البحر الأحمر.. المعتمرون في سواكن أزمة تتجدد كل عام

تقرير: إيهاب محمد نصر

يحكى أن إعربية أرادت الحج فركبت ناقتها، وفي وسط الصحراء وقعت الناقة وانكسرت رجلها، فجلست تحت شجرة صغيرة، وقالت اللهم إني خرجت من بيتي إلى بيتك فلا بيتي ولا بيتك، هكذا لسان حال العالقين المعتمرين في سواكن.

 (الصيحة) وقفت على المشهد العام وحالة البؤس المخيمة على المعتمرين، فالحال أكبر مما سمعنا وأكبر مما ربما سنكتبه.

 فعند مدخل المدينة حشود كبيرة من المعتمرين يفترشون الأرض وبعضهم نصبت لهم خيام حالتهم مؤسفة جداً، واضح أن عددهم أكبر من سعة الفنادق الموجودة بكثير بالإضافة إلى ذلك سخونة الجو نهاراً، فبعض نزلاء الفنادق يفترشون الطريق إما بسبب انقطاع الكهرباء أو من شدة ازدحام الفنادق، أو يتركون الأولوية للنساء،

الشيء المؤلم جداً هو ساعة الإفطار حيث يعاني المعتمرون من عدم توفر الوجبات مع ارتفاع أسعارها الجنوني،  والظاهر أن هناك استغلالية لهذه الأوضاع لحظة الإفطار، والمشهد في ذاك الوقت كأنما هنالك (فجوة غذائية) أو هو كذلك! ازدحام وضجيج وصراخ وعويل وشد وجذب كل ذلك أمام المطاعم والكافتريات يصارعون للحصول على لقمة تسد رمقهم أو جرعة ماء تروي ظمأهم بعد صيام يوم طويل بالانتظار على المجهول،

المشهد مأساوي بمعنى الكلمة، يحتاج إلى وقفات  لاسيما كبار السن قليلي الحركة، آثار التعب والإنهاك بائنة عليهم ولكن أمل الوصول إلى بيت الله وزيارة قبر رسولة (ص) تصارع خيبات الوكالات وفشل الجهات المسئولة في معالجة الأزمة.

واتفق عدد من المعتمرين العالقين في سواكن خلال حديثهم للصيحة على قول (حسبنا الله ونعم الوكيل)، وبعضهم خرج عن وقاره، وقال (ربنا ينتقم منكم ويعذبكم في الدنيا والآخرة)، أي من تسبب في معاناتهم.

وأوضح صاحب وكالة أبو ريان للسفر والسياحة جمعة محمد إدريس، أن أزمة المعتمرين  بسواكن متكررة  ومعاناة حقيقية للمعتمر، وتتلخص أسبابها في أن شركات الملاحه يتم التصديق لها بعدد من البواخر وتدخل الخدمة بواحدة أو اثنين، وكذلك ضخ كميات كبيرة من التذاكر في السوق من غير تخطيط مما ساعد في الأزمة، وإصدار تأشيرات من الوكالات بطريقة  غير منتظمة . وتابع: كل الأسباب أعلاه سببت الأزمة، وعن المعالجات قال: تتمثل في  وقف إصدار التذاكر وإجبار الشركات الملاحيه بإضافة بواخر أو تكثيف العمل، ومن الموسم القادم ربط التأشيرة بالحجز بجانب اعتمادها  إلكترونياً مثلها مثل الطيران وإلزام الوكالات بعدم إصدار تأشيرة إلا بوجود حجز.

 بينما قال الناشط المجتمعي أمجد صالح أحد الذين يقومون بتقديم الوجبات والمياه للمعتمرين ومساعدة كبار السن عن ما راو وتلمسوا في سواكن للصيحة، أن عدد المعتمرين أكبر من سعة الفنادق الإيوائية، والوجبات والمياه الغازية غالية، ومشاكل الكهرباء والصحة ما تزال ماثلة بسواكن ، وأضاف قبل ثلاثة أيام تعبت معتمرة وتم نقلها لمستشفى. بورتسودان، وقال ما يزال السماسره يواصلون نصبهم بحجج مختلفة (نسهل ليك ونركبك ونعالج ليك) استغلالاً لضعف إدراك البسطاء.

وأشار صالح إلى أن إلغاء كرت الصعود كان له أثر إيجابي وسط المعتمرين وأثر سلبي على السماسرة، فسعوا جاهدين لإبراز القرار بصوره فاشلة، واتصلوا بعدد كبير من المعتمرين وقالوا لهم تعالوا سواكن،  وعزا زيادة حالات التكدس الى التحرك المتأخر للجنة التي كونها الوالي المكلف.

بدوره قال الأمين العام لشعبة وكالات السفر والسياحة ببورتسودان المهندس نزار الفاضل حسين للصيحة: العام الماضي حدث تكدس كبير في العمرة نسبة لعدم توافق حجم التأشيرات والمعتمرين مع المواعين الناقلة، وعدم ترتيب الحجوزات، مما شكل توافد أعداد كبيرة من المعتمرين إلى سواكن،  ما حدا بإدارة الحج والعمرة المركزية لإقامة ورشة لتقييم أعمال الحج والعمرة، وأوضح أن هذه الورشة خرجت بعدة توصيات أهمها الحجز الإلكتروني، ولم يُفعّل.

 وبرأ حسين وكالات البحر الأحمر، وقال إنها ليست لها علاقة مباشرة، نسبة لأن كل الحجوزات تتم من شركات في الخرطوم، ودعا  الجهات المسئولة إلى ضرورة ضبط وربط الحجوزات الإلكترونية لتكون مناسبة مع مواعين النقل، ولابد من وجود ناقل وطني فاعل، والتنسيق مع السفارة السعودية ووزارة الداخلية لتكون تأشيرات الدخول والخروج متناسقة مع الحجوزات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى