استقالة حمدوك بعيون العالم.. توجُّسٌ وقلقٌ عالميٌّ!!

 

الصيحة: القسم السياسي    4يناير2022م 

استقالة رئيس الوزراء، د. عبد الله حمدوك، كانت الحدث الأكثر أهمية، بالنسبة للعواصم ولوسائل الإعلام العالمية على مدى الساعات الماضية، وفيما تبارت دول العالم في إعلان ردود فعلها على الحدث، أظهر كل مَن تحدّث عن استقالة حمدوك، قلقه على الوضع في السودان.. وخلال التناول الإعلامي رسم الخبراء والمحللون صوراً “مُتشائمة” لما يُمكن أن يحدث للسودان في ظل التطورات السياسية الجارية، حتى إن صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية وصففت استقالة حمدوك، بأنّها تُشكِّل “مُواجهة مُحتملة الانفجار” بين الجيش وحركة الاحتجاجات المُشتعلة منذ أشهر.

في هذا التقرير رأت “الصيحة” أن تعرض أهم ردود الفعل العالمية وما تناولته صحافة العالم وما قاله المحللون والخبراء عن الشأن السوداني.

 

الموقف الأمريكي

أكّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أنّه على القادة السودانيين تنحية الخلافات جانباً والتوصُّل إلى توافق وضمان استمرار الحكم المدني، وقال وزير الخارجية الأمريكي إنه يجب تعيين رئيس وزراء، وأن تكون الحكومة السودانية المُقبلة مُتماشية مع الإعلان الدستوري. وأضاف: “نقف بجانب شعب السودان في مسعاه من أجل الديمقراطية ويجب وقف العنف ضد المُتظاهرين”، متابعاً: “على القادة السودانيين التوافق وتجاوز الخلافات وضمان استمرار الحكم المدني”.

وشددت الوزارة -في بيان- على ضرورة تعيين رئيس للوزراء، تماشياً مع الإعلان الدستوري لتحقيق أهداف الشعب في الحرية والسلام والعدالة.

وقالت الخارجية الأمريكية، إنّ واشنطن تواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني وتدعو لوقف العنف ضد المتظاهرين.

 

الموقف البريطاني

أعربت بريطانيا، عن حُزنها لتلك الخطوة التي أعلن عنها في السودان، وقالت وزيرة شؤون أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية، فيكي فورد، بتغريدة على حسابها بـ”تويتر” اليوم، إنها تشعر بحزن شديد لاستقالة رئيس الوزراء السوداني، داعيةً إلى احترام مطالب المنادين بالحكم المدني.

كما أضافت مثنية على رئيس الحكومة: حمدوك كان يخدم السودان ويسعى لتحقيق رغبة شعبه في مستقبل أفضل.

إلى ذلك، أشارت إلى أن الملايين رفعوا أصواتهم منذ التدابير التي أعلنها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي للمُطالبة بالحكم المدني، قائلةً “يجب على قوات الأمن والجهات السياسية الفاعلة الأخرى الآن احترام تلك المطالب”.

 

التلفزيون الألماني

رجل “التوافقات المستحيلة” في السودان؟

قال التلفزيون الألماني ديتش ويلي (Deutsche Welle)، ان عبد الله حمدوك تنحى عن منصبه كرئيس لوزراء السودان بعدما فشل في رهان التوافق والشراكة مع الجيش من أجل قيادة البلاد نحو التحول الديمقراطي، وأضاف بأن حمدوك عرف نكسة أولى في 25 أكتوبر مع الانقلاب الذي شهده السودان، عندما حضر جنود إلى منزله واقتادوه إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

ووصف التلفزيون الألماني مدوك بأنه رجل الشفافية وحسن الإدارة، وقال وصل حمدوك الى الخرطوم في أغسطس 2019 آتياً من أديس أبابا، بعد ثورة لم يشارك فيها على الأرض، لكنه تبنى أهدافها، وتسلّم حكومة مكلفة وإقامة مؤسسات ديمقراطية في البلاد، بينها برلمان لم ير النور، واقتراح حل اقتصادي قادر على وقف التضخم المتسارع والفقر المزمن.

“يتمتّع حمدوك بصورة رجل يلتزم بالشفافية وحُسن الإدارة، لا سيما منذ ان رفض في 2018 منصب وزير المال الذي عرضه عليه البشير، لكن سياسة التقشف في بلد يفتقر إلى بنى تحتية أساسية، زادت الغضب الشعبي وفاقمت الفقر مع تضخم نسبته 300 %”.

 

قراءة لمحللين غربيين

في جانب آخر، قدم محللون غربيون، قراءة في استقالة رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، ومصير الأزمة الراهنة في البلاد، على ضوء استمرار الاحتجاجات، وتعنُّت العسكر وتشبُّثه بحكم البلاد.

فقد أكد الباحث الفرنسي في مركز الدراسات الدولية بباريس، رولاند مارشال، أن “استقالة حمدوك كانت متوقعة منذ شهر تقريباً”.

عدم التوازن

وتابع مارشال في حديث لـ”عربي21″، أن “الاتفاق الذي وقعه مع البرهان في 21 نوفمبر، لم يكن متوازناً، وانتقده بسببه العديد من الدوائر المقربة له، لأنه استسلم تحت ضغط الجيش وممثل الأمم المتحدة، ولكنه سرعان ما أدرك أنه لم يسترد أيّا من الصلاحيات التي كان يتمتّع بها كرئيس للوزراء قبل انقلاب الجيش عليه”.

من جهته، اعتبر الباحث البريطاني في سياسات النخبة الأفريقية، والمدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي، أليكس دي وال، أن “استقالة حمدوك كانت من الأشياء المُشرفة له”.

وأكد دي وال خلال حديثه لـ”عربي21″، أنه “كان يجب على حمدوك تقديم استقالته في وقت مبكر، لأن الجنرالات لم يعطوه أي خيار حقيقي، ولو كان البرهان قد منحه مزيداً من السلطة، ربما كان بإمكانه الصُّمُود”.

خطوة ضرورية

بدورها، ترى خلود خير، الشريك الإداري في مركز “إنسايت ستراتيجي بارتنرز”، بأن “استقالة حمدوك كانت خطوة ضرورية، على الرغم من أنها جاءت في وقت مشحون بالأزمة والتوتر”.

وأضافت: “بالطبع الوضع في السودان الآن غير واضحٍ وغير مُؤكّدٍ، ولكن لو بقي حمدوك في منصبه، لكان يمكن للجيش الاستمرار في الادعاء بأن الحكومة يقودها مدنيون”.

 

الصحافة العالمية

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة امس الاثنين، أهم القضايا على الساحة الدولية والعربية، جاء في مقدمتها استقالة رئيس الوزراء السوداني، التي وُصفت بأنها (ضربة) للعسكريين في البلاد.

صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية

رأت أن استقالة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، قد تؤجِّج الصراع في البلاد، وتشكل (مُواجهة مُحتملة الانفجار) بين الجيش وحركة الاحتجاج المشتعلة منذ اشهر.

واعتبرت الصحيفة أن استقالة حمدوك (أنهت اتفاقاً سياسياً لم يدم طويلاً مع الجيش، الذي أطاح به مؤقتاً في انقلاب أكتوبر الماضي قبل السماح له بالعودة إلى السلطة)، معتبرة أن حمدوك (فشل في إرضاء الشعب السوداني الثائر الذي رحب به في وقت مبكر من فترة ولايته باعتباره تكنوقراطاً يمكنه حشد الدعم الغربي الجديد للاقتصاد).

وتوقّعت الصحيفة، ارتفاع وتيرة حركة الاحتجاج خلال الأيام القادمة مع ضعف اقتصاد البلاد، وارتفاع التضخم، لافتة إلى أن الصدمات المُرتبطة بالوباء وتعليق المُساعدات الغربية جعلت من الصعب على الكثيرين إطعام أسرهم.

هيئة الإذاعة البريطانية

قالت إن استقالة رئيس الوزراء السوداني تمثل “ضربة كبيرة للقادة العسكريين الذين اعتقدوا أنّ اتفاقاً مع حمدوك من شأنه إرضاء المُحتجين، وإضفاء الشرعية على بقائهم في السُّلطة”، بحسب قولها.

وأضافت (بي بي سي) في تحليل لها: “من الواضح أن هذه الحسابات كانت خاطئة، لكن هذا يعني أن الجيش أصبح الآن في السُّلطة بقوة، متراجعاً عن المكاسب التي تحقّقت في الوقت الذي حاولت فيه البلاد العودة إلى الحكم المدني”.

وتابعت: “هناك أيضاً خطر عودة البلاد إلى كونها دولة منبوذة، حيث أشارت الولايات المتحدة، على سبيل المثال، إلى أنها ستُعاقب أولئك الذين يُعرقلون العودة إلى الحكم المدني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى