محمد البحاري يكتب : الذكاء الاجتماعي للفنان!!

15 يناير 2022م
كنت لا أود الكتابة مرة أخرى في موضوع النجومية، لكن وجدت نفسي أمام مجموعة من الخواطر مرت على تفكيري بخصوص هذا الموضوع.
إذا أخذنا تجربة فنانين كثيرين مازالت أغانيهم تشكل وجدان الشعب السوداني كتجربة الأستاذ الراحل (عثمان حسين) وغيره من رواد الغناء السوداني، نجدها تجربة متفردة ورصينة ومحفوفة بكثير من زخارف الجمال وكلمة ولحنا وأداءً لا يختلف على ذلك اثنان على الإطلاق وما زالت تجربته باقية رغم رحيله وما زال الناس يستمتعون بأغانيه وألحانه.
ما وددت أن أقوله من هذه المقدمة ان هنالك تجارب غنائية عريقة وعميقة لكن لم يصاحب ذلك أي نوع من الهرج والمرج من المعجبين وتكسير لاستادات ومسارح، واضعين في الحسبان احترامنا لكل التجارب الفنية، لكن هنالك تجارب صاحبها نوع من التهويل الكبير ومواقف مدفوعة الأجر، وقد تكون هناك خطط لصناعة النجومية في بعض الأحيان وهذا بكل تأكيد تقديرات شخصية ورأي شخصي قابل بكل حب للأخذ والرد.
أيضاً هنالك فنانون واجهوا ظلم كبيراً جدا وغير معروفين رغم موهبتهم الكبيرة وأدائهم المتميز، وهذا يحتاج منا لوقفات كثيرة ودراسة الأسباب بكل شفافية ووضوح لمعرفة أين تكمن المشكلة بالضبط، وبحكم وجودي في الوسط الفني استمعت لكثير من الفنانين غير المعروفين، ويمتلكون موهبة كبيرة في التطريب والأداء المتميز.
نجد كثيراً من الفنانين يسيطرون على بيوت الأفراح والمناسبات الاجتماعية بشكل كبير، واعتقد ذلك يرجع لذكاء الفنان واختياره للأغنيات لأن الحضور في الغالب يميلون للإيقاعات الخفيفة والراقصة ولا يميزون في الغالب الأعم بين السلالم الموسيقية، فالفنان الذكي هو الذي يعرف كيف يقرأ عقلية الحضور وكيفية التفاعل معهم، وفي المُقابل نجد فنانين ينقصهم هذا الذكاء في التعامُل مع بيوت الأفراح والمناسبات الاجتماعية حتى إن البعض يُصنّفهم بفناني استماع فقط.
خلاصة القول، إن الفنان محتاج بشكل كبير للذكاء الاجتماعي في طريقة اختياره وأدائه وتقديم نفسه والقراءة الذكية للمناسبات الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى