Site icon صحيفة الصيحة

  الغالي شقيفات  يكتب : حتى متى؟

الغالي شقيفات

2فبراير2022م 

يعيش الشعب السوداني, مستقبلاً مجهولاً ولا يدري ما الذي يحدث له ولبلده غداً, والسودان بلد عظيم حباه الله بموارد طبيعية وبشرية, إلا أن شعبه غير مستفيد, منها أراض شاسعة غير مستغلة, وهنالك نوع من الأنانية وحب الذات, وتطفو الى السطح الخلافات السياسية, وبعض القوى السياسية قياداتها وكوادرها أدمنت الفشل والتوظيف السياسي أي عطالة ليس لهم عمل ولا يجتهدون لبناء عمل خاص بهم, فهم فقط يكتبون ويتصيدون الفرص للتوظيف السياسي فهذا خطأ كبير يدفع ثمنه الشعب السوداني.

فيجب على الجهات الرسمية عدم تولي أي شخص ليس له تاريخ عمل أن يتولى وظيفة دستورية أو يقود شعباً, فهذا معمول به في العالم إلا في السودان, والشعب الآن وصل مرحلة متقدمة من اليأس والإحباط, وسياسة رزق اليوم باليوم التي كان يمارسها النظام البائد في أيامه الأخيرة ممارسة حتى اليوم, ولا جديد في الأفق السياسي, ولا تزال القوى السياسية المدنية كل طرف يتمسك بموقفه, والحياة تعطّلت والمواطن برمج نفسه “يوم عمل ويوم عطلة”, وبهذا النهج تفقد البلاد الإنتاج والتطوير, وليس هنالك من يجازف برأس ماله ليستثمر في بلد غير مستقر, حتى الكهرباء والمياه التي تعتبر من الأساسيات معدومة, فالوطن الآن يحتاج الى توافق وتضافر جهود وعمليات جادة لانتشاله من وضعه الحالي والمجهول, المواطن تضرر في صحته ومعاشه وتعليم أبنائه وأمنه واستقراره, حتى متى نعيش في هذه المعاناة والمصير المجهول؟.

والشعب السوداني الآن محتاج للتوافق الوطني السياسي أكثر من أي وقت مضى لإكمال هياكل السلطة الانتقالية بتراضٍ تام, وبالتوازي في المواقف الآن نحن بحاجة الى وسيط دولي, لأن نقاط الخلاف سياسية بالدرجة الأولى, وقضايا المواطن من الدرجة الثانية, والتجارب العالمية المُشابهة لنا كثيرة وماثلة, والتوافق الوطني مطلوب لأن هنالك قضايا عامة فيها اجماع من كل الأطراف كالتحول الديمقراطي والانتخابات الرئاسية ودمج الجيوش والكفاءات وتحسين الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

فإذن, فإن معظم الخلافات هي أطماع شخصية لبعض قادة القوى السياسية, ومعظم الثوابت المجتمعية ليس هنالك خلاف حولها من أغلب القوى السياسية اللهم إلا المتاجرة السياسية من جهات معلومة للجميع والمجتمع السوداني لديه قيم ومبادئ مجمع عليها, ونأمل أن تصل الأطراف إلى توافق يُخرج بلادنا من النفق الذي فيه الآن ويعيش المواطن حياة كريمة ومستقرة.

Exit mobile version