محمد أبو عنيبة يكتب : طه الحسين في المشهد !

 

27يناير2022م 

لا أدري من ظهور طه الحسين عثمان، على المسرح السياسي ما المغزى، ومن تلميعه البشير ما المرمى… طه الحسين الذي قد طرده البشير بسبب اتهامه باللعب في أمور البلد على حبال ما عُدَّ عمالة منه للعرب وبأنه آثرهم على بلده باطلاعهم على بعض الملفات الحسّاسة عنه، واليوم يطل من صحيفة (اليوم التالي)، مشيداً بدور بعض الدول العربية في تحسين العلاقات السودانية الأمريكية.

ومن خلال سرد طه لأيامه في بلاط البشير، في لقائه الأول على (اليوم التالي)، فقد ظهر ككثير من الساسة أو المُتنفِّذين السُّودانيين الذين ليس لهم ثقة في أنفسهم لتدبير شأن بلدهم، و(يؤمنون إيمان العجايز) بنجاعة تدخل الأجنبي فيها، وأنهم لا يبرمون لوطنهم أمراً إلا بوسيط خارجي نظير دفع أجر مطامعه في النيل من خيراته، تلك المطامع التي تغلف في ثنايا إبداء الحرص على الإخاء وتمتين أواصره الأزلية، بناءً على مراعاة المصير الأبدي المشترك، ويلف الوسيط في هذا الغلاف الإنشائي الناعم مصلحة بلاده التي يضعها فوق مصلحة المتوسط له، بل على حسابها والإضرار بها، وربما أن الوسيط محقٌ، فهمه وهمّته هي السعي لنفع بلده، ولا تثريب عليه، وإنما العتب كله على السودانيين الذين يفرطون في مصالحهم الوطنية، وحقوقهم السيادية، وينخدعون بتلك المزاعم المُخاتلة، وإن لدغوا من جحرها ألف مرة ومرة.

وقد درج ساسة السودان على إطلاق العنان لألسنتهم لتلغو “ببراعتهم الدبلوماسية”، و”حنكتهم السياسية” في تضميد الجراحات بين العرب والعرب، وفض النازعات بين الأفارقة والأفارقة، بل وتمتين العلاقات بين العرب والأفارقة؛ تلك الدبلوماسية التي جعلها الحسين لحمة وسدى حديثه، وأضفى عليه من المشوقات السردية ما يبرز دوره البطولي فيها.

أقول، وما جدوى دبلوماسية لم تسعف أصحابها في تحسين علاقاتهم مع الخارج بلا تنازلات مهينة، أو تكلفة وساطات هي بيد من تتوسّط عندهم رهينة، مما أوصل السودان إلى أوضاع مُشينة، فيا حسرة على زعمائنا متى يكفون عن العزف على تلك المواويل الحزينة.

محمد أبو عنيبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى