Site icon صحيفة الصيحة

محمد موسى بادي يكتب : رسالة “تمازج” إلى “حميدتي”

بقلم

8ديسمبر2021م

مدخل: سعادة الفريق أول “حميدتي”، نقدر لكم الدور الكبير في التوقيع على اتفاق السلام (جوبا ٢٠٢٠م) ونثمن جهودكم المتواصلة في الإشراف على إنفاذه، كما نؤكد تمسكنا بالاتفاق والعمل على تنفيذه في كل ربوع البلاد..

*جاءت مشاركة الجبهة الثالثة تمازج كحركة نشأت في مناطق الشريط الحدودي ومثلت مسارها في مفاوضات جوبا من أجل تحقيق السلام كأحد أهم شعارات ثورة ديسمبر المجيدة، فوقعنا على الاتفاق في ٣ أكتوبر٢٠٢٠م دون شروط..

* ان عملية السلام في “مناطق الشريط الحدودي” المُتاخمة لدولة جنوب السودان تمثل أهمية استراتيجية لأمن دولتي السودان وجنوب السودان واستقرار المنطقة بكاملها.

*ومما لا شك فيه أن الجبهة الثالثة تمازج وفيما بعد توقيع السلام وعودة وفدها – لمفاوضات السلام – لحضن الوطن لازمتها اختلالات تنظيمية واضحة، بسبب خطل وقلة خبرة بعض الذين تسنموا قيادتها والفشل في التعامل مع “ملف السلام” لعدم التعاون – داخل الحركة وخارجها -؟! ومحاولات الانفراد بتقرير مصير الحركة، والإصرار على إقصاء أكبر مكوناتها في دارفور.. تم ذلك بعرقلة بعض قياداتها لأي دستور يحكم الحركة أو صياغة أي لوائح تنظم عملها ويمكنها من مواصلة دورها السياسي! مما فتح المجال لتلك” الظواهر السالبة بحق الحركة” التي أضعفتها وهدّدت بقاءها! فتوقفت مكونات تمازج – دارفور- على أسباب التدهور الذي أضعف الحركة وجعل منها مطية للخروقات الظاهرة والمشهود..! فكان لا بد من الوقوف على أسباب التحديات، وإجراء إصلاحات واجبة عبر “المسار التصحيحي” الذي اخطته القيادات السياسية للحركة من أجل العمل على إنقاذ الحركة من وهدتها ومحاولات إلصاق التهم بسمعتها، والعمل الجاد على إعادة الحركة لأهدافها الأساسية وهي خدمة قضايا مناطق الرُّحّل في الشريط الحدودي بين دولتي السودان وجنوب السودان.

*السيد/ القائد “حميدتي”:

إن من الأسباب الرئيسية التي عصفت بالجبهة الثالثة تمازج وهدّدت وحدتها هي تعيين لجان الحركة المشرفة على تنفيذ اتفاق السلام – مع الطرف الحكومي – تمت من عناصر ضعيفة وبشكل فردي وبلا توافق بين القيادات المؤسسة للحركة (قائمة موجودة طرفكم/ مكتب رئيس وفد التفاوض الحكومي), حيث أن تعيين لجان تمازج لتنفيذ السلام تم “بمحسوبية” وبذات أساليب التضليل التي أدت إلى الانقسامات داخل الحركة وخروج عدد من قاداتها المؤسسين وقطاعات بأكملها – مثل قطاع جلهاك – وجعلها عرضة لكل تلك الممارسات والمخالفات التي جعلتنا نفترع “المسار التصحيحي” لقيادة الحركة لمرحلة جديدة تعبر عنها بشكل حقيقي.

*إننا في “المسار التصحيحي” نرى أن فشل إدارة الحركة في الفترة الماضية والظلم الذي تعرضت له “تمازج” في إنفاذ السلام أدّى لحرمان الحركة من مقعدها في “مجلس شركاء السلام” ومن عدة آليات أخرى مهمة..!

وننظر – في المسار التصحيحي – إلى تلك الاستحقاقات بأنها مطالب واجبة النفاذ، لصالح أهلنا في مناطق الشريط الحدودي الغنية بمواردها والتي ما زالت متنازع حول بعضها – مثل حفرة النحاس وغيرها..

*السيد القائد:

إن أجندة “تمازج” للمرحلة القادمة تقوم على أهداف الفترة الانتقالية واتفاق السلام من أجل تحقيق الترتيبات الأمنية لقوات تمازج (في المناطق الحدودية) على أساس بروتوكول الترتيبات الأمنية بين حكومة السودان والجبهة الثالثة تمازج، والمشاركة السياسية في الأجهزة التنفيذية والتشريعية وصولاً للانتخابات.

وإن ملف السلام الخاص بالحركة يتطلب نقاشاً من أجل حلول نراها من خلال الرسائل التالية، والتي نضعها في بريد سيادتكم:

أولاً: تكليف رئيس الحركة للتوقع على اتفاق السلام إنابةً عنها وعن مكوناتها هو أمرٌ تنسيقيٌّ مؤقتٌ تم بواسطة وفد تمازج للمفاوضات في جوبا ولم يتم بمؤتمر عام تنظيمي بواسطة قواعد الحركة في السودان, بل كان ذلك التكليف لهدف محدد وهو إتمام إجراءات التوقيع على اتفاق السلام بتاريخ ٣ أكتوبر ٢٠٢٠م – جوبا وإلى حين العودة إلى السودان.. فالحركة – في الأصل – تقوم على نظام الأمانة العامة وليس النظام الرئاسي، ولم يتم الاتفاق بيننا – كمؤسسين – على تغيير نظام قيادة الحركة – من نظام أمانة عامة إلى نظام رئاسة حتى اللحظة، وهذا هو السبب الأساسي للصراع داخل “تمازج” بين (معسكر) “الأمانة العامة الشرعية” من جهة, و”الرئاسة المؤقتة” من جهة أخرى، وقد أدّى هذا الصراع التقليدي حول قيادة الحركة الى إضعافها، بل واستغلالها من البعض، بينما حاول آخرون الترويج لأن تمازج صنيعة النظام البائد أو لجهات نظامية..!

ثانياً: محاولة بعض قادة الحركة صناعة قطاعات “قبلية محددة”؟! لتمكين نفسها أكثر من السيطرة على الحركة والانفراد بها أمام الطرف الحكومي للحصول على مكاسب واستحقاقات السلام بعيداً عن ضوابط ومواجهات واضحة ومتفق حولها، يمثل تحديا يحتاج توجيهكم وتدخلكم المباشر، لعلاقتكم الوطيدة ومعرفتكم التفصيلية عن تلك المناطق الحدودية.

ثالثاً: تغييب معظم قيادات دارفور الأساسية المكونة لتمازج عن دورها في ملف تنفيذ اتفاق السلام بانفراد “مجموعة محدودة” في تعيين اللجان الخاصة باتفاق السلام – بمحسوبية! –  للتعامل “الحصري!” مع لجان تنفيذ الاتفاق-من الطرف الحكومي؟!

* الأخ “حميدتي”:

إننا في قيادة “الجبهة الثالثة تمازج – المسار التصحيحي” ولإجراء المعالجات اللازمة والخاصة بملف “تمازج” نرى الحلول في النقاط التالية:

١/ توجيه سيادتكم لكل آليات وإدارات تنفيذ اتفاق السلام (جوبا ٢٠٢٠م) بالتعامل المباشر مع قيادة “الجبهة الثالثة تمازج – المسار التصحيحي” – الذي تؤيده جميع المكاتب الشرعية للحركة في دارفور – لبداية مرحلة تعاون شفاف لتحقيق أهداف اتفاق السلام لصالح تلك المناطق الاستراتيجية ولكل أرجاء بلادنا.

٢/ إننا في “المسار التصحيحي” نعتبر أن إجراءات ٢٥ أكتوبر، التي قام بها السيد/ القائد العام للقوات المسلحة والمكون العسكري و”الاتفاق السياسي” بين رئيسي “السيادة والوزراء” تمثل فرصة – نادرة – لمراجعة إنفاذ وتطبيق اتفاق السلام بشكل عادل, بما يحقق الاستقرار في السودان.

٣/ نرجو ونأمل أن تتحقق وحدة حركة الجبهة الثالثة تمازج على أسس جديدة وتحت رعايتكم.

*أخيراً:

إننا في “المسار التصحيحي” سنواصل دورنا في التمسك باتفاق السلام والذّود عنه، والدفاع عن سُمعة حركتنا “تمازج” وقضايا أهلنا العادلة من شرائح “الرُّحّل” وسكان الشريط الحدودي, بالتعاون مع “القوات المشتركة لمنع التفلتات” وجميع الآليات واللجان التي أنشأتموها لإنفاذ السلام، صوناً لأمن بلادنا واستقرارها.

 

 

عضو مؤسس وأمين إعلام الجبهة الثالثة تمازج

رئيس “المسار التصحيحي”

ديسمبر ٢٠٢١م

Exit mobile version