Site icon صحيفة الصيحة

عبد الله مسار يكتب : مُبادرة فولكر للحوار!

عبد الله مسار

19يناير2022م 

بعثة الأمم المتحدة التي جاء على رأسها الألماني فولكر، هي بعثة أممية جاءت محمولة على خطاب الدكتور حمدوك رئيس وزراء السودان الانتقالي، والذي بعث به خِلسةً دون علم مجلس السيادة وعلم القوى السياسية وعموم أهل السودان، إلى مجلس الأمن، يطلب بعثة اممية على البند السادس للمساعدة للانتقال في السودان، وهي بعثةٌ مُفخّخةٌ معنيٌّ بها تثبيت حكم اليسار في السودان، وتفكيك المؤسسة العسكرية، وهي يمكن أن تُحوّل الى البند السابع حال حصل اضطراب امني في السودان، أو في الحكم، وهي بعثة تقوم بمهام تُخالف رغبة أغلب أهل السودان وهي استعمار أمميٌّ خجولٌ!!!

فولكر نفسه ليس مُحايداً، حيث إنه في لقاء مع المؤتمر الشعبي، قال إنه ليس مُحايداً، وهو صاحب مشروع أيديولوجي جاء ليُنفِّذه في السودان، أيضاً فولكر جاء نصيراً لعلمانيي اليسار ليُطبِّق مشروع علمانية وليبرالية دولة السودان وأن يختفي الدين وخَاصّةً الإسلام في السودان!!!

فولكر كان في سوريا، حيث فشل في سوريا، بل جعلها شراذم وشيعاً، وثلثا أهلها أصبحوا لاجئين في المُعسكرات!!

وجاء إلى السودان وهو يحلم أن يُوطّد للعلمانية للمفهوم الجديد الليبرالية وأحزاب اليسار أركان دولة وحكم، ولكن السودان دولة مُختلفة مِمّا يظن ولَم تستطع الأنظمة العميلة أو الاستعمارية أن تعيش في أرضها، حتى الاستعمار القديم خرج منها مهزوماً.

الآن فولكر تقدّم بمبادرة حوار باسم الأمم المتحدة لأطراف المصلحة في السودان، وهو عرفهم في مقابلة معه كما يُريد، وهم قِوى اليسار – الحرية والتغيير المركزي ولجان المقاومة والمرأة والشباب وتجمُّع المهنيين، وأهمل كل أحزاب اليمين والقوى الأهلية والمجتمعية والطرق الصوفية ومنظمات المجتمع المدني غير “اربعة طويلة” وتوابعها بما في ذلك تجمُّع المهنيين، وقد بدأ هذا الخواجة بداية غلط بتحديد مطلوبي الحوار!!

ثانياً، استشار العسكر ولكن على حَيَاءٍ، لأنّ حصيلة المبادرة إبعاد العسكر من الحكم فيما تبقى من الفترة الانتقالية بتمكين حكم أحزاب “ثلاثة طويلة” وهي المؤتمر السوداني والبعث والتجمُّع الاتحادي ومعها الحزب الشيوعي في حكم مدني، يحرسه “البرهان وحميدتي” دون ان يشاركوا فيه ليكونوا كلاب الصيد، يمسكوا الصيدة ويستفيد منها الصياد!!!

مبادرة فولكر هي خُطة لإرجاع “أربعة طويلة” التي خرجت بالباب لتعود الى الحكم بالشباك، وهي ضد المكون العسكري مائة بالمائة!! بل هي مبادرة ضد أكثر من تسعين في المائة من الشعب السوداني، وهي مبادرة أُريد بها تمكين اليسار في الفترة الانتقالية وفِي الانتخابات، وهي تبعد كل الِقوى السودانية التقليدية والمُحَافِظة من الحكم في الانتقال وبعده، بل هي تصمم حتى الانتخابات على هوى اليسار ودول الاستكبار العالمي والاستعمار حال وجدت دولة السودان مُوحدة، وإن تفتتت فهذا هو المطلوب!!

إنّ مُبادرة الأمم المتحدة للحوار في السودان، هي مُبادرة مفخّخة وعاقبتها وخيمة على أغلب أهل السودان وعلى المؤسسة العسكرية، وعلى المكون العسكري الحاكم الآن وشبيهة لها في العراق وليبيا واليمن، ولَم تنتج دولة ولا نظام حكم.

لذلك، أعتقد أن فولكر لم يفصح عن حقيقة المبادرة، وزعم أنه على اتفاق مع أحزاب اليسار عليها، فهم الراغبون وإن تمنعوا وهو تكتيكٌ فقط، ولأنهم يعلمون أن حصيلة نتائج المبادرة في صالحهم، وأكثر ما يرمون إليه هو إبعاد العساكر من الحكم عبر وسيلة المُبادرة الناعم وتوكير العساكر بالقبول الأول ثم فرض النتائج.

عليه، يجب على الشعب السوداني والقوى السياسية في اليمين والقوى المجتمعية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة (خارج اليسار) والمكون العسكري وكل المؤسسة العسكرية، رفض هذه المبادرة، لأنّها ورطة جديدة كورطة الوثيقة الدستورية التي كانت تشبه عقد إيجار وليس دستوراً يحكم بلداً!!

الأخ البرهان والأخ حميدتي وكل المكون العسكري، بل مجلس السيادة وأهل السودان، يجب رفض هذه المُبادرة المُفخّخة والملغومة، وعمل مبادرة وفاق وطنية أو جمع المبادرات الوطنية المطروحة، والتراضي على كيفية إدارة ما تبقى من فترة انتقالية، خاصةً وان الفترة تديرها حكومة تكنوقراط.

إن هذه المبادرة مطلوبٌ منها الإتيان بحمدوك لرئاسة مجلس السيادة، وإقامة حكومة حزبية يسارية لتكون الدولة في الفترة الانتقالية “مدنية – حزبية – يسارية” تطبق البرنامج الذي تطلبه وخطّطته دول الاستعباد الكُبرى، ويكون بعيداً عن الدين والقيم ومُثل وأخلاق الشعب السُّوداني!!!

أيُّها الشعب السوداني الوطني، وأيتها المؤسسة العسكرية الشريفة، انتبهوا بأن هنالك مُؤامرة ناعمة لنبلع الطعم، وهي أُس التدخُّل الأجنبي والوصاية الدولية في بلادنا!!!

عليه، مطلوبٌ منا جميعاً مقاومة الاستعمار الجديد والتدخُّل الأجنبي في بلادنا، وتحرير القرار الوطني والسيادة الوطنية الذي أمسك بتلابيب دولتنا عبر حمدوك ومن لفّ لفّه.. ذهب حمدوك ولكن المشروع قائمٌ ومُستمرٌ.

المُقاومة الوطنية والرفض هو الواجب في هذه المرحلة.

ألا هل بلغت اللهم فاشهد

Exit mobile version