Site icon صحيفة الصيحة

محيي الدين شجر يكتب : مدير عام الشرطة في امتحان التظاهرات

2ديسمبر2021م 

استخدمت الشرطة في مواكب القصر التي انطلقت الثلاثاء الماضي عنفاً مفرطاً وأطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة على المتظاهرين, وقامت بمطاردة المحتجين بصورة عنيفة, ولقد شاهدتهم بأم عيني يمسكون أحد الشباب الصغار بقوة ويرفعونه إلى التاتشر ثم قاموا بضربه ضرباً مبرحاً بالبوت والرفس وهو ملقيٌّ داخل التاتشر!!

تذكّرت وقتها كيف مات الطالب الجامعي بجامعة الرازي الشهيد محجوب التاج نتيجةً للضرب المُبرح واستخدام العنف ضده وتُجرى محاكمة المتهمين حالياً.. حيث أشار الشهود الى مُخالفات جسيمة قامت بها الوحدة التي تصدّت لتلك التظاهرة في العام 2019م.

ما يفعله بعض أفراد الشرطة مع المتظاهرين بمطاردتهم حتى وإن أسمعوهم عبارات ساخنة يجب أن يتوقف, خاصةً وأن معظم المتظاهرين هم في سن الطفولة ولم يصلوا عمر البلوغ بعد, ويجب أن يكون التعامل معهم بهدوء لإثبات أن الشرطة تمنع الاعتداءات وتحرس المؤسسات الاستراتيجية ولا ترتكب الأخطاء, ولكن المطاردة وإطلاق البمبان بالقرب من المستشفيات والأحياء دائماً ما يخلف ضحايا.

الوصية التي نريد أن نرسلها لمدير عام الشرطة الجديد الفريق أول شرطة حقوقي عنان حامد محمد عمر أن يُوجِّه بأن لا  تطارد الشرطة المتظاهرين بعد انفضاض الموكب, تتركهم بهدوء ليتفرقوا.

هذه العقيدة (عقيدة ضرورة ضرب المقبوض عليهم) عند بعض أفراد الشرطة يجب أن تتغيّر, والشرطة هي مصدر أمان وحماية للناس ومصدر اطمئنان يلجأ إليها الخائفون والضعاف لتحميهم وتزرع الطمأنينة في نفوسهم, وشرطة السودان مؤهلة وحامية ولها مواقف كثيرة وبطولات وإنجازات عديدة في مجالات مختلفة لا مجال لحصرها في هذه المساحة الضيِّقة, وكمثال فقط تفردها في القبض على المجرمين في جرائم خطيرة وفي مكافحة المخدرات وفي اكتشاف الفاعلين في جرائم لم يترك فيها الجناة أي أثر.

ينبغي أن تعود العلاقة الطيبة بين السودانيين والشرطة وأن تكون الثقة متوفرة.

صحيحٌ, هنالك متفلتون داخل كل تظاهرة, وهنالك من يرمي الشرطة بالحجارة بعد أن تطلق عليهم البمبان, لكنها تصرفات فردية لا تستوجب العنف الشديد ضد الثوار, لأن العنف يولد عُنفا مُضاداً.

وفي تقديري, إن مدير عام الشرطة الجديد الذي تسبقه سيرة حسنة, سيكون أمام امتحان الاحتجاجات والتظاهرات, وهنالك تصريحٌ من رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك بأهمية حماية المتظاهرين في دولة السلام والحرية والعدالة.

لماذا لا تترك الشرطة المتظاهرين يعبرون ثم يذهبون إلى منازلهم..؟

 

Exit mobile version