محمد على التوم  يكتب : السياسة سوسة الخدمة المدنية (2)!!

فجيعتنا هي أننا دائماً نتندر بأن عصرنا الذهبيي السودان وُلدت بأسنانها واسسها لنا الانجليز.

والذين اسّسوها سنوا لها القوانين واللوائح والنظم والترتيب والترقيات والحوافز والمعينات على احسن ما يكون.

ووضعوا لكل مصلحة ومرفق ومؤسسة وهيئة وغيرها ما يناسبها لأداء المهام المناسبة بها بكفاءة وسلاسة ومهنية ومصداقية.

فالسكة حديد والنقل النهري والوابورات والبريد والبرق والخطوط الجوية والطرق والكباري والإحصاء والمعاشات والحسابات والمراجع العام والثروة الحيوانية والزراعية والمشاريع والري والإدارة الأهلية والمالية والبنوك وو.. الخ، لكل قوانينها ولوائحها وميزانيتها, حتى أن كثيراً من القوانين لم تعدل حتى الآن منذ زمن الإنجليز.

ولكل مما ذكرنا مقارها وسلمها الوظيفي, والمُدهش انّ الباحث ليذهل من دقة التنظيم وسلاسة الإدارة التي كانت، وآفاق التطور التي استفادت من تجارب العالم المتقدم بما يواكب أحدث ما جادت به عبقرية الإدارة في العالم.

فتأسّست وفقاً لذلك جامعات ومعاهد ومدارس أكاديمية وفنية, واُبتعث دارسون للخارج للمزيد من التأهيل،  فكان اجمالي الناتج من ذلك الثراء والمخزون الذي ساهم إقليمياً في تصدير التجربة السودانية خارجاً لدول شقيقة وصديقة.

وأصبح الذي يتدرّج في السلم الوظيفي بالخدمة المدنية من قاعدتها في الوظائف العمالية وحتى قمّتها يشعر بالطمأنينة والعدالة.

وإنّ ما يعلي قدره هو إخلاصه وتفانيه في العمل وإلمامه بالقوانين واللوائح وشروط الخدمة، لا يخرج من دائرة الإخلاص لها، فكان يجد نفسه في الوظيفة مما يوفر له عنصر النجاح، ويورثه القناعة بأنه يؤدي عملا عظيما يرضي ضميره وذلك يُتيح له طريق التدرج والنجاح في حياته الأسرية والاجتماعية والعملية.

أما المردود والناتج الوطني والقومي من كل ذلك، فيكفي أن السودان اكتسب سُمعة طيبة في هذا المجال، وان الأداء في الخدمة المدنية في السودان كان على ما يرام في عهدها الأول قبل ان تصاب بسوسة السياسة!!

كانت نظم المحاسبة التي وضعت هي (الانتي فايروس) إن جاز التعبير، وهي صمام الأمان لحماية جسم الخدمة المدنية وضمان سلامة أدائها، حيث تعقد مجالس محاسبة مستقلة لأي من العاملين مهما قل أو علا قدره، وتبدأ المحاسبة من الرئيس المباشر بما تتيح له اللوائح بالاستجواب ولفت النظر متدرجة حتى تصل لمجلس محاسبة له صلاحيات اكبر وقانون كان يسمى (قانون تأديب الموظفين).

وحتى هذه السطور ونحن نسرد ما كان يُعرف بملامح ومكونات وخصائص الخدمة المدنية لم نتعثر بأي من (حجارة) السياسة في الطريق. فالخدمة المدنية خلقت لتُحاسب نفسها بنفسها حفاظاً على استقلالية وسلامة أدائها.

ولم تكن للانتماءات السياسية اي مجال في تقديم أو تأخير أي من العاملين بها والمساس بحقه المكفول بالقانون.

أما ما هي الأضرار التي ألحقتها السياسة بالخدمة المدنية،  هي ما سنتناوله في عددنا القادم إن شاء الله.

===

 

من العجائب

# عقوبة النحلة السكرانة!!

في كل يوم يزداد الإيمان بكتاب ربنا, وذلك لكثرة الحقائق العلمية التي يزخر بها القرآن الكريم.

إن من عجائب النحل ظاهرة اكتشفها العلماء هي عن السكر عند النحل، فبعض النحل يتناول أثناء رحلاته بعض المواد المخدرة مثل (الايثانول)، وهي ماده تنتج بعض تخمر بعض الثمار الناضجة فتأتي النحلة لتعلق بلسانها قسماً من المواد فتصبح (سكرى) تماماً مثل البشر وقد يستمر تأثير هذه المادة لـ(48) ساعة. والأعراض التي تحدث عند النحل بعد تعاطيه لهذه (المسكرات) تشبه الأعراض التي تحدث للإنسان. ويقول العلماء ان هذه النحلات السكرى تصبح عدوانية ومؤذية لأنها تفسد العسل وتفرغ فيه هذه المواد المخدرة مما يؤدي الى تسممه.

طبعاً من رحمه الله تعالى بالإنسان ولأنه جعل في العسل شفاءً للناس, فمن الطبيعي أن يهيئ الله وسائل للدفاع عن العسل ونقائه. وبمراقبة سلوك النحل لاحظ العلماء أن في كل خلية نحل هنالك نحلات زودها الله بما يشبه (أجهزة الإنذار) تستطيع أن تحس رائحة النحل السكران وتقتله وتبعده عن الخلية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى