شاكر رابح يكتب : عليو: المُصالحة خيار استراتيجي

 

29يناير2022م 

المبادئ العامة التي قدمها دكتور محمد عيسى عليو نائب حاكم إقليم دارفور السابق في مبادرته التي طرحها على الرأي العام السوداني المُتعلِّقة بالمصالحة الوطنية الشاملة والتي وجدت الترحيب والثناء، وقد شهدت الساحة السياسية في الفترة الأخيرة عدداً من المبادرات الرسمية والشعبية والحزبية المحلية والدولية وآخرها مبادرة المبعوث الأممي «فولكر»، إلا أن ما يميز مبادرة “عليو” انها ارتكزت على أسس وطنية بحته، واعتبر أن الحوار السوداني السوداني هو الحل، وان المصالحة هي الطريق لإعادة بناء الوطن، والتعايش السلمي بين القوى السياسية والمكونات الاجتماعية هي الغاية، وتستهدف المبادرة جُملة من الملفات، منها إعادة الثقة بين أطراف الثورة من العسكريين والمدنيين وإزالة الخلافات بين السودانيين، حيث ورد في مبادرته “الشخصية” التي طرحها عبر صحيفة “الصيحة” الغراء، جملة من الموجهات المهمة والمختارة بعناية، حيث أكد على (ضرورة الحوار، فإنّ الحوار هو المخرج الوحيد للوطن، وإلا سنفقد الوطن نهائياً ولن نجد الميدان الذي نمارس فيه هواياتنا السياسية، الحوار أس الحياة في التعامل مع الآخر سواء كان عدواً أو خصماً، بعدمه لا قبول للآخر وبالتالي لا تعايش معه ولا تجانس ولا مصالح مُشتركة ولا تبادل للمنافع ولا تعاون ولا تصاهر وسنكون بذلك في جزر معزولة مثل القبائل في بداية التكوين البشري، والحوار بدأه الله تعالي مع الملائكة ومع ابينا آدم ومع إبليس ومع كل النبيين والمرسلين وحتى مع الناس العاديين)، وأشار أيضاً في مبادرته حيث قسم الحوار الى قسمين، وقال إن (الحوار لا عزل فيه لأحد ما دامت هناك الشخصية السودانية، فالحوار الأول يتعلق بالقضايا السودانية الوطنية هذا لا عزل لأحد فيه، الحوار الآخر يتعلق بالقضايا السياسية وتمرير الفترة الانتقالية بسلام).

 

أعتقد أن المصالحة الوطنية ضرورة ملحة وذات أهمية وهي خيار استراتيجيٌّ ولا بديل عنها مطلقاً، فنجاح المصالحة يحتاج الى تدابير وترتيبات على الأرض وتهيئة للأجواء السياسية الداخلية لنجاح المبادرة ولإنجاحها أيضاً ينبغي أن تكون شاملة ولا تستثني احدا وتضمن الاعتذار للشعب السوداني لسبب ما لحقه من تأخر من ركب الأمم والشعوب وتشرد وظلم وفقر وفاقة نتيجة للأخطاء السياسية المتكررة منذ الاستقلال حتى يومنا هذا، ويقع العبء الأكبر لنزول هذه المبادرة على أرض الواقع لمؤسسات الحكومة الانتقالية، اضافةً للرضاء المجتمعي ووضع البلاد في مسار التحوُّل الديمقراطي، والنداء الذي أطلقه عليو والذي دعا فيها لجان المقاومة والتنسيقيات وشباب وشابات المقاومة رغم قوة حجّتهم، لكنه قال: (لم يسمع لحكيم صوت نصح تحت قعقعة السيوف ووقع سنابل الخيل، أعلنوها هدنة حتى يستطيع الفرد سماع صوت أخيه الآخر في المائدة المستديرة دون رئيس وهي الحل الوحيد المرتجى في تقديري، وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله).

 

في تقديري، إن المطلوبات الأساسية لنجاح هذه المبادرة الوطنية الجادة التي أتت في وقتها ضرورة إبداء القوى السياسية والمجتمعية والإدارات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني وحركات الكفاح المُسلّح والقوات النظامية إبداء “حُسن النوايا” وتأكيد استعدادهم لخلق واقع سياسي جديد يحقق الحرية والعدالة والمساواة والسلام والتعايش بعيداً عن الأجندات الحزبية الضيِّقة.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى