.

قد يكون، ولا أُبرّر، وما يؤكد ذلك لماذا هذا التصعيد ضدي في هذا الوقت تحديداً، ما أريد تأكيده أنه بيننا وبينهم القانون فقط .

كل الناس اللصيقين بي كانوا يعرفون أني وأسرتي مسافرون لمصر لأجل الإجراءات الصحية، ولذلك لا يوجد شيء يدفعني لأتخفّى بأي حال من الأحوال.

عندي أرض زراعية فدانين في شرق النيل في سوبا، وقبل أن أنتسب للإنقاذ بسنوات طويلة، ثانياً لا أملك أي قطعة أرض في كافوري، صحيح زمان كانت عندي قطعة، ولكني بعتها لظروف خاصة ألمّت بي، وحصلت عليها مثلي مثل الآخرين منذ أن كنتُ وزيراً للتجارة، ومن حقي أن أحصل عليها، ولكني بعتها “ومشيت بيها أموري والحمد لله”.

ثم ما المانع إذا حصلت على أرض في كافوري، فأنا ما موظف عادي، كنت مغترباً في ليبيا سنوات طويلة جداً وشغاّل في المنظمات الأجنبية، وكنت آخذ أجري بالدولار، كنتُ مديراً لبعضها، كما كنتُ أعمل في منظمة لفض النزاعات، ومعي أساتذة في جامعة الخرطوم. وأتحدّى أي شخص يقول إني امتلكت أرضاً في زمن تولّي المناصب في كل الولايات.

قالوا إن العباس هرب عن طريق إثيوبيا، وأنا عن طريق أرقين، لذلك لم أقابله، ويجب أن تُسأل تلك الصحيفة، ليؤكدوا لك هل قابلته أم لا.

والله العظيم لا أعرف أحداً من رجال وقيادات المجلس العسكري، ولم أتلق أي تطمينات كما يقول الآخرون، ولم أقابل أياً من القيادات كما يقول البعض، وعُدتُ فقط لأثبت لهؤلاء أنني لم أهرب كما قالوا.

لا أعتقد ذلك، فالبلد لم تُساس بقانون الغاب بعد، وإذا حدث هذا فكاشا غير مقطوع من شجرة، ولا أعتقد أن مثل هذه المسألة ستظهر في الوسط السياسي، وإذا ظهرت فإنها حتماً لن تقف عند كاشا وحده.

التوقيت يهمّني أنا، ولا يهم المتظاهرين، وهذا غير مُبرّر بأن تسيء لشخص في عِرضه وأسرته، ولا يوجد استدعاء للهروب، وأعتبر أي زول حاول الهروب هو جبان، وقد تلقيت عددا من المهاتفات تُطالبني بعدم الرجوع، ولكني قلتُ لهم ما السبب.

إن كان عبر المطار أو البر في الآخر من يريد أن يقول أنك هربت سيقول، وفي الأخير هو خروج والآن أنا سوف أعيد أسرتي بالبر فأين المشكلة.

لا أتوقّع، والقوائم غير مهمة، فمن قبل أتوا بقائمة فيها 51 قالوا مطلوبين للعدالة الدولية، ولم يتم شيء، ووالله الآن لو قالوا لي أنت مطلوب للعدالة، أنا جاهز بشرط أن تكون عدالة حقيقية وليست مسألة حسابات.

بالتأكيد، وإلا فلماذا استهداف عضوية المؤتمر الوطني فقط، وهناك المئات من المجرمين خارج إطارها، البلد هذه ليست ملكاً لفئة معينة دون الأخرى، وكل من يدّعي ذلك فهو مخطئ، وحتى الثورة الراهنة لم تصنعها جهة معينة أو حزب دون الآخرين، وإنما الثورة صنعها الشعب السوداني وشارك فيها وأنجحها، فلا يمكن لحزب واحد أو مجموعة أن تحكم السودان، ما يجري الآن يتطلب التوافُق لأن البلد شاسعة وفيها تداخلات اجتماعية وإثنية.

الثورة ليست ملكاً لفئة دون الآخرين.

أنا الآن مُراقِب للأوضاع والتطوّرات، والأزمات التي مرّت بها البلد كانت مؤشراً بأن الإنقاذ في أخرياتها، وكان هذا الحديث يدور داخل الغرف المغلقة للحزب في ظل الأوضاع الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد، وكنتُ أقرأ الأوضاع بصورة واضحة جداً بأن الأمور ليست ماضية في السليم، وما كل العضوية كانت راضية عن مجريات الأوضاع في الحزب.

هذا سؤال كبير، ولكني أريد أن أؤكد بأن عضوية المؤتمر الوطني ليست كلها من الإسلاميين، ففيهم المسيحيون وفيهم الأنصار وفيهم غير ذلك، ولكني أؤكد بأن الأوضاع داخل الحزب كانت سيئة، وما تم من ثورة وانحياز العسكر للثوار جنّبوا البلد الكثير من الإشكاليات الأمنية.

لكي أكون صريحاً معك، لم أكن عضوا في المكتب القيادي، وإنما عضو هيئة الشورى، وكان المكتب القيادي قد فوض الرئيس بالتعيين، ولكن السؤال هل الذين تم تعيينهم كانوا على قدر المسؤولية والكفاءة والدراية والجماهيرية ليقودوا الحزب أو الدولة، أنا لا أجاوب على هذا السؤال، فقد جاوب عليه الرأي العام والشارع.

أنا كنت من الذين توقعوا الانقلاب، وقد أقسمت للناس بأن الحكومة في طريقها للنهايات.

لا، كنت لا أعلمها لكني، أقسمت للناس بأن الوضع سينقلب؟

كل شيء وارد وفي ناس من خارج الحزب داخلين، لكن ما يهم هو أن التغيير تم في الآخر.

 لا أعتقد ذلك، فمقارنة بالتغييرات التي تمت في الكثير من الأنظمة من حولنا نشكر الله كثيراً عليه، فقد جنبوا البلد التمزّق، وأطلب من الإخوان في المجلس العسكري والكُتل السياسية أن يتنازل الناس لبعضها البعض حفاظاً على وطننا وأهلنا، وأن نستفيد من التجارب السابقة، وأن نتواطأ على وضع يحفظ للبلاد هيبتها، وما أشاهده اليوم مسيرة من هنا وأخرى من هناك لن تُقدّمنا للأمام ولا لنتائج مطلوبة.

في تغييرات السلطة، لا تستطيع أن تقول هذا الشخص كذا وهذا كذا، فهناك من يريد الانفراد بالسلطة، فأنا على على نطاقي الشخصي ليس لدي انتماء لأي حزب سياسي، وقد أصبحت مراقباً لمجريات الأوضاع.

لا أريد أن أرد على نافع، ولكن دائمًا الإنسان يجب أن يكون عفيف اللسان في مخاطبة الناس وبطريقة غير جارحة، لأن هذا من أصول الدين، والسودانيون بطبيعتهم مسلمون وكلهم يطبق الإسلام، وأنا مع الخطاب الإيجابي ومع المخاطبة التي لا تؤذي الناس ولا تجرحهم، والخطاب بالنسبة لأي زول يجب ألا يَجرَح فيه الآخرين، وأتفق معك بأن الخطاب السياسي في الفترة الماضية لم يجد القبول عند الناس.

“ما فارق معاي كثير” لأن الوطني لم يكن حزباً للإسلاميين وحدهم، وأنا الحمد لله أصلي وأصوم، وأي إجابة بأني لست كوزاً أو حركة إسلامية أو حزب أمة لا تعنيني كثيراً.

Exit mobile version