إحمد موسى قريعي يكتب : الإسلام السياسي .. يوميات البارود والدم (34)

10ديسمبر2021م 

اتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال (6)

الأصول الفكرية والتوجه الأيديولوجي للمحاكم الإسلامية (2)

هكذا تعددت الاجتهادات والأصول الفكرية لحركة المحاكم الصومالية، فهي ذات فكر أيديولوجي متطرف، وفي ذات اللحظة هي حركة معتدلة، وفي تقديري الفكر الوسطي هو الذي كان يغلب على توجه المحاكم الأيديولوجي وهذا ما تؤيده بعض الشواهد التاريخية منها على سبيل المثال (أصلها القبلي الذي يحتكم لمرجعية القبيلة في الغالب)، ومنها أيضا (توجه الشيخ شريف المعتدل الذي كان رافضا لتدخل تنظيم القاعدة في الشأن الصومالي، ويصفه “بالأمر الغير مقبول”)، ومنها كذلك (ضيق المساحة التي كان يتحرك فيها تيار المحاكم المتشدد وذلك بسبب قمع التيار المعتدل له).

أوجه التشابه والاختلاف بين اتحاد المحاكم وحركة طالبان

هنالك تشابه واضح بين حركة المحاكم الصومالية، وحركة طالبان الأفغانية من حيث النشأة والتكوين، لكنها تتميز عن “أفغان” طالبان بشيئين (الأول) أن معظم المنتمين لها هم “الحريصون” على تطبيق الشريعة الإسلامية، و(الثاني) أن معظم قياداتها كانوا من الشيوخ المعتدلين، على عكس حركة طالبان التي تُربي أنصارها وشيوخها على مذاهب فكرية مختلفة.

ويكمن جوهر الاختلاف بين الحركتين في طريقة التفكير والتكتيك العسكري، فقد استفادت حركة المحاكم من تجارب وأخطاء طالبان العسكرية فقررت عدم الدخول في أي حرب أو معارك وهمية مثلما كانت تفعل حركة طالبان مع أية جهة حتى تبني قوتها العسكرية بشكل يضمن لها التفوق والانتصار.

وهنالك أيضا فروقات واختلافات أخرى تتمثل في الدعم المحلي والاقليمي الذي حظيت به حركة المحاكم، على خلاف طالبان التي كانت تتسول الدعم.

تنظيم القاعدة واتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال

بدأت علاقة التقارب بينهما في بداية التسعينيات، وتحديدا عندما استولت حركة المحاكم على مدينة “لوق” الواقعة في منطقة “غدو” في الفترة من سنة 1992م إلى 1996م وأعلنتها “إمارة إسلامية”، وسبب التقارب أن قوات القاعدة كان لها معسكر في هذه المنطقة، وهذا ما كشفته المراسلات بين “أبي حفص المصري” المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة الذي قُتل في “قندهار” سنة 2001م، وأسامة بن لاند يتحدث فيها عن امكانية الاتصال بمعسكرات التدريب في الصومال والسودان، وعن تواجده في مدينة “لوق”.

وكذلك المراسلات بين الشيخ “صالح عبد الواحد” و “أبو حفص المصري” يتحدث فيها الأول عن استراتيجية المجاهدين في الصومال، وعن لقائه بالشيخين “حسن طاهر” و”عبد الله سهل” أبرز قيادات حركة الاتحاد المنضوية تحت لواء المحاكم الإسلامية في تلك الفترة.

ذات الأمر كشفه تقرير مرسل أو مرفوع للشيخ أسامه بن لادن كتبه أحد قيادات القاعدة يُدعى “سيف العدل” يتحدث فيه عن “عملية المسك” أو “رحلة الثواب” التي قام بها (9) من أعضاء القاعدة سنة 1993م في مدينة “لوق”.

هذا ويؤكد معظم المتابعين أن معسكرات القاعدة، وإمارة المحاكم قد تم تدميرهما سنة 1996م على يد الجيش الإثيوبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى