جولة سيادية بأطراف العاصمة ووعود بتوفير الخدمات

الخرطوم- الصيحة

تعاني عدد من المناطق والقرى المحيطة بولاية الخرطوم وفي أطرافها القريبة، من مشكلات بنيوية واضحة، وضعف في الخدمات الأساسية، رغم قربها من مركز السلطات واتخاذ القرار.. معاناة لا يتصورها ولا يصدقها إلا من رأى بأم عينيه.

يوم الجمعة، اختار عضو المجلس السيادي الانتقالي د. عبد الباقي عبد القادر الزبير،  أن يتلمس حقيقة أوضاع تلك المناطق القريبة من وسط العاصمة، فتوجه صوب محلية شرق النيل، يرافقه والي الخرطوم المكلف الطيب الشيخ ووزير الصحة المكلف د. هيثم محمد ابراهيم وممثل مدير شرطة الخرطوم اللواء صديق العبيد ووفد كبير من التنفيذيين، وزاروا حاضرة البطاحين منطقة أبو دليق وبعض قراها التي تتبع للمحلية.

وتعتبر أبو دليق من المناطق التاريخية الضاربة في القدم، وعلى الرغم من ذلك تواجه العديد من النواقص في الخدمات الأساسية، واستمع الوفد للمشاكل التي تواجه الخدمات في عدد من مرافق المنطقة بدءاً من برنامج الموارد الطبيعية وسبل كسب العيش والمستشفى البيطري والوحدة الإدارية بأبو دليق والمستشفى القديم الذي يحتاج لإكمال العديد من النواقص في مقدمتها وسائل الحركة من عربة اسعاف وعربة إدارية إلى المعدات الطبية والكادر الطبي، بجانب ضرورة وجود اخصائي للجراحة العامة.

وتفقد عضو السيادي ووفده، مدرسة الشيخ طلحة للاساس التي تعتبر من المدارس القديمة جداً في المنطقة، وذكر المتحدث باسم المدرسة انها تأسست في العام 1947م ولكنها لم تحظ بالصيانة منذ ذلك التاريخ مما جعل أبناءهم يدرسون تحت ظل الأشجار مع سوء الطقس، بجانب مشاكل الكادر العامل وعدم وجود خفير للمدرسة.

وأشار إلى أن المدرسة كان قد صدر قرار بإزالتها وإنشاء أخرى جديدة وبدأ العمل مع بداية العام 2020م، لكنه توقف في فترة الحظر الصحي لجائحة (كورونا) مما جعل هناك فارقاً كبيراً في أسعار مواد البناء بين تلك الفترة والآن وتوقف العمل، وطالب بجبر ضرر الشركات التي بدأت العمل حتى يتم تشييد المدرسة.

وشملت الزيارة أيضاً قسم شرطة أبو دليق والمستشفى الجديد الذي يبعد قليلاً عن المنطقة، لكنه يفتقر للكادر الطبي حتى يعمل بصورة جيدة.

ووجدت زيارة عضو المجلس السيادي، صدى كبيراً وسط مواطني ابو دليق وود حسونة التي زار الوفد فيها قسم الشرطة وقرية الوشام وسلمة ود نايل وفي القريتين لم تختلف مشاكل المواطنين عن أبو دليق، حيث المدارس التي تحتاج للكادر والمراكز الصحية التي تحتاج للخدمة.

وقال مواطنو تلك المناطق، إن خدمات التعليم تكاد تكون غير موجودة والموجود منها بالجهد الذاتي، وأضافوا في قرية الوشام أن أقرب مرفق صحي يبعد عنهم عشرة  كيلومترات مع انعدام الصحة الأولية وصحة الاسرة، أما مياه الشرب في هذه القرية فإن مصدرها هو الحفائر حيث يشرب الانسان والدواب من مصدر واحد.

وفي قرية سلمة ود نايل فهي تعاني أيضاً من عدم إكمال المركز الصحي الذي شيد بالجهد الشعبي ويحتاج لإكمال النواقص، مع توفير الكادر الطبي، بجانب معالجة مشاكل الطريق.

فيما اتفقت كل القرى وأبو دليق حول المهددات الأمنية من سرقات وتهريب في سهل البطانة.

وأكد د. عضو المجلس السيادي د. عبد الباقي، سعيهم الحثيث من اجل تحقيق التنمية وتوفير الخدمات لكل مواطني الريف في الخرطوم، وقال إن هذه هي الزيارة الأولى له منذ تكليفه بالمنصب وستستمر الزيارات للوصول لكل مواطني أطراف وأرياف الخرطوم لتلمس مشاكلهم والعمل على حلها، وأكد أن همهم في الفترة الانتقالية هو توفير معاش المواطن وأمنه حتى الوصول لمرحلة الانتخابات التي يختار فيها الشعب من يحكمه من المدنيين.

وقال الزبير “إن مثل هذه الزيارات هي من واجبنا تجاهكم ولا خير فينا إن نتملس من خلالها مشاكلكم ولا خير فيكم إن لم تقومونا إن أخطأنا”، وأضاف “إن هذه الزيارة كشفت لنا مشاكل المنطقة والقرى التي حولها وسنعمل جميعاً لإيجاد حلول لها بالتنسيق مع الجهات المختصة لنأتي في زيارة مقبلة وكل هذ المشاكل وجدت طريقها للحل”.

من جهته، أقر والي الخرطوم المكلف الطيب الشيخ، بوجود مهدد أمني في سهل البطانة، وقال إن هذا المهدد لا يتم القضاء عليه من جهة واحدة ولكن يجب أن تتضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية والإدارة الأهلية وبالتنسيق مع الولايات الأخرى مثل كسلا والقضارف لمحاربة ظاهرة تهريب البشر والسلاح والمخدرات.

والتزم الطيب بتقديم معينات لقسم الشرطة مع إيجاد حلول ناجعة لمشكلة الشيخ طلحة الجديدة والسعي لتوفير كادر تعليمي وعمال للمدرسة، وقال إنهم كذلك سيجتهدون لحل مشكلة المستشفى البيطري خاصة وأن ولاية الخرطوم حسب التقرير الوبائي خالية من الأوبئة.

وقال إن الكثيرين يعرفون الخرطوم بمدنها الكبرى ولا يعلمون أن هناك ريفاً مهمشاً يحتاج للخدمات، ووعد بتوفير كل ما يحتاجه مركز الشباب، بجانب منح شباب قرى المنطقة حصة من مشروعات تشغيل الشباب، وأضاف “إن الوضع الذي شهدناه لا يليق بمكانة الخرطوم وسمعتها”، وتعهّد بإيجاد حلول لكافة المشاكل التي عرضت في أبو دليق والقرى التي زارها الوفد.

بدوره، أعلن وزير الصحة المكلف د. هيثم محمد إبراهيم، وضع محفزات  للكادر العامل في المناطق الطرفية، ووعد بتوفير النواقص في المستشفى من إسعاف وعربة إدارية، إلى جانب توفير كل الأجهزة الطبية التي تحتاجها المستشفى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى