أبيض أسود

 

(دو)

حسين بازرعة لا يحتاج لأي شكل من أشكال التعريف.. فهو علم ونار ونور ويكفي جداً ما سطّره من أغنيات شكّلت وجدان جيل كامل ومازالت إلى الآن تُشكِّل حضوراً طاغياً ولم تعرف الغياب في أي لحظة.. لأنها تكاملت فيها كل عوامل البقاء ورغم رحيل مؤديها العبقري عثمان حسين ولكنها باقية تحمل مُضادات ضد النسيان وتسكن أقصى مكان من ذاكرتنا الجمعية.. وهذه مُحاولة للتوقُّف قليلاً في بعض محطات سيرته الذاتية الناصعة.

(ري)

وُلد حسين محمد بازرعة في مدينة بورتسودان عام 1928 وكان والده سر تجار مدينة سواكن المهجورة قبل افتتاح ميناء بورتسودان عام 1908, وكان أبوه أديباً يحفظ الشعر وينظم بعض القصائد, وبعد وفاة والده تولى الأعمال شقيقه الأكبر علي بازرعة وكان رئيساً لفرع حزب الأمة بورتسودان ووكيلاً للإمام عبد الرحمن المهدي ـ طيب الله ثراه ـ ولذا كان الشاعر حسين بازرعة تربطه صلة قوية بآل المهدي.

(مي)

كان حسين بازرعة موهوباً منذ صغره وكان حُسن الصوت ومُتعدِّد الملكات, مثل لعب كرة القدم فقد كان رئيساً لنادي حي العرب الشهير في بورتسودان لاحقاً.. وكان على قدر من الوسامة والذكاء الحاد.. وتلقّى دراسته الثانوية في وادي سيدنا وكان قليلاً ما تجد أبناء من شرق السودان يأتون إلى الخرطوم أو أم درمان للدراسة في مدارسها، أولاً لبُعدها من بلادهم, وثانياً لاختلاف عاداتهم وتقاليدهم عن بقية أهل السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى