Site icon صحيفة الصيحة

محمد البحاري يكتب : عفواً لا تقرأ هذا المقال!!

 

22يناير2022م 

الإبداع هو النظر للمألوف بطريقة أو من زاوية غير مألوفة. ثم تطوير هذا النظر ليتحول إلى فكرة.. ثم إلى تصميم ثم إلى إبداع قابل للتطبيق والاستعمال.

ويُعد التفكير من الظواهر النمائية التي تتطوّر عبر مراحل العمر المختلفة كما يعد التفكير من أكثر الموضوعات التي تختلف الرؤى وتعدد أبعادها وتشابكها والتي تعكس تعقُّد العقل البشري وتعقد عملياته، إن ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات  قدرته على التفكير، فمن خلال رحلته الطويلة الشّاقة من العصور البدائية إلى عصور الحضارة قد استطاع أن يواجه مشكلات لا حدود لها. هذه المشكلات تزداد صعوبة وتعقيداً بتطور المجتمع وتغييراته السريعة.

لكل شخص مبدع أساسيات تمثل أرضية للإبداع الذي يمتلكه في كل مجالات الإبداع وتأتي من بعد ذلك ملكات تطوير الإبداع والموهبة والرغبة في التطوير من الشخص المبدع.

إذا أخذنا الفنان بصفة عامة كنموذج للإبداع يعتبر أساسه الأول الصوت الذي تقوم عليه الموهبة والإبداع من بعد ذلك، وصفاته الشخصية التي تعتبر داعما لملكاته الإبداعية أو خصما من تلك الموهبة في حالة السلوك السالب أو ضعفه في التفكير في كيفية وضع خطة للتطور والتقدم على أساس ما يملك من أرضية للإبداع.

يمتلك الكثير من الفنانين خامات صوتية مميزة جدا وملكات أدائية كبيرة جدا، لكنهم فشلوا فى عرض أنفسهم للمتلقي بالصورة التي تؤهلهم لوضعهم في المكانة المناسبة مع ما يملكون من مقدرات كبيرة جداً.

الفنان الدكتور المرحوم (عثمان مصطفى) ترك إرثا كبيرا جدا من الأعمال الفنية الجميلة والراقية وهو يمتلك خامة صوتية مميزة جدا ونبرة أدائية ساحرة للمتلقي، ورغم تلك الإمكانيات المهولة لم يأخذ وضعه الطبيعي مقارنة مع ما يملك من إمكانيات.

ولن يفوت على ذاكرتنا الجمعية أغنية (مشتاقين) التي صاغها شعراً الشاعر الراحل اسماعيل حسن وقام بتلحينها الموسيقار محمد وردي الذي قال ان الأغنية تشبه الفنان الواعد حينها (عثمان مصطفى) فلم يتوان في أن يقدمها له كهدية حتى تكون دافعاً ليصبح رقماً صحيحاً في الغناء السوداني .. فكانت أغنية مشتاقين بكل جمالها من حيث المفردة واللحن دافعاً لعثمان مصطفى الذي أصبح فيما بعد فناناً كبيراً حتى أن الموسيقار المصري العظيم وصف صوته بأنه صوت شاسع كالصحراء وعميق في البحر.

هنالك الكثير من الفنانين الشباب في الساحة الفنية وجدوا حظهم الكبير من الظهور والنجومية مع ضعف إمكانياتهم الصوتية والأدائية وفي المقابل نجد كثيراً من الفنانين الشباب يملكون خامات صوتية كبيرة ومميزة لكنهم بعيدون عن النجومية.

ليس هناك قانوناً ثابتاً للنجومية، البعض من الفنانين يملكون خامات صوتية ولم يجدوا حظهم من الظهور والنجومية إذن أين يكمن الخلل؟ في المتلقي أم الفنان.؟

هذا سؤال الإجابة عليه تحتاج كثيرا من البحث والتقصي حتى يكون الرد علمياً وموضوعياً.. كثير من الفنانين لهم أعمالهم الخاصة لكنهم لا يملكون الجرأة لتقديمها ويكتفون بترديد المسموع من الأغنيات والبعض منهم يخشى النقد، لذلك تجده يقف في المحطة الأولى.

كل شخص يريد أن يقدم للمجتمع شكلاً من أشكال الإبداع لا بد له أن يصبر على الذم كاحتفائه بالمدح لأنه لن يسلم من سياط الجلادين مهما اجتهد، بالذات على مواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادها كل الناس بكل صفاتهم، وأن يأخذ في الاعتبار أن كبار الفنانين لم يسلموا من النقد نسبة لاختلاف الأذواق.

 

Exit mobile version