رحل إلى البعيد.. وهو القريب للقلب زيدان إبراهيم .. أسير حسنك يا غالي!!

 

كتب: سراج الدين مصطفى       29يناير2022م 

دونما استئذان غادر زيدان ابراهيم .. رحل الى البعيد .. وهو القريب للقلب .. فنان من طينة خاصة .. وإنسان من أكثر خصوصية .. كان زيدان يمثل حالة وجدانية وشعورية خاصة جداً .. ليس لأنه فنان ولكن لأنه عرف كيف يدخل للوجدان السوداني .. لذلك هو واحدٌ من قلائل كان الإجماع عليهم كبيراً ويكاد يصل حد المطلق .. فتح زيدان كل القلوب والدواخل وسكن فيها حبيباً أنيقاً وضيفاً عزيزاً لا يمكن أن تستثقله مطلقاً لأنه كان لطيف المعشر وصاخب وجه باسم وضاحك تخرج منه النكتة بعفوية بلا تكلف.. ذلك هو زيدان الذي لم يرحل والذي لن يرحل مطلقاً.

في حي العباسية:

لزيدان سيرة مضيئة تقول إنه “ولد الفنان زيدان ابراهيم بحي العباسية بأم درمان في منتصف الأربعينات, ومن الطريف نجد أن الفنان الراحل الكاشف هو الذي صمم له المشاية التي تساعد الأطفال على المشي سريعاً بحكم مهنته في ذلك الزمان كنجار, بدأ مراحله الدراسية الأولية بمدينة كادُقلي حيث كان يعمل بها والده, وعاد مرة اخرى لأم درمان ليواصل بمدرسة بيت الامانة والمرحلة الوسطى بمدرسة حي العرب والثانوي بالأهلية أم درمان”.

فرقة الموسيقى المدرسية:

في المرحلة الثانوية, انضم الى فرقة الموسيقى المدرسية تحت اشراف الاستاذ محمد احمد قاسم المسؤول عن النشاط الموسيقي بالمدرسة وبدأت موهبته تتفتح كعازف مزمار مؤد لاغاني الكاشف ووردي والكابلي, تعلم العود تحت اشراف الموسيقار صالح عركي عام 1960 واصبح يجيد اغاني وردي اجادة تامة, مما اطلق عليه لقب ورودي الصغير. ونجد رغم عدم اختياره في احتفالات بخت الرضا باعتباره أن صوته لا يصلح للغناء لم ييأس ولم يفقد الامل حتى اجيز صوته امام لجنة الاصوات بالإذاعة عام 1963.

ميكروفون الإذاعة:

أجيز بالإجماع بعد ان غنى لهم (بالي مشغول يا حبيبي – ما هو عارف -بيني وبينك والأيام) والفضل يرجع الى الشاعر عوض احمد خليفة الذي شجعه الى ان وصل الى ميكروفون الإذاعة, ومشوار زيدان يستحق التوقف لأنه مشوارٌ مر بعدة مراحل يمكن اعتبار المرحلة الأولى كانت ظهوره بفن جديد ورؤية فنية جديدة قدم فيها باقة من الأغاني (بالي مشغول يا حبيبي) ألحان عبد اللطيف خضر وكلمات عوض احمد خليفة, بجانب (ما سألت يوم عليك – لغيرك ما بقدر ألوم – من ألحان السني الضوي)- واغنية (ووداع), وخلال تلك المرحلة تأثر زيدان وتأثر به الموسيقار الراحل احمد زاهر الذي لعب دوراً بارزاً في بناء شهرته ودعم مكانته الفنية فقدم له من ألحانه (معذرة – أكون فرحان).

مع العمالقة:

استطاع من خلال ما قدم ان يضع قدميه ويتدرج في النجاح خاصة في تلك المرحلة التي كانت الساحة الفنية تعج بالعديد من عمالقة الفن. أما المرحلة الثانية, فمرحلة الانطلاق عام 1969 بدأ فيها منطلقاً بخطى سريعة, حيث قدم من ألحانه الخاصة (ما اصلو ريد – قصر الشوق – فراش القاش – في بعدك يا غالي – ليه كل العذاب) , وقد احدثت ضجة في دنيا الاغاني لأنها ابتكارات جديدة فنية. وتعد اغنية فراش القاش بلونيتها الجديدة ومقدمته الموسيقية القصيرة التي كتب كلماتها الشاعر التجاني حاج موسى ولحنها الفنان عمر الشاعر وكانت بداية انطلاق الثنائي زيدان وعمر الشاعر ليملأ الساحة الفنية شجناً وطربا.

أسلوب شيق في الحفلات:

المرحلة الثالثة مرحلة “أخونك – نبع الحنان – غرام الروح” كذلك لحن فيها اغنية كلمة عتاب لمين ونشيد ابريل, الحديث كان للدكتور الفاتح الطاهر في جريدة الصحافة بتاريخ 27 رمضان 1406 الموافق 4/6/1986 ومنذ تلك الفترة واصل وما زال فناننا الكبير يقدم العديد من الروائع, واشتهر بأدائه الجميل لأغنية المرحوم الكاشف (الذكريات) , واذكر في اكثر من لقاء عبر الاذاعة وبحضور الفنان الراحل الشفيع وإعجابه يغنيها. وزيدان فنان مرهف اشتهر بالدعابة والنكتة حتى في الحفلات العامة وله اسلوب شيق في الحفلات العامة وعلى سبيل المثل فترة انتفاضة ابريل وشارك كثيراً في الحفلات ذي الطابع الاجتماعي التكافلي ونجده في المناسبات الخاصة مشاركا في كثير من الاحيان دون وضع للمسألة المالية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى