العطش يهدد تهجير 120 قرية بمشروع الرهد .. خسائر فادحة في الموسم الصيفي.. والمُزارعون يستغيثون بمجلس السيادة

 

سنار: رشا    13ديسمبر2021م

طالب مزارعو مشروع السوكي الزراعي بولاية سنار بحل مشكلة العطش التي يتعرّض لها المشروع وتسبّبت في خسائر كبيرة بمساحات القطن والذرة.

  مشكلة العطش

وشكا المزارعون من تكبدهم خسائر فادحة جراء تضرُّر مساحة واسعة من المشروع الذي تبلغ مساحته 150 ألف فدان.

ويقول رئيس مبادرة طوارئ المشروع عمر هاشم ان مشكلة العطش تهدد المزارعين والماشية, حيث أن هناك 1.3 مليون رأس من الماشية لا تتوفر لها مياه الشرب وهنالك 120 قرية مهددة بالتهجير, لذلك المطلوب حل مشكلة الري حلاً جذرياً, وأكد أن مبادرة طوارئ إنقاذ المشروع تتابع الطرق التي يمكن من خلالها إنقاذ المشروع, ونوّه الى أن هنالك جهوداً سابقة منها تقديم فواتير في 2015 لوزارة المالية بقيمة مليوني دولار  حول حاجة المشروع من الطلمبات, لكن لم تستجب, والآن هنالك فواتير بقيمة 1.7 مليون دولار بطرف وزارة المالية, وقال عمر هاشم: نوصي المالية بجلب قرض او منحة أو ضمان من بنك السودان المركزي للحصول على تمويل في حدود 30 مليون يورو لتنفيذ برنامج مبادرة تأهيل مشروع السوكي,  وإذا استجابت المالية ستحل المشكلة, وطالب هاشم, وزير المالية جبريل إبراهيم بالنظر إلى مشكلة المشروع, كما طالب أيضاً مجلس السيادة بالتدخل, واوصى بقيام وزارات المالية والري والزراعة وإدارة المشروع والمزارعين لتنفيذ البرنامج بشكله الأنسب حسب الرؤية الفنية للمختصين, واوصى باعتماد المتطلبات والحزم التقنية مثل نظافة الأرض من بقايا المحصول السابق وتسوية الأرض بالليزر.

 تلف المحصول

ودعا ممثل المزارعين, رئيس مبادرة طوارئ إنقاذ هيئة مشروع السوكي الزراعي عمر هاشم, الجهات المختصة بالدولة بضرورة النظر في مشكلة المشروع, وأكد أن الموسم بدأ مبشراً لكن انقطاع مياه الري أدى إلى تلف محصول القطن, وأشار إلى أن خسائر المزارعين أكثر من 150 مليون جنيه, ونوه الى ان هنالك مزارعين دخلوا السجون بسبب الإعسار في سداد التمويل للشركة الأفريقية, حيث هناك من هم في السجون وآخرون مطاردون، وقال عمر هاشم إن المزارعين اضطروا إلى الري بالطلمبات مما ضاعف تكاليف الزراعة, وأضاف “مهما تحدثنا لا نستطيع أن نصف الأضرار التي لحقت بالمزارعين”, وقال: نرفع هذه المشكلة للجهات المختصة ونطالبهم بحل جذري بتوفير طلمبات ري جديدة للمشروع حيث تقدر تكلفتها بـ5 ملايين دولار.

وعزا المزارعون, المشكلة لعدم صيانة المشروع هذا العام, بجانب عدم وجود إدارة تمتلك المعينات الكافية, وقالوا: نحتاج لإعادة دراسة جدوى المشروع حتى نتمكن من معالجة الخطأ, وأشاروا إلى أن عدم كفاءة طلمبات الري أبرز مشكلات المشروع.

 استهتارٌ حكوميٌّ

وكان قد طالب المزارعون في وقفتهم الاحتجاجية أمام مقر إدارة المشروع الشهر الماضي, بضرورة حل مشكلة الطلمبات, وقالوا إن من جملة 4 طلمبات تعمل واحدة فقط, وأكدوا أن خسائر العطش بمشروع السوكي تقدّر بآلاف الدولارات, وحمّلوا المسؤولية لإدارة المشروع, وقالوا انه لو لا الإهمال والاستهتار الحكومي لبلغت عائدات إنتاج هيئة السوكي الزراعية مليار دولار هذا العام!

  خسائر كبيرة

وأوضح المزارع عبد الدافع عثمان أن بعض المزارعين تعرضوا لخسائر كبيرة بسبب نقص مياه الري خاصة القطن, وأشار إلى أن المشروع ظل مُهملاً لسنوات طويلة, وان البيارات بها كميات من الطمي تحتاج للنظافة, كما أن البيارات منهارة, وقال عبد الدافع ان الطلمبات وُضعت في المكان الخطأ منذ تأسيس المشروع, وأضاف “لا تعطلوا آخر تروس الإنتاج بالإهمال والعطش”, وزاد: نميري أسس المشروع في 15 شهراً وخلال 50 عاماً عجزت الحكومة في استبدال طلمبة واحدة بسبب 4 ملايين دولار, واتهم عبد الدافع أطرافا كثيرة مستفيدة من توقف المشروع وزيادة مُعاناة المُزارعين!

  تحديد المشاكل

وطالب مدير عام هيئة السوكي الزراعية سر الختم بدوي إسماعيل, وزارة الري بتوجيه الإدارات المختصة لتحديد مشاكل الري بمشروع السوكي والحلول الجذرية, وأوضح مدير المشروع في خطاب وجّهه لوكيل وزارة الري أن المشروع يُعاني من مشاكل ري تسبّبت في فشل المُوسم الزراعي 2021, وأشار في خطابه إلى أن مشاكل الري بالمشروع تتمثّل في الأعطال المتكررة للطلمبات بسبب تباعُد الصيانة ولشُح التمويل وقلة الصرف الكلي للطلمبات مُقارنةً بالمساحة الزراعية, إضافة لغرق محطات للطلمبات أثناء الفيضان وزيادة المساحة الزراعية والحاجة لمضرب إضافي, فضلاً عن الغرق أثناء فصل الأمطار والحاجة لمصارف, ونوه الى ان المشروع في حاجة للنظافة والتطهير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى