شخصية مُحِبة للحفلات وأجوائها .. “البعام” علوب: (لو وقع طشت غسيل أنا برقص عليه)

 

تحقيق: سراج الدين مصطفى     30يناير2022م 

مقدمة:

في الوسط الفني الغنائي، هناك بعض الخبايا والخفايا، قد تغيب تماماً ولا يعرفها المستمع العادي.. ولكن هذا الوسط يعج ويضج بالكثير من التفاصيل غير المرئية.. هناك بعض المصطلحات يتداولها الوسط الغنائي هي أشبه باللغة الخاصة ذات النطاق المحدود..  ومصطلح “البعام” هو واحدٌ من تلك المصطلحات التي راجت وانتشرت في هذا الوسط.. ومفردة “بعام” هي من الكلمات المنفرة سماعياً ولا تستسيغها الأُذن وتنفر منها بديهياً. “البعام” هو ذلك الشخص الذي “يُتابع” الفنانين والعازفين ويكون متواجداً معهم وهو أصلاً ليست لديه علاقة بالموسيقى والغناء غير السمع.

(1)

“البعام” شخصية محبة للحفلات وأجوائها ودائماً ما تجده يُشارك العازفين والفنانين في كل شئ، بداية من المقعد المخصص في الحافلة نهاية بـ”عشاء الفنانين”. الأستاذ الشاعر أبو عاقلة ادريس حينما سألته عن معنى كلمة “بعام” في اللغة العربية وعن أصلها قال: “كلمة بعام تعني الطائر الخرافي وهي من بلاغات السودانيين ومقدراتهم في الاستفادة من اللغة العربية وتنزيلها على واقعهم الحياتي”.

(2)

الأستاذ الموسيقار محمد جعفر “كوري” تحدث لي عن ظاهرة “البعام” قائلاً: “البعام” لفظٌ ظهر في بداية الثمانينيات أطلقه العازف محمد أحمد الدشوني، وأعضاء الخرطوم جنوب هم أول من تداولوا هذا اللفظ وكانوا سبباً في انتشاره.. و”البعام” هو الشخصية التي تتابع الفنانين والعازفين وتربطه بهم علاقة صداقة وهو أصلاً لا يمتلك علاقة بالموسيقى سوى حب الحفلات.

(3)

ومثلما لأي مجال نجومه ومشاهيره، كذلك لعالم البعامات شخوصه المعروفة على نطاق واسع وهم بدرجة نجوم في هذا المجال البعامي.. ومن تلك العينة ذات البريق والنجومية علوب وهو  من أشهر البعامات على الإطلاق ودائماً ما يتواجد في أي حفلة سواء كانت في المسارح أو بيوت الأعراس.. وعلوب هذا حلفاوي يسكن الصحافة .. ويقول عن نفسه «ناس العرس يجوا يطلِّعوا السكارى ويخلوني أنا وأنا بعبِّر عن شعوري ولا بسف صعوط ولا بسكر ولا بشرب سجاير.. برقص بس».

(4)

علوب له مبرراته ومنطقه الخاص الذي يدفعه” للرقيص”، وعن الأسباب التي تدفعه للرقيص قال علوب (لو وقع طشت غسيل أنا برقص عليه)، وعن أكثر الفنانين الذين يطرب لهم قال (أنا غايتو أي فنان برقص في حفلتو، ما عندي قشة مُرة)، وهذا يعني أنه لا يلقي بالاً كثيراً بالكلمات فكل ما يعنيه هو الإيقاع وكذلك لا ينظر للبنات.. «هِن البعاينن لي»!!

(5)

لعلوب حالة شم غير عادية، فهو يعرف مكان الحفلات بطريقته الخاصة فهو يقول “مرات كتيرة بتجيني الدعوات في البيت، وأثناء الحفلة يجيك زول يقول ليك الجمعة الجاية عندنا حفلة في البيت ولازم تجي، وأي مغترب بقول لأهلو لو علوب ما جاء العرس بتاعي ما بكون سمح”، عشان كده الناس بتحرص على وجودي قبل وجود الفنان. وعن أكثر الفنانين الذين يرتاح لأغانيهم، قال علوب (هناك العديد من المطربين استمتع بالرقيص في أغانيهم وأكتر فنان مريح بالنسبة لي في الغناء هو البعيو وحسين شندي وندى القلعة وحنان بلوبلو وذات مرة قالت لناس البوليس الذين حاولوا ان يخرجوني من الحفلة، لو علوب طلع أنا ما بغني).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى