الغالي شقيفات يكتب : أمريكا العظمى

27يناير2022م 

المواطن هو رأس مال الدولة واهم عنصر لتكوينها وتحريكها، والولايات المتحدة الأمريكية أصبحت دولة عظمى وذات مقدرة اقتصادية وعسكرية وعلمية ومعلوماتية بالتنوع وقبول الآخر، وجلب المهاجرين، والاهتمام بالإنسان وبالكثافة السكانية، أصبحت سوقاً عالمياً وهي دولة حباها الله بالموارد الاقتصادية والبشرية والطبيعية من بحار ومحيطات وأراض زراعية واسعة، والسكان هنا عشرة أضعاف سكان السودان، لكن يعيشون بارتياح وبدون حروب أو اقتتال، وهذا كله باحترام القانون والدستور وقبول الآخر، في حين أن في السودان اراض واسعة وليس هنالك من يفلحها، وهنالك من يقول لك هذه الأرض لنا ويمنع المواطن السوداني الذي يتمتّع بنفس الحقوق، وعليه نفس الواجبات، يمنعه من استغلالها، وهو لا يعلم كيف يسير العالم وما هي الدولة!

يا سادة، السودان اليوم وطنٌ يحتاج لمهاجرين أضعاف عدد سكانه حتى ينصلح وتتجدّد فيه الأفكار ويُغيِّر الإنسان من سلوكه التخريبي والإقصائي، والكثافة السكانية في السودان سوف تحرِّك السوق والاستثمارات، والمواطن البسيط يفكر تفكيراً اقتصادياً ويجتهد أكثر. وقلنا إن اقتصاد أمريكا كبير ومتقدم، وبرأيي، الكثافة هي أهم عنصر في التطور الاقتصادي والسوق الحر.

مطلوبٌ فتح البلاد للمستثمرين والخبرات الأجنبية لتحسين الوضع الاقتصادي، وترميم البنية التحتية، والانفتاح نحو السوق الحُر، والاستفادة القصوى من الموارد، وتفعيل الفوانيس المشجعة لذلك، وهزيمة الإقصائيين وهزيمة الخطابات العُنصرية المُحرِّضة ضد المواطنين، وباجتهاد بسيط سوف نرفع الناتج المحلي ونتفوّق على جيراننا من الدول الأفريقية والعربية، ونصبح قبلةً للعالم، ونستفيد من موقعنا الجغرافي والاستراتيجي.

وحتماً بالموقع، السودان سوف يكون بديلاً لدبي، فهو الأقرب للغرب من حيث المسافة وكذلك لإسرائيل وشرق اوروبا، فبلادنا بعد تجاوز أزمتها الماثلة الآن سوف تتجه الى السوق الحر والانفتاح، وسوف يُهزم دعاة الحواكير والغوغائية، ونشاهد في شوارعنا شعوب العالم من كل جنس ونوع في سودان جديد يسعنا جميعاً ودولة ديمقراطية تحترم مواطنيها وتصون شعبها، وقد يتساءل أحدكم “هو الناس الفيهو مارقين منو؟”، نعم صحيحٌ الآن هنالك هجرة كثيفة وملفتة للنظر خاصةً في مطار الخرطوم الدولي، وقد شهدت ذلك بنفسي، ولكن عندما تنصلح البلد ويكون الاستثمار فيها مشجعاً سوف يعود المواطن السوداني ويستثمر ما ادّخره في سنوات عُمره، ويُغيِّر رأيه من الاستقرار في المَهَاجِر والعودة إلى أرض الوطن، والمقصود ليس الجيل الحالي، بل من هم في رحم الغيب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى