الدعم السريع .. رسم موقف

تتدافع الآراء وتدابير القناعات حول قوات الدعم السريع بين مشيد ممتدح قناعة، وبعض متردد يقربها تزلفاً، ويتباعد عنها تحرياً لحياد يزعمه، وبين مُمتنّ وشاكر خاصة بعد مواقفها الأخيرة التي ضبطت ميزان توزيع القوى العسكرية أثناء التغيير الأخير الذي يجب الاعتراف إنها كانت فيه (الحصان الأسود) دون أن ينقص ذلك من أدوار الآخرين بالمنظومة الأمنية، فلكل دوره وأثره وسهمه المركوز إلى جانب سهم الشارع؛ فانطبق على الدعم السريع القول الدارفوري الشائع (جا ورا وحجز الضرا) وقد كان ولا يزال.

ودون رفع لأسمال التملق الفج فقد كان رأيي في هذه القوة مسبقاً إيجابياً، وهو كذلك الآن؛ ساندناها حينما كان بعض الذين يتمرغون الآن في ظل حمايتها اليوم يعادونها وينعتونها بما فيها وليس فيها ويحرضون عليها ويرجون زوالها لأنها مرغت مؤامراتهم في وحل الهزائم، ودكت قائم عونهم للعدو والغريب وألحقت بهم الهزائم الفادحة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وكردفان؛ يوم أن كان هؤلاء الشباب يصارعون الطبيعة والأرض الملغومة غدراً وخيانة ما انتكست لهم راية أو تعثر لواء وغالب الثرثارين في المدينة من مأدبة سلطان لمجلس خواجة أو مكتب متمرد.

هذه القوات ثبت بالدليل القاطع والبرهان الذي لا يقبل الشك والشيطنة أن أداءهم في تنفيذ المهام العسكرية والقتالية به احترافية عالية لا تتأثر بالبيئات والتضاريس أو تغيير المسارح فهم في كل الأوقات برق سرعة وسيف حسم، لا يسألون مناديهم على ما قال برهاناً؛ وهذا مؤشر لقدرة استيعاب عالية للتدريب والإعداد ونباهة دقيقة في التنفيذ مع ميزات إضافية في سهولة الإدارة والسيطرة إذ ربما تكون القوة التي لا نرى فيها انشقاقات أو رفض لتنفيذ تعليمات أو شيوع مظاهر تكتلات نقابية ! وهذه سمات احتراف يؤهل هذه القوة لتكون مؤتمنة وحاضرة في تدابير الحماية للوطن ومقدراته بشكل لا يقبل التشكيك أو المهادنة.

لا شك عندي في أن محاولة شيطنة الدعم السريع، إنما هي مساعٍ لتجريد السودان من أيادٍ قوية ومنظومة شرسة رحيمة بشعبها جريئة على أعدائه؛ وهو مخطط في كلياته يسعى لتفكيك القوى العسكرية النظامية من القوات المسلحة والأمن والمخابرات ثم الشرطة لتكون البلاد مكشوفة الظهر بلا درع حامٍ أو رجال يحرسون حتى يجد صاحب كل نفس خربة حريته في النشاطات الهدامة وحتى ينجز غيره بالحيلة والتدمير المبسط ما عجز عنه حينما تحمى الغبشة والكوع ويصطف الحماة عيال رجال عيال رجال.

إن دعمنا سيظل مطلقاً للقوات المسلحة والدعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات الوطني والشرطة؛ لن تختلط الأوراق عندنا أو الخيارات، وحيثما وقف هؤلاء الرجال فنحن في قبلتهم وتحت راياتهم المنصورة بإذن الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى