سراج الدين مصطفى يكتب : نقر الأصابع.. 

 6يناير2022م 

محمد طه القدال:

الشاعر الشعبي الكبير محمد طه القدال.. اسمٌ يحتشد بالمغايرة.. شاعر صاحب لون مختلف وغير معهود.. يكتب الشعر الذي باستطاعته أن ينقلك الى سهوب البوادي وتخوم الحضر.. مفردته رغم شعبيتها وسودانيتها المحضة ولكنها مُوغلة في الحداثة.. شاعر ريفي في منتهى الحضرية والمدنية.. نسج القدال شاعريته وفرضها على واقع الشعر في السودان.. وهو شاعر يُمكن أن نضعه في أُطر كثيرة.. ومن بين تلك الأُطر هو الدوبيت.. فهو كتبه واستخدمه في الكثير من كتاباته مثل أغنية (مسدار أبو السرة) التي تغنيها فرقة عقد الجلاد، وهي أغنية قدمته كشاعر متجاوز لحال السائد من الأنماط الشعرية فهو أحدث نقلة مهمة في مسيرة شعر الدوبيت حتى كاد أن يصبح امتدادا لجماليات الحردلو وود ضحوية وود شوراني.

برعي محمد دفع الله:

الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله تميّزت شخصيته الفنية بتدفق العاطفة الرقيقة وأفكاره الموسيقية سبقت عصره.. كان يسعى دائماً الى احترام فكر المستمع من حيث قيمة العمل ومضمونه.. لا يحب أن يقدم عملاً لا يضيف الى رصيده الفني لأنه وعلى مستوى سنوات طويلة قدم اكثر من 350 عملاً غنائياً وموسيقياً كلها وبدون استثناء تركت بصماتها على وجدان الجماهير.

المهندس عمر الدقير:

بتقديري الخاص، إن المهندس عمير الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني واحد من أهم القيادات التي أفرزتها ثورة ديسمبر المجيدة، فهو رجل وطني عيار (24) قيراط، رجل همه الوطن وليس البحث عن المناصب والتكسب منها كحال البقية اللاهثين خلفها بطريقة مُثيرة للدهشة والاستغراب، ولعله في وطنيته الرفيعة مثله والدكتور محمد ناجي الأصم، فكلاهما يتميز بالتجرد والوطنية الخالصة، وعينة الدقير والأصم هي الشخصيات التي نريدها أن تكون في المقدمة لتقود التغيير المنتظر والمنشود.

حافظ عبد الرحمن:

أي مقطوعة موسيقية عند الموسيقار  حافظ عبد الرحمن أفضل من أي عقار طبي يصفه الطبيب.. كل مقطوعاته  ذات مفعول سريع في تهدئة الأعصاب.. لكل ذلك استمع لحافظ عبد الرحمن حتى أكون إنساناً لا يهتم بمتاعب الحياة وضغوطها العجيبة.. وهو مبدع مغاير ومختلف يستطيع أن يرحل بك بعيداً ويسوقك الى دنيا مختلفة من الموسيقى العذبة التي تلامس تخوم الروح وهو حينما يعزف على آلة (الفلوت) تحس وكأنّ لهذا المبدع (أصبع سادس) يلامس بها الفضاءات البعيدة في الروح، فهو مبدعٌ وسيمٌ تدخل أنغامه إلى ما وراء الجلد والعظم.

يوسف الموصلي:

حينما نتأمّل السيرة الذاتية الضخمة للموسيقار يوسف الموصلي تصيبنا حالة من الادهاش ونجد أنفسنا أمام فنان أسطوري ومعجزة حقيقية في زمن قلت فيه المعجزات وكثر فيه العاجزون،  فالساحة الفنية تحتاج لأمثاله.. لأنه يملك المؤهلات اللازمة ليشكل اضافة حقيقية في المجال الموسيقي والغنائي.. وعودته الأخيرة للاستقرار في السودان هي السلاح الأول لمحاربة الغناء الهابط والأصوات النشاز وأكثر ما يعجبني فيه روحه العصرية والتقدمية وانحيازه الكبير للأصوات الشبابية.

أوبريت الجيش:

لاحظت خلال الأيام الماضية بعض الآراء الرافضة لمشاركة فنانين في أوبريت الجيش الذي كتبه الشاعر علاء الدين الأمين وقام بتلحينه الموسيقار عمر الشاعر، هذا الرفض بتقديري لا يستند على أي مبرر عقلاني أو منطقي، لأن من يرفضون يخلطون ما بين (قوات الشعب المسلحة) وما بين (المكون العسكري) وذلك خلط فيها قدر هائل من التسطيح والمعاينة بزوايا حادة لموضوع المشاركة، وهي بالضرورة تعني الدور الرسالي للفنان والمشاركة في الهم العام طالما أن الجيش حالياً يدافع عن حدود البلاد وأراضيها وسيادتها يبقى من الواجب دعمه ومساندته معنويا.

كيانات الشعب:

أعتقد بأن الجيش والشرطة والإذاعة والتلفزيون هي كيانات تتبع للشعب وليس سواه، صحيح أن من يتولّون الحكم يقومون بتسييسها وتوجيهها بحسب رؤيتهم الفكرية وتتحكم فيها بما تريد، ولكنها النهاية هي كيانات تخص الشعب وستبقى كذلك، لذلك لا أرى محاربتها وتبني وجهات النظرة المُعادية ضدها، وصحيحٌ إنّ تلك الكيانات مازالت تمشي بخطة ومنهج (الكيزان) والعقليات القديمة مازالت موجودة وتمارس العبث بمقدرات الشعب، وهنا يبرز الدور المهم للجنة إزالة التمكين (حال عودتها) حتى تقوم بنظافتها من الشوائب والعقليات الرجعية التي تحول العبث بها ووضعها في وضعيات لا تُليق بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى