عبد الله مسار يكتب : العُنف الأوروبي وحقوق الإنسان (٣)

27يناير2022م 

قلنا في مقالينا العنف الأوروبي وحقوق الإنسان (١) و(٢)، إن الأوروبيين، امتازت كل علاقاتهم مع بعضهم بعنف كبير، بل كل حروبهم كانت دموية، وكل تاريخهم القديم والحديث قام على الدماء.

ملايين منهم ضحايا الحروب، وفي العصر الحديث نقلوا ذلك إلى أفريقيا وآسيا وارتكبوا الفظائع، في عام ١٩١٧م احتلت فرنسا تشاد وقطعت رؤوس ٤٠٠ عالم مسلم في ليلة واحدة.

وفي عام ١٨٥٢م، دخلت فرنسا مدينة الأغواء الجزائرية وأبادت ثلثي سكانها حرقاً بالنار في ليلة واحدة.

وفي الفترة من ١٩٥٦ وحتى ١٩٦٢م، أجرت فرنسا ١٧ تجربة نووية، أسفرت عن  قتل ما بين ٢٧ ألفاً الى مائة الف نسمة وما زالت آثارها مُستمرة حتى الآن.

لما خرجت فرنسا من الجزائر تركت وراءها ١١ مليون لغم أكثر من سكان الجزائر آنذاك!

أبادت فرنسا في احتلالها للجزائر الذي استمر حوالي ١٣٢ سنة من عام ١٨٣٠ حتى ١٩٦٢م في السنوات السبع الاولى من الاحتلال مليون جزائري وفي السنوات السبع الأخيرة من احتلالهم، أبادوا مليون ونصف المليون جزائري.

وقدّر المؤرخ جاك جروكي، الذين أبادتهم فرنسا من الجزائريين في الفترة من عام ١٨٣٠م وحتى ١٩٦٢م  بحوالي عشرة ملايين جزائري.

فرنسا احتلت موريتانيا ستين عاماً، والمغرب أربعة وأربعين عاماً، وتونس خمسة وسبعين عاماً، والجزائر مائة واثنين وثلاثين عاماً، ارتكبت الفظائع من قتل وتدمير وخراب واستعملت كافة أساليب القتل!

وعندما دخلت فرنسا، مصر في حملتها الشهيرة، دخل الجنود الفرنسيون المساجد بخيولهم واغتصبوا النساء الحرائر أمام ذويهم، وشربوا الخمور في المساجد واستباحوا المدن!

ولما احتل الأمريكان، العراق فعلوا الأفاعيل من القتل والتعذيب، وسجن أبو غريب خير دليل، وفرّقوا الشعب العراقي شِيعاً وطوائف، ودمّروا أرض دجلة والفرات، وسرقوا خيراتها!

لما احتل الطليان، ليبيا، أبادوا الشعب الليبي ولم يخرجوا إلا بعد ثورة عارمة قادها ثوار ليبيا العظام، على رأسهم البطل عمر المختار الشيخ الثمانيني!

ارتكبت أوروبا الإرهاب في كل العالم جزءا باسم الكنسية، وجزءا بالتليمود، وآخر باسم التوراة.

واخيراً باسم الديمقراطية والعلمانية والليبرالية هو حديثٌ لذر الرماد في العيون، لقد أهلكوا الحرث والنسل!

ولذلك الحديث عن حقوق الإنسان حديثٌ للاستهلاك، فشعوب أفريقيا وآسيا لها تاريخ وحضارات قامت على الحب والتسامُح والتعاطُف والتكافُل والكرم ونجدة الملهوف وعون الضيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى