خربشات الجمعة

(1)

أصبحت الخرطوم عاصمة المتاريس والصمت والخوف والرعب.. من أطراف العاصمة لا تستطيع بعد الإفطار الوصول لأم درمان أو الخرطوم.. اليافعون الشباب يتنافسون في إغلاق الشوراع ووضع الحجارة وبقايا الأنقاض وحرق الحطب.. والإطارات القديمة لإعاقة حركة السير دون اعتداء على المواطنين, عندما تسأل أحدهم لمن كل هذا الصنيع لا يجيب.. ونثر الحجارة في الطرقات والتضييق على المواطنين في غير صالح تحالف قوى الحركة والتغيير الذي يقود الفترة الانتقالية لوحده وشريكه المجلس العسكري في موضع التشريفات!! وإغلاق الطرق سلوك سالب يخصم كثيراً من رصيد تحالف قوى الحرية والتغيير.. السؤال لمصلحة من كل ذلك؟؟ وضد من كل ذلك؟؟ إذا كانت المفاوضات في القصر الرئاسي قد حققت تقدماً كبيراً واقترب الشريكان من قسمة السلطة وتوزيع الغنيمة كان حرياً بالشريكين تغيير الواقع على الأرض بإيقاف حركة إغلاق الشوارع في الكلاكلة وأمبدة والحاج يوسف وأم ضريوة.. لأن هؤلاء لا ناقة لهم في قطيع الحرية والتغيير ولا جملاً عند العسكر!!

أما الخرطوم عاصمة الصمت والخوف والرعب فإذا كانت (قوة مندسة) تتسلل إلى مكان الاعتصام وتقتل وتصيب الشباب العزل وكل الحشود العسكرية حول مكان الاعتصام تفشل في القبض على (المندسين) وتنسب القتل والإصابات إلى قوى مجهولة.. فكيف يطمئن الناس على أعراضهم وأموالهم.. وماذا يحدث غداً إذا كانت أيام رمضان قد شهدت كل هذا العنف وهل بلادنا مقبلة على أيام سوداء؟؟ أم تشكيل الحكومة المدنية سيغير كل مظاهر الانفلات ويعود الشباب إلى (بيوتهم) وتعود الحياة إلى طبيعتها حتى يستطيع قادة قوى الحرية والتغيير تنفيذ برنامجهم وتطبيق سياساتهم الذين بذلوا الوعود بتغيير وجه البلاد في شهور معدودة..

(2)

من القرارات التي أصدرها المجلس العسكري ووجدت ارتياحاً وسط العاملين بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون تعيين جمال الدين مصطفى مديراً عاماً خلفاً للمدير السابق محمد حاتم سليمان، وجمال مصطفى ابن الحوشين (الإذاعة والتلفزيون).. شخصية هادئة.. نشأ في الإذاعة وتربى في التلفزيون لم يستخدم رافعة حزب ولا جهة ولا وزير لتعزيز موقعه، ولكنه سكب العرق وسكن استديوهات الجهازين وتغلغل في قلوب الناس.. عرفه المشاهد والمستمع من خلال إطلالته البشوشة.. جمال مصطفى رجل بدون خصومات وبلا شلة تحيط به.. ورفض أن يصبح جزءاً من اللوبيات العديدة التي تناسلت في جسد الإذاعة والتلفزيون!! جاء تعيينه في ظروف بالغة التعقيد.. وفي مرحلة الأطماع والسعي للتقافز على كراسي السلطة!!

ويواجه التلفزيون معضلة كبيرة في كيفية الانتقال من تلفزيون الحكومة إلى تلفزيون المجتمع.. وكيف يبقي على دوره في التبشير بمشروعات الدولة وإسناد الحكومة وجهازها التنفيذي والمحافظة على المشاهد حاضراً أمام الشاشة البلورية!!

حتى يصدر قرار الفصل بين الإذاعة والتلفزيون، يبقى جمال مصطفى هو الخيار الأقرب للعاملين في هنا أم درمان وفي حوش التلفزيون..

(3)

بات الدوري الممتاز في كف عفريت، وتمردت الأندية على البروفيسور كمال شداد، ورفضت الانصياع إلى رغبته في استئناف الدوري وإكمال الموسم التنافسي حتى يشارك السودان في البطولات القارية القادمة، ولكن الأندية جميعها قررت الانسحاب من التنافس خوفاً من حالة الانفلات الأمني التي تعيشها البلاد، وهي حالة أقرب لما حدث في مصر بعد سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسنى مبارك.. وبعد أحداث مباراة المريخ وهلال الأبيض التي كان يمكن أن تشهد (كارثة) بات الجميع على قناعة بأن إقامة مباريات الدوري الممتاز في الوقت الراهن (مستحيلاً) وخيار تجميد النشاط هو خيار من لا خيار له..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى